رئيس الوفد السعودي: المملكة تستضيف القمة المقبلة عام 2019

أبو الغيط: أفريقيا والعرب يشكلان ثلث الكتلة التصويتية بالأمم المتحدة

رئيس الوفد السعودي: المملكة تستضيف القمة المقبلة عام 2019
TT

رئيس الوفد السعودي: المملكة تستضيف القمة المقبلة عام 2019

رئيس الوفد السعودي: المملكة تستضيف القمة المقبلة عام 2019

بعد تأخير دائم لأكثر من خمس ساعات على افتتاح جلسة العمل الأولى لوزراء الخارجية العرب، استطاع وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح حسم الجدل الذي أثارته المملكة المغربية بسبب الجمهورية الصحراوية، حيث تعهد لرئيس الوفد المغربي أنس بيرو بالحديث خلال الجلسة المغلقة، وطلب منه إعطاء الفرصة لاستكمال أعمال الجلسة الافتتاحية دون مقاطعة، عملاً باحترام اللوائح والنظام. وخلال جلسة العمل الأولى المغلقة تحدث رئيس الوفد السعودي، السفير أحمد قطان، الذي أعرب عن استعداد المملكة لاستضافة القمة العربية الأفريقية المقبلة في عام 2019، وبذلك تعقد القمة كل ثلاث سنوات، وكان مطروحًا من بعض الدول أن تعقد القمة كل خمس سنوات لإعطاء الفرص أمام خطة العمل والتنفيذ.
وفى كلمته استعرض الشيخ خالد الصباح الجهود التي بذلتها الكويت طيلة فترة الرئاسة للقمة الماضية، فيما داعب وزير خارجية غينيا الاستوائية نظرائه قائلاً: «فلنتبادل شمس الخليج بأمطار مالابو»، مؤكدًا على أهمية الشراكة العربية الأفريقية، قائلا إن «ما يثير فرحتنا هو وجود 66 قائدًا في أفريقيا يجمعون على رؤية واحدة من أجل مصالح شعوبهم العربية والأفريقية، كما تحدث عن أهمية الاستثمار والأمن ومكافحة الإرهاب».
من جانبه شدد وزير خارجية تشاد موسى فكي، على أهمية التعامل مع التحديات، وتحديد الأولويات والأدوات التي يتم من خلالها تنفيذ القرارات بروح من التعاون بين الجنوب – جنوب، وفق خطة العمل المطروحة على القمة. كما ركز الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أهمية رسم خريطة طريق للعمل معًا للانطلاق نحو مرحلة جديدة واعدة، مشيرًا إلى أن العرب والأفارقة ليسوا مجرد جيران، وإنما تربطهم مصالح مشتركة تتطلب وضع أسس قوية لشراكة استراتيجية تشكل الأساس الصلب الذي تستند إليه خطط العمل المشترك.
كما ركز أبو الغيط على أهمية الدفاع عن الأمن القومي في مواجهة التطرف والإرهاب الذي يؤثر في مستقبل الجميع، كما أشار إلى ضرورة احتلال الدول العربية والأفريقية لموقعهم المناسب في مجلس الأمن انطلاقًا من ثلاثة امتيازات يمتلكها العرب والأفارقة، وهي ثروة تقدر بالتريليونات، وأكثر من مليار ونصف مواطن، وثلث الكتلة التصويتية لأعضاء الأمم المتحدة.
وطالب الأمين العام بأهمية تجديد التضامن وتعزيز التكامل، والأخذ في الاعتبار المصالح المشتركة التي تحقق للعرب والقارة الأفريقية رخاء واستقرارا وأمنا لا يستهان به. كما عبر نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عن أهمية الشراكة والقضايا المطروحة على القمة العربية الأفريقية، ووصفها بأنها قمة لبحث الاستثمار لتمويل البنية التحتية العابرة للحدود والتعاون في مجال الزراعة والطاقة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.