قد تواجه رئيسة كوريا الجنوبية «بارك غيون- هي»، مصير رئيسة البرازيل نفسها، ديلما روسيف، التي أقيلت من منصبها في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد توجيه اتهامات بالفساد، ومحاكمتها من قبل البرلمان البرازيلي. وطلبت «بارك غوين-هي» من البرلمان أمس الثلاثاء التوصل إلى طريقة تتنازل بموجبها عن السلطة. وقالت بارك في كلمة بثها التلفزيون الرسمي وسط دعوات متزايدة لاستقالتها: «سأترك للبرلمان كل شيء بشأن مستقبلي بما في ذلك تقليص فترة ولايتي». وأضافت: «سوف أدع الجمعية الوطنية تحدد مصيري، بما في ذلك تخفيض فترة رئاستي».
ووصفت المعارضة، التي طالبت أكثر من مرة باستقالة بارك فورًا، مقامرتها السياسية، بالخدعة لتأجيل فصل البرلمان لها، حيث من الممكن صدور قرار اتهام قريبا. وقالت بارك في خطاب استمر خمس دقائق إنها على استعداد للتنحي إذا اتفقت الحكومة ونواب المعارضة على خطة من شأنها عدم التسبب في حدوث فراغ سياسي أو التسبب بفوضى سياسية.
ويتخذ أكبر أحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية، وهو الحزب الديمقراطي، إلى جانب اثنين من الأحزاب الصغيرة خطوات لبدء إجراءات لعزل بارك على خلفية تلك الفضيحة. الاحتجاجات ضدها تواصلت منذ بداية الشهر الحالي، رغم اعتذارين قدمتهما على التلفزيون عن الفضيحة التي تتمحور حول صديقتها، شوي سون - سيل، التي أوقفت مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) بتهمة الاحتيال واستغلال السلطة.
وتوجه إلى شوي (60 عامًا) تهمة استغلال صداقتها مع الرئيسة لحمل شركات صناعية كبيرة مثل «سامسونغ» على دفع أموال إلى مؤسسات واستخدام هذه المبالغ في وقت لاحق لغايات شخصية. كما يحقق المدعون في تهم بأنها تدخلت بشؤون حكومية رغم أنها لا تحظى بأي منصب رسمي.
وقال محامي الرئيسة بارك إنها لن تستجيب لطلب الادعاء لاستجوابها وسط أزمة سياسية تزداد تعقيدًا. وأضاف المحامي، يو يونغ ها، في بيان أن الرئيسة عليها التعامل مع «الوضع الذي يتطور سريعًا» ومن ثم ليس هناك وقت لكي تتعاون مع الادعاء الذي طلب استجوابها بحلول أمس الثلاثاء. وفي جهود لتخفيف الغضب الشعبي، وافقت بارك على التنازل عن بعض صلاحياتها الرئاسية والسماح بتحقيق مدعٍ خاص مستقل يعينه البرلمان.
وجاءت كلمتها أمس بعد أيام من خروج مئات الآلاف من الكوريين الجنوبيين إلى الشوارع للمطالبة بعزلها.
وتراجعت نسبة تأييد أول امرأة ترأس كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي إلى 4 في المائة. وهو أدنى معدل يناله رئيس يتولى مهامه، فيما بدأ حزبها الحاكم «ساينوري» التخفيف من شأن التظاهرات الشعبية.
ويتخذ أكبر أحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية، وهو الحزب الديمقراطي، إلى جانب اثنين من الأحزاب الصغيرة خطوات لبدء إجراءات لعزل بارك على خلفية تلك الفضيحة.
واعتذرت بارك مجددًا في خطابها أمس عن إعطاء شوي وثائق رئاسية. لكنها رفضت الاتهامات التي وجهت لها بأنها متورطة في نشاط إجرامي، بالإضافة إلى المزاعم التي أفادت بأن شوي حققت لنفسها ثراء بسبب علاقتها المقربة مع الرئاسة.
وخلال هذا الشهر ازدادت حدة الاحتجاجات في العاصمة سيول للأسبوع الرابع على التوالي مطالبة بارك بالاستقالة. وتشكل هذه التظاهرات التي تعد الأكبر في كوريا الجنوبية منذ التظاهرات المطالبة بالديمقراطية في الثمانينات، تحديا قويا لسلطة بارك، لكن الرئيسة رفضت الدعوات إلى التنحي. وشارك قبل أيام 450 ألف متظاهر رددوا هتافات ضدها أثناء تجمعهم في وسط العاصمة.
وحتى الآن كانت التظاهرات سلمية إلى حد كبير، وتشارك فيها عائلات لكن وجود الشرطة لا يزال كثيفًا، وقامت حافلات وشاحنات بإغلاق الطرقات المؤدية إلى القصر الرئاسي. وقال المتحدث باسم الاتحاد التجاري الكوري، نام جيونغ - سو، لوكالة الصحافة الفرنسية: «نريد تظاهرة سلمية». وأضاف نام أن الآلاف من الطلاب الذين أنهوا امتحاناتهم الثانوية في وقت سابق شاركوا في التظاهرة أيضا.
وأدت الفضيحة إلى شلل في إدارة بارك، وتسببت بعدم مشاركة الرئيسة في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادئ في البيرو الأسبوع الماضي.
لكن بعد فترة جمود طويلة، عاودت بارك نشاطها المعتاد وأعلنت أنها ستحضر قمة سنوية مع الصين واليابان في طوكيو الشهر المقبل.
وأعلن القصر الرئاسي أن بارك تتلقى باقات من الورود من مؤيديها، وأن نحو خمسة آلاف شخص شاركوا في تجمع مؤيد لها نظم قبل تظاهرة الاحتجاج.
وصديقة رئيسة كوريا الجنوبية شوي هي ابنة زعيم ديني غامض يدعى شوي تاي - مين، متزوج ست مرات، ويحمل عددًا من الأسماء المستعارة. وقد أنشأ حركة أقرب إلى طائفة سرية سماها «كنيسة الحياة الأبدية». وقد أصبح بعد ذلك راعيًا للرئيسة بعد مقتل والدتها في 1974.
ويشتبه في أن ابنته تدخلت في وضع الخطب الرئاسية والاطلاع على وثائق سرية، كما تدخلت في شؤون الحكومة، بما في ذلك تعيينات على أعلى مستوى. وقالت وسائل إعلام إن شوي ما زالت تشارك في طائفة والدها وأن الرئيسة تأثرت بها. لكن بارك نفت ذلك.
رئيسة كوريا الجنوبية قد تواجه مصير نظيرتها البرازيلية
تريد أن يقرر البرلمان مصيرها والمعارضة تطالب بمحاكمتها قضائيًا
رئيسة كوريا الجنوبية قد تواجه مصير نظيرتها البرازيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة