فن البحث عن المساحات والقدرة الذهنية عنصران يصنعان النجوم

بخلاف اللياقة البدنية أو الذكاء التكتيكي.. ما الذي يمنح لاعبًا ما يميزه عن لاعبين آخرين؟

دقة مولر داخل منطقة مرمى الخصم تعود إلى قدرته على حساب المسافات بدقة  - ما زالت الأسئلة تدور حول كيفية إحراز روني لهدفه أمام مانشستر سيتي عام 2011  - يقول تشافي إن كل ما يفعله هو التفكير بسرعة والبحث عن المساحات («الشرق الأوسط»)
دقة مولر داخل منطقة مرمى الخصم تعود إلى قدرته على حساب المسافات بدقة - ما زالت الأسئلة تدور حول كيفية إحراز روني لهدفه أمام مانشستر سيتي عام 2011 - يقول تشافي إن كل ما يفعله هو التفكير بسرعة والبحث عن المساحات («الشرق الأوسط»)
TT

فن البحث عن المساحات والقدرة الذهنية عنصران يصنعان النجوم

دقة مولر داخل منطقة مرمى الخصم تعود إلى قدرته على حساب المسافات بدقة  - ما زالت الأسئلة تدور حول كيفية إحراز روني لهدفه أمام مانشستر سيتي عام 2011  - يقول تشافي إن كل ما يفعله هو التفكير بسرعة والبحث عن المساحات («الشرق الأوسط»)
دقة مولر داخل منطقة مرمى الخصم تعود إلى قدرته على حساب المسافات بدقة - ما زالت الأسئلة تدور حول كيفية إحراز روني لهدفه أمام مانشستر سيتي عام 2011 - يقول تشافي إن كل ما يفعله هو التفكير بسرعة والبحث عن المساحات («الشرق الأوسط»)

عادة ما تكون العلاقة بين لاعبي كرة القدم والإعلام شديدة البساطة. فقبل انطلاق مباراة ما، عادة ما تسأل وسائل الإعلام اللاعب عن آماله بخصوص التحدي المرتقب، وفي الغالب تدور الإجابة حول أن اللاعب يتطلع للمشاركة في المباراة، وقد يحاول تحاشي الإجابة عندما يواجه سؤالاً عن قضية قد تثير الجدل. وخلال اللقاءات الصحافية بعد المباراة، يواجه اللاعبون أسئلة حول شعورهم تجاه النتيجة، وربما شيء فعلوه في المباراة. وربما بسبب ضيق الوقت أو الإرهاق أو التدريب الذي نتلقاه لدى التحاقنا بالعمل الإعلامي، غالبًا ما لا نعي كثيرًا عن المشاعر التي يعايشها اللاعب في اللحظة ذاتها، وغالبًا ما لا يكون ذلك خطأ اللاعب أو حتى الصحافي الذي يجري المقابلة معه، وإنما واقع الأمر أن كرة القدم بطبيعتها لا تشجع على التعمق في التفكير. وعليه، فإنه نادرًا ما ندرك حقًا كيف يتولى لاعب ما الاضطلاع بدوره في كرة القدم.
ما الذي يفكر به عندما يتحرك بجسده على النحو الذي يمكنه من فتح مساحة أمامه، رغم أنه منذ أقل من ثانية فقط لم تكن هناك أدنى مساحة متاحة أمامه؟ أما نحن فسواء كنا نشاهد المباراة من المدرجات أو أمام شاشات التلفزيون، فنتعامل مع مسألة قدرة اللاعب على حساب حركته والزمن الذي تستغرقه بسرعة باعتبارها أمرًا مسلمًا به. ونتيجة للمسافة القائمة بيننا وبينه، تتلاشى في أعيننا صعوبة ما يفعله اللاعب داخل الملعب. وعندما يتم إحراز هدف مذهل بالفعل، كذلك الذي سجله مسعود أوزيل، نجم آرسنال، واقتنص به الفوز أمام نادي لودوغورتس رازغراد البلغاري، فإنه غالبًا ما يصاحبه قدر كبير من المبالغات ومحاولات التقليل من قيمته. وعندما نلقي نظرة أعمق على كيف تحققت خطوة مبهرة حقًا داخل الملعب، عادة ما يجري تجاهل المجهود الذي بذله اللاعب فيها، ربما لأننا لم نعتد أن نسمع من اللاعبين أي شيء جديد، لدرجة أننا بعد قراءة سيرة ذاتية للاعب تصل إلى 75 ألف كلمة، نجد تساؤلاً محيرًا يبقى في أذهاننا حول ما يمنح لاعبًا ما ميزة عن اللاعبين الآخرين، بخلاف اللياقة البدنية أو الأسلوب أو الذكاء التكتيكي.
وتسهم العلاقات والتحديات والإنجازات والمشاجرات في تشييد بناء من السرد حول قصص حياة اللاعبين. بطبيعة الحال، تبقى هناك استثناءات، مثل السيرة الذاتية لأندريا بيرلو التي صدرت بعنوان «أعتقد أنني من أجل ذلك ألعب» التي عمدت إلى التأكيد على سمعة بيرلو باعتباره «مايسترو» وسط الملعب.
وفيما يخص مسألة تمرير الكرة، يرسم بيرلو صورة عامة لا تهيمن عليها كتل الأيدي والسيقان المتحركة وإفرازات هرمون التستوستيرون المرتفعة، وإنما سلسلة من الثغرات المتغيرة باستمرار التي تكمن مهمته في تمرير الكرة من خلالها. وفي سيرته الذاتية، أوضح بيرلو: «من جانبي، أدركت أن ثمة سرًا يقف وراء الأمر؛ إنني أنظر إلى المباراة من منظور مختلف، فالأمر برمته وجهات نظر، ومن المهم أن يملك اللاعب الناجح القدرة على رؤية المشهد الواسع أمامه؛ القدرة على رؤية الصورة الأكبر. إن لاعب خط الوسط التقليدي ينظر باتجاه آخر الملعب، ويركز اهتمامه على لاعبي الهجوم. أما أنا، فأركز بدلاً من ذلك على المساحة القائمة بيني وبينهم التي يمكنني العمل خلالها والمرور بالكرة؛ إن الأمر يتعلق بعلم الهندسة أكثر من التكتيكات الكروية». من ناحية أخرى، ألمح دينيس بيركامب، أحد أعظم العقول بمجال كرة القدم، إلى أن الأساليب المستنزفة التي ينتهجها المدربون في إطار كرة القدم الحديثة تعتبر واحدة من الأسباب الرئيسة وراء إحجام اللاعبين عن استغلال مهارات الملاحظة لديهم بالقدر الكاف. وفي حديث له مع الصحافية الرياضية آمي لورانس، قال: «لم تعد هناك حاجة لأن يفكروا لأنفسهم بأنفسهم، وإنما أصبح الأمر كله يقدم إليهم، وهذا في حد ذاته مشكلة، ذلك أنهم عندما يواجهون موقفًا جديدًا، يتطلعون نحو شخص آخر ولسان حالهم يقول: كيف ينبغي أن أتصرف الآن؟ ورغم أن بيركامب هنا كان يتحدث تحديدًا عن القدرة على التفكير النقدي في خضم مباراة، فإن تعليقاته يمكن النظر إليها كمؤشر على غياب ثقة اللاعبين في قدراتهم على التفكير بأنفسهم واتخاذ القرارات.
من جهته، اشتهر واين روني على امتداد الفترة الأولى من مشواره الكروي بأنه يحمل بداخله غريزة لاعبي كرة الشوارع، فهو لا يهاب الاشتباك مع الخصم. ولم يكن روني يبدي أي ميل للتفكير مليًا والتردد داخل الملعب، مما جعله قادرًا على فعل أشياء تتجاوز قدرات الغالبية العظمى من اللاعبين المحترفين الآخرين. وخلال مقابلة صحافية أجراها معه ديفيد وينر، شرح روني أنه يعتمد على التخيل البصري في استعداده للمباريات، وأن ذهنه في أثناء تطور التحركات داخل الملعب كثيرًا ما يتشتت باتجاه المستقبل. وخلال هذه المقابلة، نجح الصحافي وينر في فتح نافذة أمامنا على واحدة من الأمور التي نادرًا ما يتطرق إليها أحد بمجال كرة القدم: ذهن اللاعب، وكيف يفكر في أثناء المباراة.
وخلال هذه المقابلة القيمة، شرح روني: «أذهب إلى مسؤول الملابس، وأسأله عما سنرتدي في المباراة المقبلة. فإذا أجاب مثلاً: قميص أحمر و(شورت) أبيض أو أسود، فإنني عندما استلقي في فراشي في الليلة السابقة للمباراة، أتخيل نفسي وأنا أسجل أهدافًا، أو أبلي بلاءً حسنًا داخل الملعب. إنك تحاول ببساطة وضع نفسك في تلك اللحظة، وتعمل على تهيئة نفسك لها، بحيث تصبح لديك (ذاكرة) بخصوصها قبل المباراة. لا أدري إن كنت تطلق على هذا تخيلاً بصريًا أو حلمًا، لكن الأمر المؤكد أن هذا أمر حرصت على فعله دومًا طيلة حياتي. وعندما كنت أصغر سنًا، اعتدت تخيل نفسي وأنا أحرز أهدافًا أسطورية وأمورًا أخرى من هذا القبيل، وأنني أسجل أهدافًا من مسافة 30 ياردة، وأتحرك بخفة بالكرة عبر لاعبي الخصم. لقد اعتدت تخيل نفسي وأنا أقوم بكل ذلك. وعندما تمارس كرة القدم كمحترف، تدرك أن هذا أمر مهم للغاية لإعدادك للمباريات. ويشبه هذا الأمر عندما تلعب (سنوكر) (نوع من البلياردو)، فأنت تفكر مسبقًا بثلاث أو أربع تمريرات. وبالمثل، فإن أفضل لاعبي كرة القدم هم القادرون على تخيل مسار الكرة مسبقًا، وأسرع كثيرًا من اللاعبين الآخرين. أنت بحاجة لمعرفة أين يقف كل لاعب آخر داخل الملعب، وبحاجة لرؤية كل شيء من حولك».
من جانبي، حاولت ذات مرة تفحص هذه الفكرة العميقة لدى آلان شيرر، عندما سألته كيف أحرز الهدف الذي يعتبره أروع أهدافه على الإطلاق، لكن حتى من قبل أن أتمكن من طرق الباب، سارع إلى منعي من الدخول، مكتفيًا بالقول: «تلك اللعبة كانت واحدة من مئات، على ما أعتقد». واللافت في هذه الإجابة أنه من الممكن أن يرددها آلاف اللاعبين الآخرين الذين ربما لا يدركون حتى حقيقة ما يمكنهم فعله والسرعة التي يمكنهم تحقيقها من خلالها.
في الواقع، بالأسلوب ذاته الذي يرى من خلاله الذباب العالم بالحركة البطيئة، فإن أفضل اللاعبين أصحاب المهارات الرفيعة غالبًا ما يجري الحديث عنهم باعتبارهم يمتلكون حسًا متطورًا للغاية يمكنهم من استيعاب عدة تحركات بالكرة. وباستطاعة أي شخص خاض مباراة كرة قدم للهواة أمام لاعب من المحترفين رصد هذا الأمر بنفسه. في الواقع، إن لاعبًا مثل الهولندي يان مولبي حتى بعد سنوات من التقاعد، بمقدوره إدارة مباراة بأكملها دون أن يتحرك؛ إن هذا كله جزء من فن فهم المساحة.
وبالمثل، شرح تشافي هيرنانديز، خلال مقابلة أجراها معه سيدي لوي من الـ«غارديان» عام 2011: «أفكر بسرعة، وأبحث عن المساحات؛ هذا هو ما أفعله: البحث عن المساحات. طيلة اليوم، أبحث عنها دومًا. وأفكر: هنا؟ لا. هناك؟ لا. في الواقع، الأشخاص الذين لم يمارسوا كرة القدم قط يصعب عليهم إدراك مدى صعوبة هذا الأمر؛ البحث المستمر عن مساحة. إن الأمر يشبه لعب (بلاي ستيشن).. أنا أبحث عن المساحة وأمرر الكرة؛ هذا ما أفعله».
وخلال مقابلة مع مجلة «إيت باي إيت»، تحدث توماس مولر، نجم بايرن ميونيخ، بجدية بالغة عن الأهمية التي يوليها لمسألة التوقيت. ويرى مولر أن دقته الكبيرة في اللعب داخل منطقة مرمى الخصم يعود إلى قدرته على حساب المسافات بدقة بالغة. في الواقع، لقد انهمك في التفكير في دوره داخل الملعب لدرجة أنه ابتكر اسمًا لهذا الدور.
عن ذلك، قال: «أنا مترجم مساحات. إن كل لاعب جيد وناجح، خصوصًا في خط الهجوم، يملك شعورًا متطورًا ودقيقًا تجاه المساحات والوقت. هذا ليس بالظاهرة التي لا تجدها سوى في اثنين أو ثلاثة من سكان الأرض، وإنما كل مهاجم متألق يدرك جيدًا أن الأمر برمته يدور حول الفارق الزمني بين الشخص الذي يمرر الكرة والآخر الذي يجري إلى داخل المربع المناسب للتصويب على المرمى. هذا ليس بالأمر الجديد.. عندما تجري لا تفعل ذلك من أجلك دائمًا، وإنما غالبًا ما تقدم على ذلك بهدف فتح الباب أمام زميل لك». ومما سبق يتضح أن بعض أفضل اللاعبين بمجال كرة القدم، عندما تطرح عليهم الأسئلة الصحيحة، يعربون عن إيمانهم بأن التفهم البصري للمساحة والوقت يشكلان عنصرين حيويين في نجاحهم في بلوغ المكانة الرفيعة التي حققوها.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.