الخارجية {الأميركية}: حكومة الحوثيين وصالح تخالف التزاماتهم

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها لا تستمد أي شرعية رسمية

حشد حوثي واستعراض بالأسلحة لميليشيات الانقلاب في صنعاء (إ.ب.أ)
حشد حوثي واستعراض بالأسلحة لميليشيات الانقلاب في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الخارجية {الأميركية}: حكومة الحوثيين وصالح تخالف التزاماتهم

حشد حوثي واستعراض بالأسلحة لميليشيات الانقلاب في صنعاء (إ.ب.أ)
حشد حوثي واستعراض بالأسلحة لميليشيات الانقلاب في صنعاء (إ.ب.أ)

عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من إعلان جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح تشكيل حكومة جديدة من جانب واحد، مبينة أن هذه الخطوة لا تستمد أي شرعية وتخالف التزامات الحوثيين وصالح بدعم وتسهيل عملية السلام في اليمن.
وأوضح مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الخطوة من جانب واحد من الواضح أنها لن تساعد أو تفضي إلى حل شامل ونهائي للصراع اليمني الذي يتطلب مفاوضات سياسية وإجماع من مختلف الأطراف.
وأضاف: «نحن قلقون بشأن التقارير التي تفيد بأن جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح أعلنوا تشكيل حكومة جديدة من جانب واحد، من دون أي شرعية رسمية ومن غير دعم من الحكومة الشرعية اليمنية وليس في إطار عملية السلام اليمنية، وهذه الخطوة تخالف التزامات الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام بدعم وتسهيل عملية السلام الأممية في اليمن».
وكان الانقلابيون أعلنوا، أول من أمس، عما سمي «حكومة إنقاذ وطني» في خطوة تصعيدية قوبلت برفض يمني وخليجي وعربي ودولي، واعتبرت الخطوة تقويضًا لجهود إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، الذي يعتزم خلال الأيام القليلة المقبلة طرح خريطة طريق على الأطراف اليمنية لحل النزاع بشكل نهائي.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد بن دغر، رئيس الوزراء اليمني، أن الذهاب فورًا نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، والانسحاب، وتسليم الأسلحة، والانتقال الفوري إلى العملية السياسية، تتبعه أو تتزامن معه مصالحة وطنية عامة وشاملة لا تستثني أحدًا، هو الخط المستقيم الموصل إلى السلام والمنهي للحرب والحافظ للدماء والممتلكات.
وقال بن دغر، في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ): «للأسف لا يفقه الحوثيون وصالح قدر الضرر الذي يحدثه استمرارهم في بناء وتكريس مؤسسات انقلابية تتبعهم وتأتمر بأمرهم في أجزاء من الوطن، لكنهم حتمًا يدركون أنهم بإعلان الحكومة إنما يقوضون جهود السلام التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة».
وعد رئيس الوزراء الحوثيين وصالح بإعلانهم حكومة انقلابية يبنون جدارا سياسيا معيقا لعملية السلام، ويعمقون جراح الوطن ويمزقون وحدته الاجتماعية والوطنية، «ويكرسون بناء مؤسسات حكومية أقل ما يمكن أن توصف به أنها (أسوأ من شطرية) وذلك لإضفاء شرعية على واقع فرضوه على الشعب اليمني لن يدوم طويلاً.. المتمثل في الاستيلاء على السلطة والانقلاب على الشرعية والسيطرة على العاصمة».
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الانقلابيين رفضوا بالأمس نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن، واحتفظوا ببنك مركزي مواز خاص بهم، فألحقوا مزيدًا من الضرر بالاقتصاد الوطني وتسببوا في أزمات متلاحقة، منها أزمة المرتبات والسيولة والمخصصات المالية للطلاب الذين يعانون بسبب الاستيلاء على موارد الدولة، والتحكم في مئات المليارات.
وطالب ابن دغر بإدانة هذا السلوك المستهتر، المبني على ثقافة التسلط والتفرد والعنصرية، ورفض هذه الخطوة، وإسقاطها، حرصًا على بقاء دولة واحدة ويمن موحد، لافتًا إلى أن هناك خطوطا حمراء ومصالح عليا للوطن لا ينبغي ولا يحق لأحد تجاوزها أيًا كانت المبررات.
ولفت إلى أن الحوثيين وصالح تجاوزوا كثيرًا تلك الخطوط، مشيرًا إلى أن كل السلطات للشرعية والشرعية فقط، فهي ما تبقى من وشائج وصلات بين اليمنيين، وهي كل ما تبقى من وحدة تتعرض لخطر الفوضى والانهيار.
وتابع: «من الصدق مع النفس والصدق مع الشعب أن نطلب من الجميع وقف كل المظاهر والممارسات التي تؤسس لمزيد من التشرذم أو توحي بنزعة معادية لا تنسجم مع المصالح العليا للشعب».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.