الحكومة الإسرائيلية تهدم 3 بيوت في اللد ضمن مخطط لتوطين مستوطنين يهود

مخاوف من حل مشكلة الاستيطان على حساب فلسطينيي 48

الجندي الإسرائيلي إيلور عزاريا الذي تم تصويره في شريط فيديو وهو يطلق النار من سلاحه على فلسطيني جريح ملقى على الأرض لدى دخوله مع محاميه المحكمة في تل أبيب أمس (ا.ف.ب)
الجندي الإسرائيلي إيلور عزاريا الذي تم تصويره في شريط فيديو وهو يطلق النار من سلاحه على فلسطيني جريح ملقى على الأرض لدى دخوله مع محاميه المحكمة في تل أبيب أمس (ا.ف.ب)
TT

الحكومة الإسرائيلية تهدم 3 بيوت في اللد ضمن مخطط لتوطين مستوطنين يهود

الجندي الإسرائيلي إيلور عزاريا الذي تم تصويره في شريط فيديو وهو يطلق النار من سلاحه على فلسطيني جريح ملقى على الأرض لدى دخوله مع محاميه المحكمة في تل أبيب أمس (ا.ف.ب)
الجندي الإسرائيلي إيلور عزاريا الذي تم تصويره في شريط فيديو وهو يطلق النار من سلاحه على فلسطيني جريح ملقى على الأرض لدى دخوله مع محاميه المحكمة في تل أبيب أمس (ا.ف.ب)

أقدمت قوات الشرطة الإسرائيلية على هدم ثلاثة بيوت عربية في حي التفاح في مدينة اللد، فجر أمس، بحجة عدم استصدار تراخيص لها. واعتبر عضو البلدية العربي، المحامي خالد الزبارقة، هذا الهدم جزءا من محاولة تصفية هذا الحي العربي برمته، الذي يعيش فيه ألف ومائتا مواطن، بغية إسكان يهود قادمين من المستوطنات، والسعي لتفريغ المدينة بالكامل من أصحابها العرب.
وقد حضرت قوات الشرطة بفرقة من الجنود الملثمين الذين نشروا أجواء رعب بين المواطنين، علما بأن عدد سكان البيوت الثلاثة يبلغ 27 نفسا، غالبيتهم من الأطفال. وادعت البلدية أنها استصدرت أمرا من المحكمة لإجازة الهدم، ضمن حفاظها على القانون. لكن المواطنين العرب رفضوا هذه الحجة، وقالوا إن البلدية، مدعومة من الحكومة، تدير مخططا منذ سنوات، يرمي إلى التطهير العرقي للمدينة من سكانها العرب. فالمواطنون تقدموا بطلبات رسمية للحصول على تصاريح بناء، لكن البلدية رفضتها، ضمن مخططها العنصري. فهي تعمل بكل قوتها لتطفيش السكان من خلال تيئيسهم، فترفض منحهم تصاريح وتهمل الخدمات الصحية والبلدية في الحي بشكل منهجي.
وقال النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، الذي حضر متضامنا، إن المواطنين العرب يرحبون بترك المستوطنين اليهود مستوطنات الضفة الغربية، فهذه خطوة مهمة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. لكنهم يرفضون أن يكون حل مشكلة المستوطنين على حساب العرب. فهناك متسع من الأراضي للجميع، ولا توجد أي ضرورة لإخلاء المواطنين العرب من اللد أو غيرها لاستيعابهم.
وكان أهالي بلدة أم الحيران في النقب قد استعدوا لمواجهة عملية هدم لثلث البيوت في بلدتهم الصغيرة في النقب، لكن قوات الهدم توجهت إلى اللد وفاجأت سكانها، وأعلنت عن تأجيل الهدم في النقب. وهنا أيضا يوجد مخطط صريح لإقامة بلدة يهودية تحمل الاسم نفسه مكان البلدة العربية «حيران».
وقد أقام أهالي النقب ومعهم قادة الجماهير العربية في إسرائيل (فلسطينيي 48)، مظاهرة أمام الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أمس، تضامنا مع قرية بير هدّاج في النقب، التي يتهددها هي الأخرى خطر التدمير. وقال رئيس المتابعة، محمد بركة، إن «الحكومة تستأنف هجومها الواسع على النقب، وقرى عدة مستهدفة يتهددها خطر التدمير، ومنها بير هدّاج وأم الحيران والعراقيب التي لا يتوقف مسلسل تدميرها. ونحن هنا لنقول إننا لن نرضخ لإرادة الحكومة وسنتصدى لكل مخططات الترحيل والتشريد بكل ما نملك من قوة وإرادة». وأضاف أن هذه المظاهرة تأتي ضمن سلسلة نشاطات كفاحية واحتجاجية، أقرتها لجنة المتابعة العليا، بالتنسيق مع لجنة التوجيه لعرب النقب. ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات تندد بالمؤامرة الحكومية على عرب النقب وبلداتهم، وعلى حق الأهالي على أراضيهم وفي بلداتهم وبيوتهم. وأكد: «الحكومة والمؤسسة الرسمية ككل، تستأنف في هذه المرحلة هجومها واسع النطاق على النقب، فحقا أن جرائم الهدم والتدمير لم تتوقف في أي يوم، إلا أن مسلسل التدمير والأخطار المتزايدة يؤكد طبيعة المرحلة، ولذا فإن قضية النقب تقف في هذه المرحلة بشكل خاص، على رأس أولويات نضالنا وكفاحنا».
الجدير ذكره أن هناك 50 ألف بيت عربي في إسرائيل مهددة بالهدم وفقا لسياسة الحكومات الإسرائيلية. وهي موجودة في بلدات عربية محصورة ومحدودة المساحة. وترفض الحكومة توسيع مسطحات هذه البلدات، بينما تغدق بالأراضي على البلدات اليهودية. فعلى سبيل المثال، تقوم مدينة الناصرة العربية على مساحة 14 ألفا ومائتي دونم من الأراضي، ولم تعد تكفي لسكان المدينة البالغ عددهم 90 ألفا. وأما مدينة نتسيرت عيليت (وتعني بالعبرية «الناصرة العليا») فعدد سكانها 45 ألفا، ولها أراض بمساحة 45 ألف دونم. وعندما يضطر المواطنون إلى البناء على أراضيهم، يرفضون منحهم تراخيص ويصدرون قرارات في المحاكم لهدمها.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.