5 تحديات تواجه إدارة ترامب في السياسة الخارجية

يواجه الرئيس المنتخب دونالد ترامب وفريقه سلسلة من الاختبارات الرئيسية في السياسة الخارجية عندما يبدأ في تولي مهام منصبه، وما سيتبعه ترامب وفريقه من قرارات يمكن أن تؤدي إلى نجاحات دبلوماسية كبيرة أو إلى أزمات ضارة إذا أسيء التعامل مع تلك التحديات. ويقول الخبراء إن هناك خمس قضايا محتدمة ستواجه إدارة ترامب وسيكون عليها العمل لإيجاد حلول للتوترات الدائرة حول العالم، من الأزمة السورية إلى الملف الكوري الشمالي.
أولى تلك القضايا المحتدمة هي الحرب الأهلية السورية، ويشير المحللون إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقرأ تصريحات ترامب التصالحية بمثابة ضوء أخضر للاستمرار في مساندة الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات، ويحذر المحللون من هذا السيناريو الذي يتيح لروسيا مساندة الأسد بما يؤدي إلى انتصاره وإقامة روسيا لقاعدة عسكرية دائمة لها في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى أن نجاح الأسد سيؤدي إلى توسع نفوذ إيران في المنطقة وموجة جديدة من اللاجئين السوريين إلى أوروبا. ويقول الخبراء إن أول تحد لإدارة ترامب سيكون الاختيار ما بين التقارب مع روسيا وتركها تساعد النظام السوري أو دعم المعارضة السورية مثلما قام الرئيس أوباما والضغط على الأسد للتنحي في مقابل تحقيق تسوية دبلوماسية.
وخلال لقاء ترامب مع صحيفة «نيويورك تايمز» تفادى ترامب الإجابة على الموضوع السوري رغم إلحاح أعضاء هيئة التحرير، واكتفى ترامب بالقول إنه سيعمل على «إيقاف حمام الدم» الدائر في سوريا.
التحدي الثاني: كوريا الشمالية ويشير المحللون إلى أن تجارب كوريا الشمالية النووية وخطط الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لإطلاق صواريخ باليستية ستكون اختبارا حقيقيا حول كيف سيتعامل ترامب مع هذا الأمر.
والسيناريوهات التي يطرحها الخبراء هي أن يقدم ترامب على استجابة متهورة تؤدي إلى اندلاع أزمة وتهديد كوريا الشمالية بعمل عسكري ضد كوريا الجنوبية أو اليابان أو خطف أميركيين داخل كوريا الشمالية، ويقول الخبراء إنه سيكون على ترامب التعامل بحذر مع التهديدات من كوريا الشمالية وأن يسلك الطريق الدبلوماسي من خلال الضغط على الصين لاستخدام نفوذها في كبح جماح الديكتاتوري الكوري الشمالي.
رئيس الوزراء الياباني صرح خلال زيارته للولايات المتحدة للقاء ترامب قائلا: «يشرفني أن ألتقي الرئيس المنتخب ترامب قبل رؤساء العالم الآخرين». وأضاف: «أرغب في أن أناقش مع الرئيس ترامب أحلامنا للمستقبل».
مايكل فلين، الذي عينه ترامب مستشارا للأمن القومي للرئيس صرح بأنه سيتم إعطاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية أولوية قصوى في ظل الإدارة الجديدة، وذلك حسبما قال مسؤول كوري جنوبي أجرى محادثات معه السبت الماضي.
ونقل تشو تاي - يونج نائب مستشار الأمن القومي للرئاسة الكورية الجنوبية عن فلين، وهو أحد أوثق حلفاء ترامب قوله أيضا إنه سيعمل على تعزيز التحالف الأميركي مع كوريا الجنوبية، ووصف هذه العلاقة بأنها «حيوية».
التحدي الثالث هو صفقة إيران النووية. خلال الحملة الانتخابية وصف ترامب الاتفاق النووي الإيراني بأنه كارثي، وتعهد بإعادة التفاوض على الصفقة النووية مع إيران، والاحتمالات المثارة هنا أن ترفض القوي العالمية الأخرى أن تنسحب من الاتفاق أو تعيد التفاوض عليه مرة أخرى، وإذا أقدم ترامب على الانسحاب من الصفقة قد تأخذ إيران موقفا هجوميا وتستأنف برنامجها النووي دون قيود، وبالتالي تقوم إسرائيل بإطلاق تهديدات بتدمير أي موقع لتطوير أسلحة نووية إيرانية.
ويقول الخبراء إن التحدي الذي يواجه ترامب هو التمسك بتعهده في تمزيق الصفقة. ويشير خبراء إلى أن إدارة ترامب ستحاول تصيد أي خرق تقدم عليه إيران في هذا الاتفاق للإقدام على فرض مزيد من العقوبات والتضييق الاقتصادي والسياسي عليها وتصعيد الضغوط الدبلوماسية الدولية للتأكد من التزام إيران بكل الشروط للحد من برنامجها النووي واقتصاره على الأغراض السلمية.
أما التحدي الرابع فهو الصراع في أوكرانيا. مرة أخرى تسعى روسيا لمساعدة الانفصاليين في شرق أوكرانيا على اعتقاد أن ميول إدارة ترامب المؤيدة للتعاون مع روسيا توحي بأن ترامب لن يتدخل في الصراع في أوكرانيا، وهنا يثار القلق من تجدد اندلاع القتال بما يدفع أوكرانيا لطلب مساعدة الولايات المتحدة عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وفرض عقوبات جديدة على روسيا.
وسيكون على إدارة ترامب مواجهة تحدي مساندة أوكرانيا الدولة الحليفة وفي الوقت نفسه تجنب خطر الحرب بالوكالة مع روسيا وأسلوب استجابة إدارة ترامب سيكون الفيصل الحاسم، فهل يتبع أسلوب إدارة أوباما في استخدام ورقة العقوبات والضغوط الدبلوماسية لكبح جماح روسيا أم يتبع سياسات انعزالية ويقول إن الصراع في أوكرانيا ليس مشكلة الولايات المتحدة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى أول اتصال هاتفي مع ترامب، وهنأه خلالها بفوزه في انتخابات الرئاسة، متمنيا له نجاحا في تحقيق برنامجه الانتخابي، مشيرا إلى استعداده لإقامة حوار الشراكة مع الإدارة الجديدة. كان ترامب قد أشار في تصريحات خلال حملته الانتخابية إلى اعتزامه تحسين العلاقات مع روسيا.
أما التحدي الخامس فهو التجارة مع الصين. لوح ترامب خلال الحملة الانتخابية بإلغاء بعض الاتفاقات التجارية وتوعد بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، وأشار في الفيديو الخاص بشرح سياساته خلال المائة يوم الأولي من إدارته إلى أنه سيعيد التفاوض على اتفاقات تجارية، بحيث تصبح أكثر عدالة وتجلب الوظائف والصناعات مرة أخرى إلى الأراضي الأميركية. ويتخوف الاقتصاديين من حرب تجارية محتملة بين أكبر اقتصادين في العالم هما الولايات المتحدة والصين واحتمالات تصادم في الأسواق المالية.
ويقول المحللون إن ترامب يواجه تحدي التمسك بتعهداته الانتخابية لحث الصين على الحد من وارداتها للأسواق الأميركية وبالتالي مواجهة مخاطر حدوث تقلبات في السوق أو مخاطر الركود أو مواصلة محادثات طويلة تهدف إلى إيجاد شروط تجارية أكثر ملائمة للولايات المتحدة.
ورأت صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية الصينية التي تعتمد خطا قوميا، أن «الصين هي التي ستكون المستفيد الأول من حمائية أميركية متزايدة»، مشيرة إلى أن القوة الاقتصادية الثانية في العالم قد «تستعيد الشعلة» وتصبح «زعيمة للتبادل الحر».