«ميني إيجيبت بارك».. متحف مفتوح يحتضن معالم مصر التاريخية

يحتوي على 55 مجسمًا مصغرًا لأشهر الآثار والمناطق السياحية

«ميني إيجيبت بارك».. متحف مفتوح يحتضن معالم مصر التاريخية
TT

«ميني إيجيبت بارك».. متحف مفتوح يحتضن معالم مصر التاريخية

«ميني إيجيبت بارك».. متحف مفتوح يحتضن معالم مصر التاريخية

على مساحة تمتد لأكثر من 3 كيلومترات، وفي واحدة من أجمل المدن السياحية بمصر، يمكنك خلال ساعتين فقط أن تجوب أشهر معالم وآثار مصر، من أهرامات الجيزة مرورًا بمعبد الكرنك في الأقصر حتى قصر المنتزه الفخم في الإسكندرية، وذلك عن طريق زيارة مكان واحد فقط، وهو متحف «ميني إيجيبت بارك».
ويقع متحف «ميني إيجيبت بارك» في خليج مكادي بمدينة الغردقة الساحلية، أشهر مدن البحر الأحمر التي حصلت أخيرًا على أفضل وجهة سياحية عربية، ويحتوي المتحف على مجسمات مصغرة للمعالم السياحية الأكثر شهرة بمصر.
وعن المتحف، قال مؤسسه المهندس وائل زكريا، لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة وجود متحف مفتوح يضم نماذج مصغرة من معالم وأماكن بعينها موجودة بمناطق مختلفة من العالم، مثل هولندا وبلجيكا وإيطاليا وتركيا وغيرها من البلاد، إلا أنه الأول من نوعه في مصر».
وأضاف زكريا أنه بعد أن شاهد الفكرة بنفسه في بعض هذه البلدان، قرر أن ينفذها في مصر. ومنذ عام 2010، بدأ في دراسة كيفية تصميمه، مع الأخذ في الاعتبار موقعه، والميزانية التي سيحتاجها، والمعالم التي سيقوم بعرضها به.
وأوضح قائلاً: «تنفيذ الفكرة استغرق وقتًا كبيرًا جدًا، إذ إننا قمنا بانتقاء النماذج التي سيتم عرضها بعناية، لتعبر عن مختلف مراحل وعصور الحضارة المصرية، كما أننا حرصنا على حسن اختيار المهندسين والعمال الذين قاموا بتصميم النماذج، علمًا بأن كل نموذج استغرق تنفيذه 6 أشهر، على الأقل، ليخرج بشكل جيد».
وعن المواد التي صنعت منها المجسمات، أوضح زكريا أنها مصنوعة من مواد مختلفة، كالحجر والطوب والإسمنت وغيرها من المواد، واعتمد اختيار هذه المواد على التكوين الأصلي لكل معلم سياحي.
وأشار زكريا إلى أن عدد المجسمات الموجودة بالمتحف نحو 55 مجسمًا، من بينها أهرامات الجيزة ومعبد الكرنك والسد العالي ومكتبة الإسكندرية وقصر المنتزه الشهير وبرج القاهرة وقلعة محمد علي، موضحًا أن المتحف يحتوي أيضًا على مسطحات مائية وبحيرات تمثل البحر الأحمر وقناة السويس والبحر الأبيض المتوسط وبحيرة ناصر، ويمكن للزوار تأجير مركب صغير للتجول فيها.
ويحتوي المتحف على دليل يمكن الزوار من معرفة أماكن المعالم التي يرغبون في رؤيتها، كما أن هناك شرحًا تعريفيًا لكل معلم من المعالم بأربع لغات، هي العربية والإنجليزية والروسية والألمانية.
وعن المشاريع المستقبلية، أوضح زكريا أنه يطمح في تنفيذ الفكرة في عدة مناطق أخرى بمصر، حيث يرغب في إنشاء متاحف مشابهة في القاهرة وشرم الشيخ والساحل الشمالي ومرسى علم.
وقد عبر كثير من زوار المتحف عن إعجابهم الشديد بفكرته ومنفذيه، وقال محمود الكاشف: «فكرة رائعة تساعد على تنشيط السياحة بمصر، كما أنها ستمكن السياح الذين ليس لديهم الوقت الكافي لزيارة جميع معالم مصر من رؤيتها في مكان واحد، وخلال ساعتين فقط».
ومن جهتها، قالت ريم عادل: «أجمل ما في هذا المتحف أنه تم تنفيذه بتقنية عالية جدًا جعلتني أشعر وكأنني أزور المعالم الأصلية، وليس نماذج مشابهة لها».
جدير بالذكر أن المتحف تم افتتاحه افتتاحًا تجريبيًا فقط في بداية العام الحالي، وسيتم افتتاحه رسميًا في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) 2017.



دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.