كولومبيا جنة عقارية تكافح تلطخ سمعتها بـ«ذكريات المخدرات»

السوق تشهد ازدهارًا مدعومة بتحسن الاقتصاد

منزل عصري مكون من أربع غرف نوم على أطراف مدينة ميدلين الكولومبية (نيويورك تايمز)
منزل عصري مكون من أربع غرف نوم على أطراف مدينة ميدلين الكولومبية (نيويورك تايمز)
TT

كولومبيا جنة عقارية تكافح تلطخ سمعتها بـ«ذكريات المخدرات»

منزل عصري مكون من أربع غرف نوم على أطراف مدينة ميدلين الكولومبية (نيويورك تايمز)
منزل عصري مكون من أربع غرف نوم على أطراف مدينة ميدلين الكولومبية (نيويورك تايمز)

يقع هذا المنزل العصري المكون من أربع غرف نوم، وخمسة حمامات على تل في بلدة إنفيغادو، في وادي أبورا الذي يبعد نحو ستة أميال من قلب مدينة ميدلين الشهيرة في كولومبيا. سوف يتعرف مشاهدو مسلسل «ناركوس»، الذي عرض على موقع «نيتفليكس»، على المنطقة حيث كانت مسقط رأس بابلو إسكوبار، تاجر المخدرات سيء السمعة، الذي قُتل على أيدي ضباط شرطة وجنود عام 1993.
وتعد ميدلين، التي تقع على بعد 260 ميل تقريبًا من بوغوتا، هي ثاني أكبر مدينة في كولومبيا، حيث يوجد أكثر من 3 ملايين نسمة في المنطقة الحضرية بها. وإنفيغادو أكثر ميلاً إلى الطابع العائلي من أحياء ميدلين الحضرية، على حد قول ريتش هولمان، مدير المبيعات في شركة «فيرست أميركان ريالتي ميدلين» للعقارات والتي تتولى تسويق المنزل، والمعروض للبيع مقابل 889.800 ألف دولار (أو 2.6 مليار بيزو كولومبي).
ولقد تم تشييد المنزل، الذي تبلغ مساحته 4,900 قدم مربع، عام 2013 على أرض مساحتها تزيد على النصف فدان، ويطل على الجبال المحيطة به، وهي «كورديليرا» في وسط جبال الإنديز. وتجمع الواجهة الخارجية بين الجصّ، وخشب الخروب. وتحيط بركة مياه صغيرة بالمنزل، وتحديدًا بالقرب من مدخله. ويؤدي جسر من الدرجات الخشبية إلى الباب الأمامي.
ويؤدي المدخل مباشرة إلى غرفة المعيشة الكبيرة المفتوحة ذات الأرضية الرخام الإسبانية، والنوافذ المكونة من مستويين. ومن غرفة المعيشة، توجد أبواب زجاجية تنفتح على سطح من خشب الساج. وهناك غرفة مستقلة للتلفزيون في الطابق الأرضي، وكذا مساحة يستخدمها مالك المنزل الحالي كغرفة للألعاب الرياضية. أما الأثاث، فلا يشمله السعر، لكنه معروض للبيع، على حد قول هولمان.
وتتصل غرفة المعيشة مباشرة بالمطبخ، الذي توجد في وسطه منضدة لتناول الطعام في إطار غير رسمي. كل الأجهزة إيطالية الصنع، ومنها فرن يعمل بالبخار، وفرن على المنضدة الوسطى. ويستخدم مالك المنزل الحالي الشرفة المتفرعة من غرفة المعيشة في تناول الطعام في المواقف الرسمية. ويؤدي درج خشبي لولبي الشكل إلى الطابق الثاني، حيث توجد ثلاث غرف نوم، وثلاثة حمامات، وتمت صناعة الأرضيات من خشب الساج.
وملحق بغرفة النوم الرئيسية سطح على شكل قبة تتخلله إضاءة غير مباشرة، فضلاً عن شرفتين. وجدران الحمام من الحجر الطبيعي، وبه دشان، وحوضان لغسيل الوجه، وجاكوزي، ويمكن الاستمتاع بإطلالة مميزة على المدينة من النوافذ الدائرية. وفي الغرفة خزانة ملابس كبيرة يمكن دخولها. أما غرفة نوم الضيوف فتقع في الطابق الأرضي، إلى جانب غرفة نوم أخرى، وحمام.
ويوجد في الباحة الخلفية بستان كبير به أشجار موز، وليمون، وأفوكادو. ويزرع أصحاب المنزل الحاليين الكزبرة، والجزر، والبصل، والشاي، في حديقة صغيرة. كذلك هناك مرآب ذي ظلة يتسع لسيارتين. ويقع المنزل على بعد خمس دقائق بالسيارة من ممرات تسلق الجبال، وقيادة الدراجات، وكذلك من المسار المخصص للشاحنات، والدراجات النارية. وتوجد المتاجر، والمطاعم، والملاهي الليلية في إنفيغادو على بعد 10 دقائق بالسيارة، ويمكن الوصول إلى وسط ميدلين بالحافلات العامة. ويبعد المنزل نحو 30 دقيقة عن مطار ميدلين الدولي.
نظرة عامة على السوق
لا تزال سوق العقارات في ميدلين تعاني من تأثير الصور التي تعود إلى «أيام المخدرات»، والتي استمرت لمدة طويلة، كما يوضح هولمان. وقال وكلاء عقاريين: «يحتاج التخلص من الصور النمطية إلى بعض الوقت»، مشيرين إلى أن رفض اتفاق السلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية لم يؤثر كثيرًا في ميدلين، إلى مدى أبعد من تعزيز إدراك الاضطرابات.
نتيجة ذلك الإدراك، يتم بيع منازل ميدلين بأسعار منخفضة جدًا، مقارنة بتلك المنازل الموجودة في بوغوتا، وقرطاجنة، على حد قول هولمان؛ حيث يبلغ سعر العقارات الفاخرة في ميدلين نحو 190 دولارا للقدم المربع، في حين يبلغ سعر المنازل في بوغوتا نحو 318 دولارا للقدم المربع. مع ذلك بدأ سعر المبيعات يزداد في ميدلين باطراد على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث ارتفعت الأسعار في المتوسط بنسبة 7 في المائة في العام منذ عام 2003، كما يوضح هولمان.
ومن المتوقع أن يتم بيع أكثر من 74 ألف منزل خلال العام الحالي في السوق المحلية، وهو رقم قياسي، بحسب ما ذكر اتحاد ميدلين للعقارات منذ بضعة أسابيع. وارتفعت الأسعار في المنطقة بنسبة 8 في المائة عام 2015، بحسب بيانات الاتحاد.
وساعد تحسن الاقتصاد، واتساع الطبقة المتوسطة، ونمو قطاع السياحة في دعم وضع السوق. على حد قول الوكلاء العقاريين. وقال براد هينكلمان، صاحب شركة «كاساكلو ميدلين» للعقارات، إن سوق العقارات تشهد ازدهارًا، مؤكدًا أن «كولومبيا اقتصاد سوق ناشئة كلاسيكية». ويعد حي إل بوبلادو الراقي، القريب من إنفيغادو، هو الأكثر شهرة بالنسبة إلى المشترين الأجانب، على حد قول الوكلاء العقاريين. وارتفعت الأسعار في بعض مناطق إل بوبلادو بنسبة تزيد على 15 في المائة خلال العام الماضي، على حد قول هينكلمان. وأضاف قائلاً: «لا يتم عرض الكثير من الإنشاءات الجديدة في السوق في أكثر المناطق المحببة في المدينة».
ثاني منطقة تتمتع بالشعبية في ميدلين في البيع والإيجار بالنسبة إلى الأجانب هي إنفيغادو، على حد قول وكلاء عقاريين. ويتم النظر إليها كبديل للأحياء، التي تقع في قلب المدينة وبها منازل أسعارها مرتفعة، على حد قول هينكلمان، الذي يقيم في إنفيغادو. وأوضح قائلاً: «إذا كنت تحاول الحصول على ما هو أكثر مقابل ما تدفعه من مال، فيمكنك الذهاب إلى إنفيغادو».
وتقوم الحكومة بتقييم أحياء ميدلين على مقياس من واحد إلى ستة على أساس الظروف الاجتماعية والاقتصادية، حيث يشير رقم ستة إلى أكثر الأحياء ثراءً، ورقم واحد إلى أكثرها فقرًا. ويتم استخدام هذا التقييم لتحديد الضرائب على العقار، والرسوم الخاصة به، وغيرها من نفقات.
وتصنيف أكثر مناطق إل بوبلادو رقم ستة، في حين يتراوح تصنيف إنفيغادو بين اثنين وخمسة بحسب المنطقة على حد قول هولمان. ويوجد هذا المنزل في حي حائز على تصنيف خمسة.
من يشتري في ميدلين
توجد تخفيضات على المنازل في السوق المحلية في ميدلين، حيث تشتهر المنطقة بأنها مكان منازل العطلات، والمنازل الثانية. وقال هينكلمان: «يأتي الكثير من المستثمرين من بوغوتا إلى ميدلين. هناك طلب كبير على الإيجار». ويتزايد عدد المشترين الأجانب في ميدلين، خاصة مع تزايد قوة الدولار في مقابل البيزو الكولومبي، على حد قول وكلاء عقاريين. مع ذلك لا يزال المشترون الأجانب يمثلون أقل من 5 في المائة من السوق على حد قول هينكلمان.
المبادئ الأساسية للشراء
لا توجد قيود على الأجانب في شراء العقارات في كولومبيا. ويوصي الوكلاء العقاريون بالاستعانة بمحامي من أجل التعامل مع الأوراق، والبحث في سند الملكية. في ظل صرامة اللوائح، والكثير من الأوراق، «تحمي كولومبيا الملكية» على حد قول ديانا بيزانو، واحدة من الشركاء في شركة «كولومبيا ليغال بارتنرز» للمحاماة في ميدلين. وعادة ما تتراوح الدفعات الأولى بين 10 و20 في المائة من سعر الشراء. ولا تستخدم كولومبيا حسابات الطرف الثالث، لكن يكون اتفاق الشراء «ملزمًا قانونًا وساري المفعول لكل الأطراف» على حد قول بيزانو. في حال عدم وجود مشكلات في التمويل، أو سند الملكية، يمكن إتمام الصفقة في غضون 45 يوما من تاريخ قبول العرض، على حد قولها.
تتم أكثر المعاملات نقدًا.. وحتى بالنسبة إلى السكان المحليين، تعد الرهون العقارية مكلفة للغاية، حيث يبلغ سعر الفائدة نحو 12 في المائة، على حد قول هولمان. وعادة ما يحتاج إتمام الأمر إلى دفعة أولى تتراوح بين 30 و40 في المائة.
> المواقع الإلكترونية:
الموقع الرسمي للسياحة في كولومبيا: colombia.travel / en
معلومات الحكومة عن الاستثمار: investincolombia.com.co
> اللغة والعملة:
الإسبانية؛ البيزو الكولومبي (1 دولار = 2,922 بيزو)
> الضرائب والرسوم:
عادة ما تبلغ تكاليف إتمام البيع بالنسبة للبائع 1.4 في المائة من سعر الشراء، على حد قول بيزانو. وعادة ما تتراوح عمولة الوكيل العقاري بين 3 و4.5 في المائة من السعر، ويقوم بدفعها البائع كما أوضحت بيزانو. وعادة ما تتراوح الرسوم القانونية بين ألف، وألفي دولار، إضافة إلى تكاليف إتمام عملية البيع. وتبلغ الضرائب العقارية على هذا المنزل نحو 1,700 دولار سنويًا، على حد قول هولمان.
* خدمة «نيويورك تايمز»

منزل عصري مكون من أربع غرف نوم على أطراف مدينة ميدلين الكولومبية (نيويورك تايمز)



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»