جدل حاد في البرلمان الجزائري بسبب منع المناصب السامية على مزدوجي الجنسية

بينما تطالب المعارضة الإسلامية بتمديد الحظر إلى مزدوجي الآيديولوجية

جدل حاد في البرلمان الجزائري بسبب منع المناصب السامية على مزدوجي الجنسية
TT

جدل حاد في البرلمان الجزائري بسبب منع المناصب السامية على مزدوجي الجنسية

جدل حاد في البرلمان الجزائري بسبب منع المناصب السامية على مزدوجي الجنسية

يحتدم داخل أروقة البرلمان الجزائري جدل كبير بخصوص قانون معروض للتصويت الأسبوع المقبل، يمنع مزدوجي الجنسية من تولي مسؤوليات سامية في الدولة.
فبينما تريد الحكومة حصر المناصب في الرئاسة والوزارة وبعض الوظائف الأمنية الكبيرة، تضغط المعارضة في البرلمان لتوسيع «الحظر» إلى مناصب أقل شأنا، مثل الوالي والسفير والقنصل. واحتج مغتربون جزائريون في الخارج على القانون، الذي اعتبروه مستهدفا لهم.
ويوجد مشروع القانون، الذي يحدد الوظائف والمناصب الممنوعة على مزدوجي الجنسية، حاليا بـ«لجنة الشؤون القانونية» بـ«المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى)، لإدخال تعديلات عليه على إثر تحفظات كثيرة أبداها نواب حوله، من بينها أن المشروع الذي أعده وزير العدل الطيب لوح، لا يشرح بدقة أسباب منع مزدوجي الجنسية من الوصول إلى ما يسمى بالمناصب السامية كرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزير، ومدير المخابرات ومحافظ البنك المركزي ورئيس أركان الجيش.
ولم يذكر الوزير لوح أثناء عرض المشروع، لماذا لجأت الحكومة إلى وضع حدود أمام تولي هذه المناصب، واكتفى بالقول بأن «الكثير من البلدان تدافع عن سيادتها بالطرق التي تحفظ مصالحها، والوظائف السامية هي جزء من السيادة».
وصرح أحمد أويحيى، أمين عام حزب «التجمع الوطني الديمقراطي»، وهو في نفس الوقت مدير ديوان رئيس الجمهورية، بأن مشروع القانون «يهدف إلى وقاية أمن الدولة».
واحتج برلمانيو حزب «جبهة العدالة والتنمية» (إسلامي) على آجال 6 أشهر، التي يمنحها القانون لمزدوج الجنسية الذي يمارس مسؤولية سامية في الدولة للتخلي عن الجنسية الثانية، والاحتفاظ فقط بالجنسية الأصلية أي الجزائرية، وإلا فسيتم إبعاده من المنصب، وقد طالبوا بتطبيق القانون في اليوم الموالي للتصويت عليه، دونما إعطاء مهلة للمعنيين به.
وأكثر من ذلك، طالب نفس البرلمانيين بمنع «مزدوجي الإيديولوجية من الوصول إلى المناصب الحساسة»، في إشارة إلى تحفظهم على بعض الوزراء الذين يتحدثون باللغة الفرنسية بدل اللغة العربية أثناء ممارسة مهامهم، مثل وزيرة التربية نورية بن غبريط ووزير الإعلام حميد قرين.
ولا يعرف من هم كبار المسؤولين الجزائريين الذين يملكون جنسية أخرى زيادة على الجزائرية، غير أن المؤكد أن أغلبهم لديهم وثائق إقامة بأوروبا وبخاصة فرنسا، وبالولايات المتحدة الأميركية. ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، نفسه، يملك أوراق إقامة بالإمارات العربية المتحدة وسويسرا، حيث عاش فترة من الزمن.
وجاء القانون المثير عاكسا لمحتويات التعديل الدستوري، الذي جرى في 7 فبراير (شباط) الماضي. فالمادة 51 منه تقول إنه «يتساوى جميع المواطنين في تقلد المهام والوظائف في الدولة، دون أي شروط أخرى غير الشروط التي يحددها القانون. وإن التمتع بالجنسية الجزائرية دون سواها، شرط لتولي المسؤوليات العليا في الدولة والوظائف السياسية».
وقد احتجت جمعيات المهاجرين من مزدوجي الجنسية على هذا القانون الذي وصفته بـ«العنصري» لأنه يحرم حسبها، فئة واسعة من الجزائريين من الوصول إلى مواقع المسؤولية الكبيرة في بلدهم.
وقال خالد شلبي، وهو باحث في القانون الدستوري والشؤون البرلمانية، لـ«الشرق الأوسط» إن «اشتراط التمتع بالجنسية الجزائرية وحدها لتقلد المناصب السياسية أو الوظائف السيادية في الدولة، لا يشكل أي عائق أمام استرجاع الكفاءات الجزائرية المتميزة من الخارج، ذلك أنه يمكن استقدامهم للاستعانة بخبراتهم في جميع القطاعات، أما المجال السياسي أو العمل السيادي فيمكن أن يمارسوه بشرط التخلي عن جنسياتهم الأخرى المكتسبة».
وأضاف الباحث أنه «في قراءة أولية لطبيعة النظام الدستوري الجزائري نجد أن المقصود بالمناصب أو الوظائف السامية، المناصب السيادية التي يعود لرئيس الجمهورية السلطة التقديرية للتعيين فيها، وذلك بموجب مرسوم رئاسي، بالإضافة إلى بعض المناصب الأخرى التي يعود لرؤساء المؤسسات الدستورية اقتراح التعيين فيها».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.