إسرائيل تصفي أربعة مقاتلين لـ«داعش» قرب الجولان

نتنياهو يهدد التنظيم من الاقتراب من مرابط الجيش الإسرائيلي

إسرائيل تصفي أربعة مقاتلين لـ«داعش» قرب الجولان
TT

إسرائيل تصفي أربعة مقاتلين لـ«داعش» قرب الجولان

إسرائيل تصفي أربعة مقاتلين لـ«داعش» قرب الجولان

في أعقاب تصفية أربعة مقاتلين من «لواء شهداء اليرموك»، أحد أذرع «داعش» في سوريا، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: «كل من يقترب من حدودنا» بتدميره. وقال خلال جلسة حكومته، أمس: إن «الجيش الإسرائيلي على أتم الاستعداد لمواجهة أي اعتداء علينا في الشمال بكل قوة وصلابة».
وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل بيتر لاينر، قد أعلن أن قواته تعرضت لنيران من الحدود مع سوريا فردت عليها بتصفية خلية من أربعة مقاتلين، بعد التأكد من أنهم مصدر النيران. وأضاف، في التفاصيل، أن قوة من لواء «جولاني» كانت تقوم بأعمال دورية عادية على مثلث الحدود بين إسرائيل وسوريا والأردن، جنوبي هضبة الجولان السورية المحتلة، فأطلقت باتجاهها النيران من مدفع رشاش منصوب على سيارة جيب عسكرية، وكذلك من أسلحة خفيفة. وأن القوة ردت على النيران بقوة. ثم تم إطلاق طائرة مقاتلة بلا طيار إلى الجو فقصفتهم حتى أيقنت أن المقاتلين الأربعة قد قتلوا.
وأكد الناطق أن هذا الرد السريع هو بمثابة «رسالة إلى تنظيمات (داعش) وغيرها من التنظيمات الإرهابية، بأن إسرائيل لن تحتمل أي اعتداء عليها وأي اقتراب من حدودها».
وبالروح نفسها، تكلم نتنياهو، خلال جلسة حكومته التي عقدت في حيفا، تضامنا مع المدينة التي تعرضت لحرائق ضخمة في الأيام الأخيرة. فقال: إن «الجيش الإسرائيلي لن يسمح للتنظيم بالشروع بالحرب من سوريا». وإن «الجيش الذي يعمل في المناطق الحدودية رد على الفور على محاولة الاعتداء الإرهابي على إسرائيل؛ لأننا دائما على أهبة الاستعداد على الحدود الشمالية ولن نسمح لـ(داعش) أو لأطراف معادية أخرى بالتمركز قرب الحدود بظل الحرب الدائرة بسوريا».
وذكر مسؤول عسكري كبير أن «لواء شهداء اليرموك» و«جيش خالد بن الوليد» وغيرهما من التنظيمات الصغيرة العاملة في الجنوب السوري، تخلت عن ولائها لـ«جبهة النصرة» وأعلنت الولاء لـ«داعش» في نهاية السنة الماضية. وأضاف: «لقد اعتاد تنظيم الدولة على توجيه سهامه إلى مختلف التنظيمات السورية من النظام والمعارضة على السواء، إلا أنه امتنع عن عمليات ضد إسرائيل. ومع أن من السابق لأوانه أن نحدد الآن ما هو الدافع لتوجيه النيران إلى إسرائيل بهذا الشكل المفاجئ، إلا أننا لا نستبعد أن تكون تلك مبادرة فردية من القادة المحليين. فـ(داعش) تتواجد بالأساس في شمالي سوريا وقواتها في الجنوب ضعيفة نسبيا». ولفت المسؤول الإسرائيلي، إلى أنه إذا كانت هذه العملية قد تمت بمعرفة أو مبادرة القيادة العامة لـ«داعش» في سوريا: «فإن هذه العملية تكون بمثابة عملية يائسة». فـ«داعش» يتلقى ضربات قاسية من جيش النظام والجيش الروسي والتحالف الغربي والعربي. وقاعدته الشعبية تتلاشى تماما. مضيفا: «وربما يعتقد بأن ضرب إسرائيل سيعيد له التأييد في الشارع».
وقال الخبير الإسرائيلي في الشؤون الاستراتيجية، رون بن يشاي، إن قوات «داعش» في الجنوب السوري تلقت ضربة مؤخرا؛ إذ تم قتل قائدها، أبو هشام الإدلبي، بسيارة مفخخة في منبع اليرموك. وتم تعيين قائد جديد لها هو أبو محمد المقدسي، وهو سوري – فلسطيني من سكان المنطقة، تركها سنة 2014 وتوجه إلى الشمال، ثم أعيد إلى الجنوب في مطلع هذا العام وعين قائدا للتنظيمات الداعشية في الجولان.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.