البنك المركزي الأميركي يتجاهل «أسعار فائدة» ترامب

الدولار عند أعلى مستوى في 14 عامًا

البنك المركزي الأميركي يتجاهل «أسعار فائدة» ترامب
TT

البنك المركزي الأميركي يتجاهل «أسعار فائدة» ترامب

البنك المركزي الأميركي يتجاهل «أسعار فائدة» ترامب

قلل مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) من تأثير انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، على قرارات السياسة النقدية في الأمد القريب، لكنهم حذروا من أن المركزي قد يرفع الفائدة بشكل أسرع إذا زاد عجز الموازنة الاتحادية في عهد ترامب. وفقًا لمحاضر اجتماع البنك الأخير. وفي الأسبوع الماضي، قالت جانيت يلين، رئيسة مجلس الاحتياطي في شهادة بالكونغرس: إن فوز ترامب في الانتخابات لا يغير خطط البنك بخصوص رفع الفائدة «في وقت قريب نسبيا».
وتفيد شهادة يلين ومحاضر البنك، بأن المركزي الأميركي سيقوم برفع أسعار الفائدة في اجتماعه الشهر المقبل.
ويرى ترامب، قبل انتخابه رئيسًا، أن المركزي الأميركي يبقي أسعار الفائدة عند مستويات متدنية لتفادي التباطؤ الاقتصادي وعند «مرحلة ما» يجب أن تتغير الفائدة.
وقال ترامب يوم 5 سبتمبر (أيلول) ردًا على صحافي يسافر على طائرته سأله عن الرفع المحتمل للفائدة من جانب البنك المركزي في سبتمبر «يبقون أسعار الفائدة منخفضة حتى لا ينخفض كل شيء آخر.. لدينا اقتصاد زائف جدًا». وتابع ترامب «عند مرحلة ما يجب أن تتغير أسعار الفائدة.. الشيء الوحيد القوي هو سوق الأسهم المصطنعة».
وأظهرت محاضر اجتماع البنك المركزي الأميركي يومي الأول والثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، والتي نشرت ليلة الأربعاء، أن معظم المشاركين في الاجتماع ممن يمتلكون حق التصويت ومن لا يملكونه قالوا إنه «قد يصبح من الملائم» رفع أسعار الفائدة «في وقت قريب نسبيًا». وأشار بعضهم إلى أنه ينبغي رفع الفائدة في اجتماع المركزي في ديسمبر (كانون الأول) من أجل الحفاظ على «مصداقية» المجلس. وبعد نشر محاضر البنك المركزي، سجل الدولار أمس الخميس، أعلى مستوى في نحو 14 عامًا أمام سلة من العملات الرئيسية، بعدما تأكد المتعاملون قرب رفع أسعار الفائدة، بدعم من بيانات قوية عن اقتصاد الولايات المتحدة.
وقفز الدولار أمام اليورو متجاوزًا المزيد من مستويات الذروة التي سجلها أمام العملة الأوروبية الموحدة العام الماضي ليظل مستوى 1.0457 دولار المسجل في مارس (آذار) 2015 الوحيد منذ ذلك الحين الأقرب إلى حد التعادل. وسجل الدولار أعلى مستوى في ثمانية أشهر أمام الين.
وارتفعت العملة الأميركية إلى مستويات قياسية جديدة في تعاملات الليلة الماضية أمام عدد من عملات الأسواق الناشئة، ومن بينها الروبية الهندية والليرة التركية واليوان الصيني في السوق الخارجية. وانتعشت الطلبيات الجديدة الخاصة بالسلع الرأسمالية المصنعة في الولايات المتحدة الشهر الماضي بفعل زيادة الطلب على الآلات والمعدات، في حين ارتفعت معنويات المستهلكين هذا الشهر. وفقًا لبيانات اقتصادية رسمية.
وأبقى صناع السياسات في البنك المركزي الأميركي تكاليف الاقتراض دون تغيير في وقت سابق هذا الشهر قبل أيام من فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة التي أجريت في الثامن من نوفمبر.
ورأى أعضاء اللجنة المعنية بالسياسة النقدية في المركزي ممن يملكون حق التصويت احتمالات متساوية لأن يتجاوز الاقتصاد أو يقل عن توقعاتهم لاستمرار النمو وتحسن سوق العمل.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.