بعد أن بدأت النيران تخبو تدريجيا في إسرائيل، بدأت تُسمع انتقادات واسعة لحكومة بنيامين نتنياهو، واتهامات عريضة بالقصور والإهمال.
ومن بين هذه الانتقادات أنه على الرغم من الحريق الكبير الذي وقع قبل ست سنوات في غابات الكرمل في حيفا، فإن الحكومة لم تنفذ كل ما جاء في توصيات لجنة التحقيق، حيث إنها لم تسع إلى امتلاك طائرة إطفاء ضخمة، ولم تقم مناطق عازلة بين البيوت السكنية وبين الغابات القريبة منها في حيفا وعدة مدن وقرى أخرى، كما أنها لم تحتفظ بكميات كافية من مواد الإطفاء.
وأعرب عدد كبير من المواطنين في حيفا عن تذمرهم وشكواهم من حدوث إهمال وقصور خلال عملية الإطفاء والإخلاء، وقال بعضهم إن قوات الطوارئ لم تتواصل معهم بشكل منظم، ولم توضح لهم كيف يتركون بيوتهم، وأي بيوت ينبغي تركها، كما أنه لم يتم توجيههم إلى أماكن الحماية، فيما اضطر قسم كبير منهم للاعتماد على كرم الأصدقاء والأقارب والجيران، وبعضهم لم يجد من يأويه، والبعض الآخر أمضى ليالي في الفنادق على حسابه الشخصي، أما من لم يكن يملك المال أثناء وقوع الحرائق فقد عاش حالة من التشرد.
وتوقع المراقبون أن تنجلي صورة أبشع من إهمال الحكومة وقصورها، بعد أن تخبو النيران تماما، الثلاثاء المقبل، وفقا لتوقعات الأرصاد الجوية.
وإزاء ذلك، وعوضًا عن أن يبادر نتنياهو بشرح ملابسات ما حدث للمواطنين، سارع إلى عقد مؤتمر صحافي في قاعدة عسكرية جوية في بلدة حتصور، على مقربة من الحدود مع لبنان، وراح يوجه نيران غضبه تجاه المواطنين العرب في إسرائيل وغيرهم من الفلسطينيين، وقال إن معظم الحرائق تمت بفعل فاعل وبشكل مقصود، بوصفه نوعا جديدا من الإرهاب ضد إسرائيل، وهدد كل من يريد إحراق إسرائيل بـ«جباية الثمن» قاسيا منه. وقد جاء لافتا للنظر استخدامه لتعبير «جباية الثمن»، إذ إن هناك حركة يهودية يمينية فاشية تنفذ جرائم ضد الفلسطينيين انتقاما.
الحرائق «تعري» ضعف الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الكوارث
الحرائق «تعري» ضعف الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الكوارث
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة