القوات الحكومية الليبية تعلن مقتل 15 عنصرًا من «داعش» في سرت

مصادر قالت إن الميليشيات تحتشد مجددًا في طرابلس

المشير خليفة حفتر لدى وصوله إلى مطار الخروبة في مدينة المرج إلى الشرق من بنغازي قادماً من روسيا (أ.ف.ب)
المشير خليفة حفتر لدى وصوله إلى مطار الخروبة في مدينة المرج إلى الشرق من بنغازي قادماً من روسيا (أ.ف.ب)
TT

القوات الحكومية الليبية تعلن مقتل 15 عنصرًا من «داعش» في سرت

المشير خليفة حفتر لدى وصوله إلى مطار الخروبة في مدينة المرج إلى الشرق من بنغازي قادماً من روسيا (أ.ف.ب)
المشير خليفة حفتر لدى وصوله إلى مطار الخروبة في مدينة المرج إلى الشرق من بنغازي قادماً من روسيا (أ.ف.ب)

في وقت أعلنت فيه القوات الحكومية الليبية مقتل 15 من عناصر تنظيم داعش في سرت، خيم التوتر المشوب بالحذر أمس على العاصمة الليبية طرابلس التي توقفت فيها الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة الموجودة بها منذ نحو عامين.
وقال مسؤول في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته لـ«الشرق الأوسط» إنه «يخشى أن يكون هذا الهدوء هو الذي يسبق العاصفة». وأضاف المسؤول الذي طلب عدم تعريفه: «هناك تحشيد من الميليشيات الموجودة في العاصمة، واستعداد وحذر وتحوط من كل الأطراف تجاه بعضها البعض، ومن الجميع ضد الجميع، والملحمة أراها قريبة»، في إشارة إلى توقعه عودة الاشتباكات الدامية مجددًا بين الميليشيات المسلحة التي لا تخضع لهيمنة حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فايز السراج. وتابع أن «التوتر ما زال قائمًا بين الكتائب والميليشيات المسلحة، وهناك تحسب لاحتمال وقوع المزيد من الاشتباكات، على الرغم من أن بعض الآليات العسكرية تم سحبها من الشوارع».
وأصدر 22 من الميليشيات والكتائب المسلحة بيانًا صحافيًا، أعلنوا خلاله أن ما وصفوه بالحرب التي يخوضونها، هي حرب على الإرهاب والمجموعات المؤدلجة والمتعاطفة مع تنظيم داعش. واعتبر البيان أن هذه الحرب «هي امتداد لحرب القوات المنخرطة فيما يعرف بعملية البنيان المرصوص التي تشنها قوات موالية لحكومة السراج في سرت ضد (داعش)». كما زعمت هذه الكتائب أن حربها ليست موجهة لأي مدينة أو توجه سياسي أو حكومي، مشيرة إلى رفضها لأية محاولة تستهدف أمن العاصمة أو جعلها منطلقًا جديدًا للإرهاب.
وطالبت الكتائب برفع الغطاء الاجتماعي عمن أسمتهم بالمجموعات الخارجة عن القانون التي تمارس الجريمة سواء في طرابلس أو غيرها، وعدم الانجرار وراء الشائعات التي تحاول ترويجها بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي بهدف زعزعة استقرار العاصمة، وإدخالها في الفوضى.
كما حث البيان كل المدن والقبائل الليبية إلى عدم الانجرار خلف هذه الشائعات، ومنع كتائبها وتشكيلاتها من التحرك نحو العاصمة دون تنسيق مسبق.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الموالية لحكومة السراج عن آمر المنطقة العسكرية الوسطى والمجلس العسكري مصراتة، نفيه لتحرك أي قوات عسكرية باتجاه العاصمة طرابلس. وقال المجلس في بيان إن قواته منشغلة بمعركة تحرير سرت من عصابات تنظيم داعش تحت شرعية المجلس الرئاسي لحكومة السراج.
كما قال آمر المنطقة العسكرية الوسطى الذي كرر نفى مشاركة أي قوات عسكرية تابعة لمصراتة في معارك طرابلس مؤخرًا، إن هناك بعض المجموعات المسلحة الصغيرة التي لا تمثل المدينة، بل تمثل نفسها فقط، ولا تتبع للمنطقة العسكرية مصراتة. وقال سكان في طرابلس إن الحياة عادت لطبيعتها أمس وسط العاصمة، مع انسحاب تدريجي لعناصر الميليشيات المسلحة التي انتشرت قبل أربعة أيام في مختلف أرجاء المدينة.
من جهتها، تحدثت تقارير صحافية غربية عن توجيه جهات أجنبية من بينها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والولايات المتحدة، وبريطانيا، تهديدات بقصف أي آليات عسكرية ستعاود الانتشار في شوارع طرابلس من دون الحصول على إذن من حكومة السراج. لكن مصادر عسكرية وأمنية قالت في المقابل إنها لم تسمع عن هذه التهديدات، مشيرة إلى أن غالبية الميليشيات ما زالت تواصل استدعاء عناصرها ما يعني احتمال اندلاع المزيد من المعارك لاحقًا.
وكانت اشتباكات متقطعة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة قد اندلعت في محيط فندق «ريكسوس»، وغابة النصر بأحياء باب بن غشير السكنية، بين الميليشيات المسلحة المتنافسة على السلطة والنفوذ وداخل طرابلس.
وجرى قتال شوارع في مناطق «زاوية الدهماني والظهرة ومحيط مطار معيتيقة الدولي»، فيما تم إغلاق الطريق المؤدي لمطار طرابلس الدولي بالحاويات الفارغة. ووقعت الاشتباكات بين كتيبة ثوار طرابلس والأمن المركزي بوسليم والأمن المركزي بن عاشور والمباحث العامة فرع طرابلس وكتيبة أم العقارب الفرناج، على الكتائب الموجودة في غابة النصر والموالية لحكومة السراج.
واعتاد سكان العاصمة على مشاهد الاشتباكات بين الفصائل المسلحة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية في أنحاء المدينة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».