على خطى الفراعنة.. القاهرة في 48 ساعة

جولة بين أشهر المعالم الفرعونية والإسلامية

على خطى الفراعنة..  القاهرة في 48 ساعة
TT

على خطى الفراعنة.. القاهرة في 48 ساعة

على خطى الفراعنة..  القاهرة في 48 ساعة

القاهرة من المدن العصية على الاستكشاف، فهي مدينة صاخبة تتوارى خلف الزحام والضوضاء والعشوائية في تخطيطها الحديث، لكنها تحتفظ لك بمتعة خاصة إذا جبت شوارعها العتيقة، فهي تضم كنوزًا أثرية منذ عهد الفراعنة، مرورًا بالعصر المسيحي ثم العصر الإسلامي، كما تحتضن شواهد على العصر الكوزموبوليتاني، حيث التعددية والطرز المعمارية الأوروبية.
تعتبر القاهرة أكبر مدينة في العالم العربي وأفريقيا، وهي العاصمة الثقافية والسياسية والاجتماعية لمنطقة الشرق الأوسط. واكتشاف معالم القاهرة يحتاج لعدة أشهر، فهي زاخرة بالمتاحف والمباني الأثرية والمعالم السياحية التي تكفل لك وجهة جديدة كل يوم تكشف صفحات من تاريخ الإنسانية، وتاريخ المصريين على الأخص. «الشرق الأوسط» صممت لك جولة خلال يومين، وفقًا للنطاق الجغرافي، لضمان الاستغلال الأفضل لوقتك، واستثماره في التعرف على معالم متنوعة.
* اليوم الأول أهرامات الجيزة
ابدأ يومك الأول بالتعرف على الحضارة المصرية القديمة، فأهرامات الجيزة هي الأثر الوحيد الباقي من عجائب العالم القديم السبع، ولا تزال قادرة على إثارة دهشة كل من يراها، حيث يشعر بعظمة القدماء المصريين الذين قاموا بهذه المعجزة المعمارية في عصور ما قبل التاريخ، التي أثبتت الأبحاث أنها بنيت وفقًا لمواقع النجوم. وأكبر الأهرامات هو هرم خوفو، يليه في الحجم هرم «خفرع»، ثم هرم «منقرع». ولكل هرم من الأهرامات الثلاثة مجمع كامل من المعابد والمصاطب. وقد بنيت الأهرامات قبل نحو 25 قرنًا قبل الميلاد، ما بين 2480 و2550 ق.م، ويمكنك الدخول إليها واستكشافها من الداخل مع مرشد سياحي، والتجول في أرجاء المنطقة والتقاط الصور التذكارية، وركوب الجمل والخيل، ودخول متحف مراكب الشمس التي كان يبحر بها المصريون القدماء في نهر النيل، والتي ستصيبك أيضًا بالذهول من براعة تصميمها وقدرتها على تحدي الزمن.
ظهرًا: يمكنك التوجه إلى كورنيش نيل الجيزة، وتناول غدائك على متن يخت أو مركب عائم من المراكب العائمة المنتشرة بالعاصمة، يأخذك في رحلة لمدة ساعتين تجوب فيها ما بين معالم العاصمة.
عصرًا: لزيارة القاهرة والتعرف على مزاجها الشعبي الجميل، يمكنك التوجه إلى قلب القاهرة الخديوية أو وسط البلد للتجول بين شوارع المدينة، واكتشافها وقد أصبحت أقل ازدحامًا من الصباح، حيث تستمتع بالتسوق وشراء الهدايا التذكارية، أو زيارة كبرى المكتبات العامرة بأحدث الإصدارات وأمهات الكتب أيضًا، فهي بمثابة معرض كتاب دائم. ثم يمكنك الجلوس إلى مقهى «جروبي» الشهير الذي كان ملتقى المشاهير والأجانب من مختلف الجنسيات. وبعد احتساء القهوة، يمكنك التجول بين شوارع القاهرة الخديوية التي تم تجديدها لتستمتع بمعالم شارع عماد الدين الشهير، حيث كان مسرح نجيب الريحاني ومسرح رمسيس؛ هنا كان يسير كبار النجوم والفنانين. كما يمكنك تتبع خطى كبار الأدباء الذين أنجبتهم مصر في عدد من أشهر المقاهي، المعروفة بالمقاهي الأدبية، كمقهى «ريش» المفضل لنجيب محفوظ ومن بعده أجيال من الأدباء والزعماء والفنانين، أو «زهرة البستان» أو «سوق الحميدية».
* معالم القاهرة الإسلامية
القاهرة تحمل لقب «مدينة الألف مئذنة»، وهي تعج بالآثار الإسلامية التي يعود عمرها إلى ما يزيد على ألف سنة. ومن بين أشهر الآثار الإسلامية: الجامع الأزهر الذي تأسس سنة 970 بعد الميلاد، والذي يعد من أقدم مساجد القاهرة، ويضم أقدم جامعة عرفها العالم. ويمكنك التجول بين عدد من المعالم الإسلامية التي تعود للعصر الفاطمي والعصر المملوكي، ومنها: مسجد ومدرسة الغورية، ووكالة الغوري، وبيت زينب خاتون، وبيت الهواري، وبيت الست وسيلة، وبيت السحيمي، وجميعها تتجلى فيها روعة العمارة الإسلامية.
ويمكنك قضاء الليل في التجول بين أرجاء شارع المعز أو الشارع الأعظم، وبالطبع زيارة مقهى الفيشاوي في حي الحسين، وزيارة مسجد الحسين. وإذا رغبت في تناول طعامك وسط أهل القاهرة، فهناك عدد من المطاعم الشعبية التي تقدم المشويات، والتي يعود تاريخها لحقبة أسرة محمد علي باشا، حيث تستمتع بمذاق الأكل المصري الأصيل في الهواء الطلق. ولا تنس قبل عودتك للفندق شراء التذكارات المميزة التي يشتهر بها حي الحسين، وتحديدا منطقة خان الخليلي التي تشكل معرضًا دائمًا للمشغولات اليدوية التي تعكس الحضارة الفرعونية والإسلامية.
* اليوم الثاني: قلعة صلاح الدين الأيوبي
يبدأ اليوم الثاني بزيارتك لقلعة صلاح الدين الأيوبي، تلك القلعة المهيبة القريبة من جبل المقطم التي بناها صلاح الدين الأيوبي عام 1171م. وتعكس القلعة طراز العصور الوسطى، وهي تطل على القاهرة بأسرها بمنظر بانورامي بديع، وقد استخدمها حكام مصر كقلعة حربية وكمقر للحكم. وهذه القلعة الشهيرة بقلعة الجبل كانت شاهدة على كثير من الأحداث التاريخية، بداية من العصور الأيوبية والمملوكية وزمن الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م، حتى عهد محمد علي باشا وأسرته. ويوجد بها عدة متاحف ومسجد محمد علي الذي بُني على الطراز العثماني، على غرار مسجد أيا صوفيا بإسطنبول، ما بين الفترة من 1830 إلى 1848.
* قصر عابدين
من القلعة، توجه لقلب القاهرة، حيث يقبع قصر عابدين الملكي منذ عام 1863، وهو أقدم القصور الملكية، وقد اشترك في بنائه معماريون من مصر وإيطاليا وفرنسا، بالإضافة إلى الأتراك، وتم بنائه على 25 فدانًا، وأصبح في عام 1872 مقرًا للحكم حتى عهد الملك فاروق. وقد شهد القصر كثيرًا من الأحداث التاريخية المهمة التي أثرت بالتأكيد في تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
ويحوي قصر عابدين متحفًا يضم مقتنيات وتحفًا تخص عددًا من ملوك وأمراء وأميرات الأسرة العلوية، تعكس المعيشة المترفة للأسرة الملكية وأناقة ذاك العصر، بداية من مقتنيات حجرات النوم إلى الأدوات الشخصية وأدوات الصيد الذهبية. وهناك متحف يضم كل الأسلحة المهداة إلى رؤساء الجمهورية السابقين، ومتحف آخر يضم عددًا كبيرًا من معدات الحرب الأثرية القديمة، بالإضافة إلى متحف آخر يضم كل الميداليات وأوسمة الشرف التي تم منحها لأفراد الأسرة المالكة وعدد من الشخصيات المصرية البارزة. وعادة يمكنك قضاء ساعتين داخل المتاحف التي يضمها القصر، ويمكنك التقاط الصور التذكارية في باحة القصر الملكي الذي شهد زيارات ملوك العالم كافة، قديمًا وحديثًا.
* المتحف الإسلامي
على بعد خطوات من قصر عابدين، يوجد المتحف الإسلامي الذي افتتح عام 1903، والذي يضم أكثر من 10 آلاف قطعة أثرية وفنية يرجع تاريخها إلى حقب إسلامية مختلفة، فمنها ما يرجع إلى عصر الخلافة العثمانية والعصر الفاطمي والعصر الفارسي.
* حديقة الأزهر
بعد جولة مرهقة، يمكنك الاستمتاع بالهواء المنعش والخضرة في حديقة الأزهر، وهي واحدة من أكبر حدائق القاهرة الكبرى، وواحدة من أكبر وأجمل حدائق العالم‏، وقد ساهمت في تمويلها وتصميمها مؤسسة أغاخان للعمارة، وهي تقع على مساحة‏ 80‏ فدانًا، حيث يمكنك الاستمتاع بالشمس الدافئة وتناول وجبة الغداء في مطعم يطل على القاهرة القديمة.
* حديقة الحرية
يمكنك أيضًا الذهاب للحديقة التي تقع في مواجهة دار الأوبرا المصرية، حيث تقبع الحديقة الهادئة في منطقة الجزيرة بالزمالك، التي تحظى بتاريخ ضارب في جذور تاريخ مصر الملكية، والتي كانت تعرف باسم حديقة النيل، ويرجع تاريخ إنشائها عام 1876 ميلادية إلى الخديوي إسماعيل الذي كان له الفضل في تخطيط القاهرة والإسكندرية بشكل يضاهي أوروبا، لتضم تماثيل لمشاهير من مصر وخارجها، وتبلغ مساحتها تقريبا 7 أفدنة ونصف الفدان. وتحتضن الحديقة أشجارًا نادرة ومعمرة، وتقام بها حفلات شبابية ومهرجانات ترفيهية، وهي بمثابة واحة خضراء داخل القاهرة.
لكنك ستكون في حاجة لمطعم قريب، وهنا يمكنك أن تضرب عصفورين بحجر واحد؛ توجه على الفور إلى برج القاهرة حيث يمكنك التقاط صور بانورامية للقاهرة والنيل، ثم تناول الغداء في المطعم الدوار بالبرج الذي يقدم أشهى المأكولات، وهو المطعم الذي شهد زيارة مشاهير العالم، وآخرهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
سهرة المساء: يمكنك الاستمتاع بأجواء احتفالية من الموسيقى الشرقية في عدة أماكن في العاصمة المصرية تابعة للمؤسسات الثقافية، مثل دار الأوبرا المصرية التي تحتضن دائمًا عروضًا وحفلات على المسرح الكبير والصغير، تتنوع بين حفلات ريستال أو موسيقى عربية أو عروض بالية (لكن انتبه، فلا بد من الدخول بالملابس الرسمية في حفلات المسرح الكبير)، فضلاً عن المعارض الفنية والتشكيلية التي تغمر قاعات العرض بها. وخلال التجول بالأوبرا، سوف تستمتع بالموسيقى الكلاسيكية العالمية في أثناء التقاط الصور التذكارية مع التماثيل التي تمثل أشهر الشخصيات المصرية والعالمية، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم.
* كايرو جاز كلوب
من الأماكن المفضلة للشباب لقضاء سهرة موسيقية، وهو يقدم فرقًا شبابية وعروضًا فنية موسيقية لأنواع مختلفة من الموسيقى إلى جانب الجاز، مع وجبات خفيفة ومزات ومشروبات، ولكن ينبغي الحجز مسبقًا، ويرفض النادي دخول الشباب تحت سن 25، ويشترط دخول الـ«couples»، ويفتح أبوابه في الثامنة مساء، وتبدأ الحفلات في التاسعة.
* أين تقيم؟
تزخر العاصمة المصرية بفئات متنوعة من الفنادق، بداية من الفنادق الفخمة وفنادق الخمسة نجوم حتى الفنادق البوتيك، فيمكنك الاختيار بين مجموعة واسعة، سواء كنت تفضل الإقامة على ضفة النيل أو في فنادق وسط القاهرة أو في أحد الفنادق التي تحمل الطابع التاريخي.. ونرشح لك:
* فندق ماريوت الزمالك
هذا الفندق عمره 147 عامًا، شيده الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس لاستقبال الملكة أوجيني وحاشيتها، به حدائق غناء مصممة على الطراز الفرنسي، ويعتبر بمثابة واحة خضراء في قلب القاهرة. والتجول في الفندق متعة كبيرة إذ يعتبر من التحف المعمارية النادرة. ويطل الفندق على النيل، ويمتاز بوجود مقاهٍ ومطاعم متنوعة تقدم المأكولات المصرية واللبنانية والفرنسية والإيطالية، وهو النزل الرسمي لضيوف القاهرة من مشاهير وفناني هوليوود أو من كبار المطربين.
* فندق مينا هاوس
ينفرد هذا الفندق بمنظر ساحر مطل على أهرامات الجيزة، وهو مشيد على الطراز الإسلامي الحديث، فكل جوانب الفندق مليئة بالزخارف الأندلسية الطابع والثريات النحاسية، وتعتبر الإقامة فيه جولة سياحية في أحد أهم معالم القاهرة الأثرية أيضًا، فقد بناه الخديوي إسماعيل عام 1869 ميلادية ليكون بمثابة استراحة خاصة يقضي فيها أوقاته بعد عودته من رحلات الصيد الطويلة. وقد أقام بالفندق أباطرة وملوك العالم وأشهر الفنانين من مصر والعالم العربي، ويكفي أنك في أثناء التجول بالفندق سوف تنتابك حالة من النوستالجيا حيث تستعيد الزمن الجميل ومشاهد أشهر الأفلام السينمائية المصرية (الأبيض والأسود) التي تم تصويرها فيه في كل ركن من أركانه.
* التنقل
أصبح من السهولة التنقل من مكان لآخر دون أن تقع فريسة لجشع بعض سائقي سيارات الأجرة؛ ببساطة قم بتحميل تطبيق خدمة «أوبر» أو «كريم» للتنقل براحة تامة. كما أن خدمة «جوجل مابس» أصبحت تقدم لك تنبيها بالطرق المزدحمة، وأي الطرق عليك أن تسلكها لتصل لوجهتك بكل سهولة ويسر، وفي أقل وقت.



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.