الحكومة اليمنية تقيّم أضرار الحرب بالتعاون مع 4 منظمات دولية

وزير التخطيط أكد السعي لدعم ومساعدة المحاصرين

الحكومة اليمنية تقيّم أضرار الحرب بالتعاون مع 4 منظمات دولية
TT

الحكومة اليمنية تقيّم أضرار الحرب بالتعاون مع 4 منظمات دولية

الحكومة اليمنية تقيّم أضرار الحرب بالتعاون مع 4 منظمات دولية

أفاد مسؤول يمني رفيع، بأن بلاده ستبدأ قريبًا المرحلة الثانية من إعادة تقييم أضرار الحرب وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة، وذلك بالتعاون مع أربع جهات دولية هي الأمم المتحدة، والبنك الدولي، والبنك الإسلامي للتنمية، والاتحاد الأوروبي.
وأوضح الدكتور محمد السعدي وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن اليومين الماضيين شهدا عقد ندوة في القاهرة بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا التابعة للأمم المتحدة «الإسكوا»، لوضع إطار أولي لتقييم الأضرار وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب الدائرة في اليمن منذ قرابة عامين.
ولفت إلى أن الندوة التي حضرها وزراء يمنيون وخبراء من «الإسكوا»، ناقشت كيفية الاستفادة من التجارب الدولية في عملية إعادة الإعمار. وتابع: «نحن الآن في المرحلة الثانية لتقييم الأضرار وإعادة الإعمار ضمن ثلاث مراحل، الأولى كانت في محافظات عدن وتعز وأبين ولحج، والثانية نناقش فيها اختيار المحافظات المستهدفة التي تضررت نتيجة الحرب، وفي المرحلة الثالثة نتوقع الخروج بتقرير شامل يحوي جميع الأرقام التقديرية».
واعتذر الدكتور السعدي عن إعطاء أي تقديرات أولية لتكلفة إعادة الإعمار خلال الفترة المقبلة، مبينًا أن هذه العملية لا تزال جارية بمشاركة جهات دولية معتبرة، وقال: «لا توجد لدينا أرقام حتى الآن لأن من يساعد في التقييم هي مؤسسات دولية ممثلة في البنك الدولي، والبنك الإسلامي للتنمية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة».
وكانت وزارة التخطيط والتعاون الدولي أعلنت في أواخر (أغسطس (آب) الماضي تقديرات لقيمة الأضرار الناتجة عن الحرب في اليمن بنحو 15 مليار دولار. وشدد وزير التخطيط والتعاون الدولي على أن وزارته تركز خلال هذه الأيام على حشد الدعم للجوانب الإنسانية والتأثيرات التي طالت المدنيين في مختلف المناطق اليمنية بسبب تزايد حدة الصراع والحصار المفروض على بعض المحافظات من قبل الميليشيات وقوات المخلوع علي صالح.
وتطرق إلى وجود معاناة ومشكلات في الحصول على الغذاء والدواء والماء والمتطلبات الأساسية للسكان، ولذلك تسعى الحكومة الشرعية مع بعض الجهات الداعمة والمؤسسات الإقليمية والدولية لمساعدة الناس في الجانب الإنساني بأقصى درجة ممكنة.
وبحسب معلومات وزارة التخطيط اليمنية، فإن المسح الجوي في المرحلة الأولى الذي تم بالتنسيق مع الحكومة اليمنية، شمل ستة قطاعات، وأربع مدن (مدينتان شمالي البلاد، وأخريان جنوبًا). ونوهت وزارة التخطيط بأهمية استعداد الحكومة اليمنية والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص ودول مجلس التعاون الخليجي والصناديق التمويلية وأعضاء التعاون الاقتصادي لإعادة الإعمار في البلاد لحظة توقيع اتفاقية السلام.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.