كينيا تعتقل إيرانيين بتهمة التخطيط للاعتداء على السفارة الإسرائيلية

خارجية طهران تحتج وتستدعي سفير نيروبي أمس

كينيا تعتقل إيرانيين بتهمة التخطيط للاعتداء على السفارة الإسرائيلية
TT

كينيا تعتقل إيرانيين بتهمة التخطيط للاعتداء على السفارة الإسرائيلية

كينيا تعتقل إيرانيين بتهمة التخطيط للاعتداء على السفارة الإسرائيلية

تصاعدت أزمة اعتقال كينيا إيرانيين اثنين بتهمة التجسس وجمع معلومات وتصوير السفارة الإسرائيلية في نيروبي، حيث طالبت طهران بالإفراج عنهما وقالت إنهما محاميان ولا علاقة لهما بأي عمل آخر، في وقت لا تزال وحدة شرطة مكافحة الإرهاب تحتجزهما. وطالبت إيران أمس الحكومة الكينية بالإفراج عن المحتجزين والمتهمين بجمع معلومات لتنفيذ عمل إرهابي.
وذكرت وكالات أنباء إيرانية، نقلت عنها «رويترز»، أن السفير الكيني استُدعي أول من أمس الخميس إلى الخارجية الإيرانية في طهران، للاستفسار عن اعتقال المواطنين الإيرانيين، لا سيما أن السلطات الكينية قبضت عليهما وهما في سيارة دبلوماسية تابعة لحكومة طهران، وبرفقتهما سائق كيني.
ونفى متحدث باسم الخارجية الإيرانية ارتكاب أي منهما مخالفات، وقال إنهما محاضران جامعيان. وأكد المتحدث باهرام قاسمي أن المعتقلَين محاميان ذهبا إلى كينيا لتقديم المشورة القانونية لموكليهما السجناء في نيروبي، وأن الاعتقال تم بعد انتهاء اجتماعهما مع الموكلين في السجن.
محامي الدفاع كوهين أمانايا أبلغ «رويترز» بعد مثول المتهمين أمام المحكمة، أن موكليه أنكروا الاتهامات، ومع ذلك لا يزالون محتجزين لدى وحدة شرطة مكافحة الإرهاب الكينية لمزيد من الاستجواب.
وتأتي هذه الحادثة بوصفها ثاني حادثة من نوعها تشهدها الأراضي الكينية يكون أطرافها من إيران، ففي 2013 أصدرت محكمة في نيروبي حكما بالسجن مدى الحياة على إيرانيين اثنين عن اتهامات مرتبطة بالإرهاب، من بينها حيازة متفجرات. وخفف الحكم في الاستئناف إلى سجنهما 15 عاما.
ونشرت وكالة «مهر» الإيرانية اسمَي من قالت عنهما أنهما محاميان، وهما الدكتور عبد الحسين صفائي والدكتور سيد نصر الله إبراهيمي، وقالت الوكالة إن سوء فهم بينهما وبين السلطات الكينية أدى لاعتقالهما.
وقال بهرام قاسمي، المتحدث باسم خارجية طهران، إن أطرافا تسببت في عودة السلطات الكينية للقبض على المتهمين الاثنين بعد أن أفرجت عنهما مؤقتًا.
وقبل عام تمامًا، أعلن قائد الشرطة الكينية جوزف بوانيت، أن رجلين كينيين خططا لشن اعتداءات داخل البلاد، رصدت لهما سفريات متعددة إلى الأراضي الإيرانية، وقال حينها: «لدينا أدلة دامغة على تجنيد إيران لكينيين داخل شبكة تجسس، ومهمة هذه الشبكة التحضير لاعتداءات في نيروبي، ولا تستهدف مصالح غربية فحسب، بل أيضًا مواطنينا».
وسارعت طهران وقتها بالنفي وأبدت استعدادها للتعاون مع نيروبي حيال هذا الملف.
وتعيد هذه القضية إلى الأذهان سجل طهران في الاعتداء على السفارات والبعثات الدبلوماسية على الأراضي الإيرانية أو خارج حدودها، وآخرها الهجوم وحرق السفارة السعودية في طهران، والقنصلية في مشهد، مطلع العام الحالي، حيث هاجم الإيرانيون مقر السفارة والقنصلية بالزجاجات الحارقة وأشعلوا النيران، وقاموا بسرقة أجهزة الحاسب والهواتف. وقبلها بأربعة أعوام، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، اقتحمت جموع إيرانية، يعتقد أنهم من «الباسيج»، السفارة البريطانية في طهران، وحطموا النوافذ وأحرقوا العلم البريطاني، ردا على إعلان لندن فرض عقوبات على إيران بسبب نشاطها النووي، وبعد الهجوم على السفارة طردت بريطانيا البعثة الدبلوماسية الإيرانية وأغلقت سفارتها.
وفي 2009 قذف متظاهرون إيرانيون السفارة المصرية بالبيض، متهمين القاهرة بالتعاون مع إسرائيل، وعلى إثر ذلك، أدانت مصر بشدة هذا التصرف، وأبلغت طهران احتجاجها الرسمي. وقبل هذه الحادثة بثلاثة أعوام حاول مجموعة من المتظاهرين إحراق السفارة الفرنسية احتجاجًا على نشر رسوم كاريكاتورية اعتبرها المتظاهرون إساءة للدين.
وفي 1979 اقتحمت مجموعة طلابية، ظهر فيما بعد أنهم من قوات التعبئة العامة «الباسيج»، السفارة الأميركية في مشهد، واختطفوا 53 دبلوماسيا أميركيا واحتجزوهم لأكثر من عام.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.