نواب أوروبيون يسائلون المفوضية الأوروبية حول مصير المساعدات الإنسانية لمخيمات تندوف

طالبوا بإحصاء المستفيدين والضغط على الجزائر لإرجاع الرسوم التي حصلتها منها

نواب أوروبيون يسائلون المفوضية الأوروبية حول مصير المساعدات الإنسانية لمخيمات تندوف
TT

نواب أوروبيون يسائلون المفوضية الأوروبية حول مصير المساعدات الإنسانية لمخيمات تندوف

نواب أوروبيون يسائلون المفوضية الأوروبية حول مصير المساعدات الإنسانية لمخيمات تندوف

عادت إشكالية تهريب المساعدات الإنسانية الموجهة لمخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف (جنوب غربي الجزائر) لتتصدر اهتمامات البرلمان الأوروبي.
فقد طالب نواب أوروبيون من المفوضية الأوروبية بالضغط على الجزائر من أجل إحصاء المستفيدين، معتبرين الغلو في تقدير عددهم يسهل تهريب المساعدات، كما طالبوا باسترجاع المبالغ التي حصلتها الجزائر نتيجة فرض رسوم على المساعدات، التي قدرت بنحو 15 مليون يورو، حسب تقرير للمفوضية الأوروبية.
وأكد كريستوس ستيليانيدس، المفوض الأوروبي المكلف بالمساعدات الإنسانية، أن المفوضية الأوروبية «تأخذ على محمل الجد مشكلة تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة إلى مخيمات تندوف، فوق التراب الجزائري».
وفي معرض رده على سؤال بالبرلمان الأوروبي حول «التحويل الممنهج» للمساعدات الإنسانية الأوروبية، الذي تقوم به جبهة البوليساريو و«بعض السلطات الجزائرية»، ذكّر المفوض الأوروبي بخلاصات المكتب الأوروبي لمحاربة الغش الذي نشر في 2015، الذي كشف عن تحويلات خطيرة للمساعدات الإنسانية للاتحاد الأوروبي الموجهة لمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، مشيرا إلى أن المفوضية الأوروبية اتخذت في هذا الصدد «إجراءات احترازية وتصحيحية مشددة».
وأثار سؤال النواب الأوروبيين أيضا فرض ضريبة على هذه المساعدات من قبل الجزائر، مذكرا بأنه خلال استماع للمدير المكلف بالمساعدات الإنسانية في المفوضية الأوروبية في يوليو (تموز) 2015، أشار بالفعل إلى أن الجزائر تفرض أداء 5 في المائة ضريبة على 10 مليون يورو من المساعدات الإنسانية الأوروبية التي يتم تقديمها سنويا لمخيمات تندوف. وهكذا أدى الاتحاد الأوروبي خلال الثلاثين سنة الماضية ما بين 10 و15 مليون يورو ضرائب للجزائر.
وذكر المفوض الأوروبي أنه إلى حدود بداية سنة 2016، فإن المشتريات الموجهة إلى التوزيع على شكل مساعدات لساكنة المخيمات، التي تتم فوق التراب الجزائري قد خضعت للضريبة على القيمة المضافة المحلية، والتي تختلف نسبتها حسب نوع المُنتَج. وأكد أنه منذ 2004 قامت المفوضية، مع الوكالة الإسبانية للتنمية، بمجموعة من الخطوات لدى السلطات الجزائرية بخصوص استرجاع الضريبة على القيمة المضافة على المشتريات المحلية في إطار المشاريع الإنسانية.
وذكر أنه ما بين 2010 و2014، حددت المفوضية الأوروبية قيمة الضريبة على القيمة المضافة المفروضة على المشتريات المحلية من السلع الموجهة لسكان مخيمات تندوف بمليون يورو، أي بمعدل 200 ألف يورو سنويا، بنسبة 2 في المائة من الحجم الإجمالي السنوي من المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي.
وطالب النواب الأوروبيون من المفوضية الأوروبية بحث الجزائر على تقديم توضيحات حول هذه التحويلات. كما وجهوا سؤالا للجهاز التنفيذي الأوروبي حول الإجراءات المتخذة من أجل الضغط على الجزائر لإجراء إحصاء للمستفيدين من هذه المساعدات، معتبرين المغالاة في تقدير هؤلاء السكان سهلت تحويل هذه المساعدات، كما أشار إلى ذلك المكتب الأوروبي لمحاربة الغش.
وبعدما ذكر بتقليص باقي المانحين لمساهماتهم المالية، أكد المفوض الأوروبي أنه ليس من صلاحية الاتحاد الأوروبي القيام بإحصاء للمستفيدين، مشيرا إلى أن هذه المسألة يجب بحثها في إطار المسلسل الذي تقوده الأمم المتحدة.
وكثيرا ما تثار قضية تحويل المساعدات الإنسانية الأوروبية من قبل البوليساريو أمام البرلمان الأوروبي، من خلال أسئلة لنواب أوروبيين بمناسبة بحث مفوضية مراقبة الميزانية لتصفية الميزانية.
ففي قرار تصفية الميزانية، طالب البرلمان المفوضية الأوروبية بالسهر على أن يتم منع المسؤولين الجزائريين وجبهة البوليساريو، الذين يتهمهم تقرير المكتب الأوروبي لمحاربة الغش من الولوج للمساعدات المالية للمساهمين الأوروبيين. كما عبر البرلمان الأوروبي عن قلقه بخصوص غياب إحصاء لسكان مخيمات تندوف، مؤكدا أن الأمر يتعلق هنا «بوضعية غير عادية وفريدة في حوليات المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.