لبنان.. 200 عام من التنافس بين الطوائف من أجل تعليم ريادي

سباق ساهم في انفتاح البلاد على الثقافات الأجنبية.. و«تقوقع» المجموعات وفق تعاليمها داخليًا

صور عرضت ضمن معرض «ذاكرة التعليم في لبنان» من إعداد الدكتور خالد تدمري.. وتضم المدرسة الإنجيلية للصبيان في طرابلس حوالى سنة 1940 (أعلى) وطالبين من المكتب الإعدادي الملكي في بيروت حوالى سنة 1885 (أسفل - يمين) وطلاب قسم طبابة العيون في الكلية السورية الإنجيلية (أسفل - وسط) وطالبًا في إحدى مدارس جبل لبنان حوالى عام 1890 (أسفل - يسار) - (في الا طار) مدخل الجامعة الأميركية في بيروت عام 1955 (غيتي)
صور عرضت ضمن معرض «ذاكرة التعليم في لبنان» من إعداد الدكتور خالد تدمري.. وتضم المدرسة الإنجيلية للصبيان في طرابلس حوالى سنة 1940 (أعلى) وطالبين من المكتب الإعدادي الملكي في بيروت حوالى سنة 1885 (أسفل - يمين) وطلاب قسم طبابة العيون في الكلية السورية الإنجيلية (أسفل - وسط) وطالبًا في إحدى مدارس جبل لبنان حوالى عام 1890 (أسفل - يسار) - (في الا طار) مدخل الجامعة الأميركية في بيروت عام 1955 (غيتي)
TT

لبنان.. 200 عام من التنافس بين الطوائف من أجل تعليم ريادي

صور عرضت ضمن معرض «ذاكرة التعليم في لبنان» من إعداد الدكتور خالد تدمري.. وتضم المدرسة الإنجيلية للصبيان في طرابلس حوالى سنة 1940 (أعلى) وطالبين من المكتب الإعدادي الملكي في بيروت حوالى سنة 1885 (أسفل - يمين) وطلاب قسم طبابة العيون في الكلية السورية الإنجيلية (أسفل - وسط) وطالبًا في إحدى مدارس جبل لبنان حوالى عام 1890 (أسفل - يسار) - (في الا طار) مدخل الجامعة الأميركية في بيروت عام 1955 (غيتي)
صور عرضت ضمن معرض «ذاكرة التعليم في لبنان» من إعداد الدكتور خالد تدمري.. وتضم المدرسة الإنجيلية للصبيان في طرابلس حوالى سنة 1940 (أعلى) وطالبين من المكتب الإعدادي الملكي في بيروت حوالى سنة 1885 (أسفل - يمين) وطلاب قسم طبابة العيون في الكلية السورية الإنجيلية (أسفل - وسط) وطالبًا في إحدى مدارس جبل لبنان حوالى عام 1890 (أسفل - يسار) - (في الا طار) مدخل الجامعة الأميركية في بيروت عام 1955 (غيتي)

إذا كان من ميزة للبنان في محيطه اكتسب حق التفاخر بها، فهي المدارس والجامعات التي تأسست على أرضه حتى قبل أن يصبح كيانًا مستقلاً بسنوات كثيرة، وذلك بفضل الإرساليات التي كانت تحط في بلاد الشام، ووجدت لها في أقليات جبل لبنان ومحيطه أرضًا خصبة آنذاك.
في البدء، تأسست مدرسة «عين ورقة» في غوسطا، بمنطقة كسروان الفتوح، سنة 1798، واعتبرت «أم المدارس في الشرق»، حيث أمر البطريرك يوسف اسطفان، وهو تلميذ المدرسة المارونية في روما، بتحويل دير مار أنطونيوس في «عين ورقة» إلى مدرسة إكليريكية بطريركية، وذلك بعد تعثر كبير كانت تمر به الكنيسة المارونية. وتعتبر هذه المدرسة أول مؤسسة تربوية في لبنان تقدم التعليم المجاني للتلاميذ، وذلك بفضل تخصيص أرزاق دير مار أنطونيوس لهذه الغاية، وقد خرّجت عددًا كبيرًا من البطاركة والمطارنة والكهنة، وأعطت لبنان نخبة من الأدباء الذين لعبوا دورًا رياديًا.
واليوم، لا تزال المؤسسات التعليمية للإرساليات المسيحية، وتلك التي أقامتها الطوائف الأخرى، تلعب دورًا رائدًا في تشكيل النخب، رغم أن الساحة لم تعد لها وحدها. فبسبب نظام التعليم الحر، نمت مدارس وجامعات خاصة كثيرة في لبنان، غلب عليها الطابع التجاري، ووصل عدد مؤسسات التعليم العالي إلى 45 مؤسسة في بلد يقدّر عدد مواطنيه بأربعة ملايين، وهو ما يجعل الأصوات ترتفع مطالبة بمزيد من الحزم والمراقبة في منح الرخص التعليمية، خصوصًا أن اللبناني لا يزال يميل إلى التعليم الخاص، بعد أن تهاوى مستوى التعليم الرسمي خلال الحرب الأهلية التي انتهت مطلع تسعينات القرن الماضي. فثمة دراسة تظهر أن نحو 60 في المائة من اللبنانيين لا يزالون يلتحقون بالتعليم الخاص، مقابل 40 في المائة فقط في التعليم الرسمي.
* الطوائف المسيحية تتنافس بجامعاتها
عام 1834، أنشأ الآباء العازاريون أول مدرسة كاثوليكية حملت اسم «عينطورة». وعام 2014، احتفلت المدرسة الشهيرة التي صارت معهدًا بمرور 180 سنة على تأسيسها. لكن طائفة البروتستانت يبدو أنهم كانوا يدركون التحدي، ووجدوا أنفسهم في منافسة مع طائفة الكاثوليك، فبادروا إلى إنشاء «الجامعة الأميركية» عام 1866.
وحين سئل مؤسسها دانيال بليس عن سبب اندفاعته هذه، قال إنه يريد أن يستبق الآباء الياسوعيين. وقد عرفت «الجامعة الأميركية» عند افتتاحها باسم «الكلية السورية الإنجيلية»، وكان القسّ بليس قد قضى أربع سنوات، بين عامي (1962 - 1966)، يجمع التمويلات اللازمة بين بريطانيا وأميركا، ثم منحته ولاية نيويورك ترخيصًا بافتتاح الكلية، ومنحته الدولة العثمانية الإذن اللازم للعمل، مع إعفائه من الضرائب.
الياسوعيون بدورهم لم يتأخروا كثيرًا في وضع اللبنة الأولى لجامعتهم التي أبصرت النور عام 1875، حيث كان البدء بكلية اللاهوت والمكتبة الشرقية. وعام 1883، كان معهد الطب قد افتتح، وتحول إلى كلية للطب والصيدلة بعد ذلك بست سنوات فقط، لتكر سبحة الكليات. ولا تزال «الجامعة الياسوعية» أو «جامعة القديس يوسف» بمركزها الرئيسي في بيروت، وفروعها في المناطق، واحدة من أهم المؤسسات التعليمية في بلاد الأرز.
* بين الحكم العثماني.. وتأثير الإرساليات
تميز القرن التاسع عشر، بينما كان لبنان تحت الحكم العثماني، وأقلياته موضع اهتمام حلفائهم من الغربيين، بنشاط الإرساليات التبشيرية. ففي هذه الفترة، توافدت إرساليات كاثوليكية وبروتستانتية آتية من فرنسا وإيطاليا وأميركا وبريطانيا، وحتى ألمانيا والنمسا. وإذا كان التبشير هو المهمة الأولى، فإن ذلك كان يقترن بنشاطات أبرزها إقامة المؤسسات التعليمية التي بنيت على مداميك متينة، ولا يزال غالبيتها قائمًا حتى يومنا هذا. وهي مؤسسات لعبت في حينه، ولا تزال، دورًا شديد الأهمية في تشكيل النخب، وتشجيع اللبنانيين على المبادرة لإنشاء مدارسهم الوطنية. وبمرور الوقت، طورت هذه المؤسسات مناهجها، ووسعت اختصاصاتها، وامتدادها الجغرافي، وصار لبعضها فروع في المناطق، ومنها ما امتد من لبنان إلى بلدان عربية أخرى.
ومهم التذكير أن هذه المدارس كانت تعنى أيضًا بتدريس البنات في غالبية الأحيان. ومنذ عام 1832، كانت «كلية بيروت للبنات» قد أبصرت النور.
وتحتفل «الجامعة الأميركية» هذه السنة بمرور 150 سنة على تأسيسها، بينما احتفلت «الجامعة الياسوعية» أو «جامعة القديس يوسف» العام الماضي بعيدها الـ140. قرن ونصف من التعليم الجامعي الغربي الطابع، حيث لم تولد النواة الأولى لـ«الجامعة اللبنانية» الوطنية إلا عام 1951، وسط إضرابات ومطالبات بوجود مؤسسة جامعة شبه مجانية لكل المواطنين، وقبلها بعام واحد كانت قد تأسست «جامعة الروح القدس» في كسليك، لتأتي «جامعة بيروت العربية» عام 1960، وسط المد القومي العربي المتصاعد، ثم «جامعة سيدة اللويزة»، وهي كاثوليكية، عام 1987. أما «جامعة البلمند» الأرثوذكسية، فتأسست عام 1988، في منطقة الكورة الشمالية، بالقرب من دير البلمند المشرف، وقد نمت وتوسعت وصار لها كليات في مختلف الاختصاصات.
* مدارس تحت شجرات السنديان
يتذكر اللبنانيون كثيرًا، خصوصًا في كتب القراءة التي تدرس للصغار، مدرسة «تحت السنديانة»، يوم كان الأستاذ يعلم تلامذته في القرية تحت الشجرة وهم يفترشون البسط، لكن من الطرائف أن هذا النمط البدائي كان سائدًا في الوقت الذي كانت فيه المدارس قد وجدت في وقت مبكر في المدن وبعض البلدات. وذكر كتاب «حصر اللثام» أنه أحصيت في عام 1895 في لبنان نحو 330 مدرسة موزعة على أكثر من ألف قرية في أنحاء متصرفية جبل لبنان، وذلك ليس عائدًا فقط إلى المدارس الإرسالية، ولكن أيضًا إلى تنظيم الدولة العثمانية أمور التعليم في بلاد الشام، وإصدار نظام خاص، مما ساهم في افتتاح مدارس متفاوتة الأهمية، من حيث الدور الذي لعبته.
وفي كل الأحوال، سبقت المؤسسات التربوية الخاصة تلك الرسمية بعقود، وخرّجت الكتّاب والأدباء والنخبة التي ستشكل نواة النهضة العربية نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ليس فقط في بلاد الشام، بل في مصر أيضًا.
وبالإمكان اليوم الحديث عن عدد من المدارس الخاصة التي تعود إلى ذلك الزمن، ولا تزال مؤثرة إلى اليوم. وإذا كانت الإرساليات المسيحية قد لعبت دورًا، وافتتحت مدارس في مختلف المناطق التي ستصبح ضمن نطاق لبنان الكبير بعد الاستقلال عام 1943، فإن بقية الطوائف أيضًا سعت إلى أن يكون لها مدارسها وجامعاتها، مما جعل للتعليم الخاص حدّان ماضيان: جهة التنوير والانفتاح على الغرب والثقافات واللغات، وهو ما ساهم في جعل لبنان جسرًا ثقافيًا بالفعل؛ وجهة الانغلاق والتقوقع على الطائفة وتعاليمها وقيمها ومفاهيمها من جهة أخرى، وهو أحد أسباب الشرخ في الشخصية الوطنية اللبنانية.
وبالعودة إلى المدارس الأكثر عراقة المستمرة إلى اليوم، يمكننا ذكر «مدرسة الشويفات» التي تأسست في قرية الشويفات عام 1886، بفضل امرأة آيرلندية كانت تعيش في لبنان، ثم توارثها مربون طموحون افتتحوا لها بمرور الوقت فروعًا كثيرة في لبنان ودول خليجية ومصر والأردن والعراق وكردستان، كما في إنجلترا، وكذلك في أميركا وألمانيا، وحتى في باكستان.
وفي السنة نفسها التي انطلقت فيها «مدرسة الشويفات»، أبصرت النور «مدرسة الفرير» في طرابلس، من قبل ثلاثة إخوة رهبان قدموا من الإسكندرية، فاشتروا منزلاً، وبدأوا التعليم مع ستة تلامذة، وانهوا العام مع 32 تلميذًا. وعام 1912، سيصبح عدد المسجلين 300 تلميذ. وكما غيرهم، سعى الأرثوذكس لتأسيس مدارسهم، ومن بين أشهرها «زهرة الإحسان» التي بدأت عملها في منطقة الأشرفية في بيروت عام 1881، بفضل سيدة تدعى فضيلة سرسق، ومعها الراهبة مريم جهشان. ويعود نجاح هذا المشروع لكونه جاء ليلبي حاجة ماسة لدى الطائفة الأرثوذكسية التي لم ترتح لكثرة الإرساليات الكاثوليكية والبروتستانتية التي عملت جاهدة على استمالة الشباب الأرثوذوكسي. ومع وجود طبقة برجوازية في الطائفة بحاجة لتعليم أولادها وإكسابهم المعرفة على مستوى عصري، تداعت هيئات مدنية ودينية لإنشاء مؤسسات تربوية حديثة، فكانت «زهرة الإحسان»، وهي أول معهد أرثوذكسي للإناث في لبنان في مطلع القرن العشرين، يعلم اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية ومبادئ اللغتين اليونانية والروسية.
* الطوائف الأخرى تشترك بالسباق التعليمي
بالتزامن مع هذه الحيوية التعليمية عند الطوائف المسيحية، شكّل السنّة بدورهم «جمعية المقاصد الإسلامية» عام 1878، وبدأوا بإنشاء مدارس لها، بإمكانها اليوم أن تحتفل بمرور 138 سنة على تأسيسها. وقد شهدت هذه المؤسسات التعليمية التي أصبحت تشمل جامعة أيضًا عصرها الذهبي في منتصف القرن الماضي، بفضل دعم كبريات العائلات البيروتية. وقد أريد لها أن تعنى بالصغار، والتربية على غرار المدارس الأجنبية في لبنان وأوروبا، فافتتحت لها فروعًا كثيرة في المناطق، ودعمت طلابها بالمنح للدراسة في الخارج، لكن هذه المؤسسات التربوية باتت تعاني من ضعف وضمور في عدد الطلاب والأساتذة، وثمة جهود تبذل لاستعادة ألق أمجادها السابقة.
ولم يغب الشيعة عن المشهد، ففي ثلاثينات القرن الماضي، أنشأ رشيد يوسف بيضون مدرسة سماها «الكلية العاملية» غايتها تعليم شباب جبل عامل في الجنوب اللبناني، وتحسين مستواهم الاجتماعي والعلمي. كما ساهم الرجل في إنشاء المؤسسة المهنية العاملية، بمساعدة تدريبية وعينية من دولة ألمانيا الاتحادية.
أما الدروز، فمع قيام نظام المتصرفية في جبل لبنان عام 1861، أسهم المتصرف داود باشا، مع أعيان الموحدين الدروز، في تأسيس المدرسة التي أطلق عليها اسم المتصرف «المدرسة الداودية». وقد أشرف المتصرف على بنائها، بعد جمع أوقاف الموحدين الدروز العامة في وقف واحد سمّي بـ«وقف الداودية»، لتأمين مستلزمات ونفقات المدرسة، والتعليم فيها كمدرسة داخلية مجانية كانت صرحًا مهمًا في تاريخ التعليم في كل منطقة الجبل، وتخرّج منها آلاف الطلاب الذين كان لهم شأن ودور مهم في تاريخ لبنان.
وكذلك يمكن الحديث عن المدرسة المعنية (نسبة لأمراء آل معن) التي أسسها عارف النكدي، أحد أبرز رعاة الداودية، لتكون مدرسة شقيقة في العاصمة بيروت.



وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب
TT

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاجتماعية على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة والشركات التجارية والحكومات وأجهزة الأمن المحلية والدولية والمراكز الطبية هذه الأيام. إذ يتزايد استخدام هذه الوسائل بوتيرة مثيرة للاهتمام ويتعدد استخدامات هذه الوسائل في كثير من الحقول الهامة لتحسين أدائها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضا وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة. ومن هذه الحقول بالطبع الحقل التعليمي، إذ كان من أول الحقول التي عملت على استغلال شبكة الإنترنت وحاولت الاستفادة من تقنياتها وقدراتها على التحفيز وتطوير أداء المعلمين والطلاب على حد سواء. وقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا تلعب دورا جوهريا كبيرا في الحياة التعليمية، أكان ذلك في المدارس العادية أم في الجامعات الهامة.

تفوق في التواصل والأكاديميا
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نصف سكان المعمورة يستخدمون شبكة الإنترنت هذه الأيام، وأن عدد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة ارتفع بنسب 21 في المائة من عام 2015 أي منذ عامين فقط. وقد وصل عدد الذين يستخدمون هذه الوسائل الاجتماعية إلى 2.8 مليار مستخدم العام الماضي.
وأظهرت آخر الدراسات لمؤسسة «يوني شوتس» الطلابية لإنتاج الفيديو، أن جامعة تتربع على عرش الجامعات البريطانية من ناحية عدد المتابعين لوسائلها الخاصة بالتواصل الاجتماعي. وأن جامعة كامبردج في المرتبة الثانية في هذا المجال.
أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر من الجامعات الهامة على الصعيد العالمي في مجال العلوم الإنسانية. وقد حاولت شركة إنتاج الفيديو هذه التي أسسها بعض الخريجين التعرف عما إذا كان أي ترابط بين ترتيب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية لأفضل الجامعات لعام 2018 وبين النتائج التي توصلت إليها حول عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجامعات.
وكما تقول تقول سيتا فارداوا في مقال خاص على موقع مؤسسة «ذا»، إن العلاقة بين ترتيب أفضل الجامعات وترتيب الجامعات من ناحية عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لديها متنوع جدا وغير واضح وليس مشروطا. ففيما كان هناك ترابط في حالة جامعتي أكسفورد وكامبردج اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في كل من التصنيفين، جاءت جامعة لندن متروبوليتان (جامعة لندن الحضريةLondon Metropolitan University - وهي جامعة بحثية عامة) في المركز الرابع في ترتيب المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعية، بينما كانت في الترتيب 117 على لائحة صحيفة الـ«غارديان» لأفضل الجامعات.
لا بد من التذكير هنا بأن مؤسسة «ذا» أو موقع «ذا»، يهتم بتأمين المعلومات تزويد البيانات التي تدعم التميز الجامعي في كل قارة في جميع أنحاء العالم. وهي من المراجع الهامة والرائدة «في تصنيف الجامعات الأكثر تأثيرا في العالم، ولديها خبرة تقارب خمسة عقود كمصدر للتحليل والبصيرة في التعليم العالي»، كما لديها خبرة «لا مثيل لها في الاتجاهات التي يقوم عليها أداء الجامعة عالميا. وتستخدم بياناتنا وأدوات قياسها من قبل كثير من الجامعات المرموقة في العالم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية».

{فيسبوك» نافذة للجامعات
وبالعودة لـ«يوني شوتس»، فقد أظهرت نتائج الدراسة الأخيرة أن الـ«فيسبوك» كان المنصة الأكثر اختيارا من قبل المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي فضلوا استخدامها لمتابعة جميع الجامعات، وحصدت على أعلى الأرقام مقارنة مع بقية وسائل التواصل الأخرى.
ويقول مؤسس «يوني شوتس» روس ليندغرين، في هذا الإطار إنه «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». وقال روس ليندغرين، مؤسس «يوني شوتس»: «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي ارتفع استخدامها في السنوات الأخيرة في بال ليندغرين، إذ أضاف أن المؤسسة تخطط في المستقبل للبحث في حجم استخدامات ومتابعات «تويتر» واستخدام «سناب شات». ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة التي شملت 121 جامعة أيضا، أنه كان للجامعات التي كانت الأكثر نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا أكبر عدد من الأتباع على جميع المنصات. وخصوصا في منصة حجم استخدام الـ«يوتيوب».
وتشمل هذه المنصات، عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، عدد زيارات موقع الجامعة (بالملايين) خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2017، وعدد المتابعين لـ«فيسبوك» في كل جامعة، عدد المتابعين لـ«إنستغرام» في كل جامعة، وعدد المتبعين لـ«يوتيوب» في كل جامعة.

وسيلة للطلاب الأجانب
وعلى صعيد آخر، أكد المدير الإداري في مؤسسة «هوبسونز» الخاصة بالتعليم العالي جيرمي كوبر أن الطلاب حول العالم يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث واختيار كلياتهم هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في تعليق خاص حول كيفية استخدام الطلاب الأجانب لوسائل الإعلام الاجتماعية لاختيار إحدى الجامعات البريطانية للدراسة.
وقد كشف «المسح الدولي للطلاب - ISS» السنة الحالية أن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تتزايد وتنمو باطراد بالنسبة للطلاب الدوليين أو الأجانب. كما أظهر المسح أن «حملات وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي تشكل كيف ينظر هؤلاء الطلاب المحتملون إلى المملكة المتحدة كمكان للدراسة».
ويقول كوبر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن بالنسبة للشباب الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات والتواصل مع أصدقائهم ومعارفهم. ويبدو من النتائج التي حصل عليها «المسح الدولي»، أن «83 في المائة من الطلاب المحتملين يستخدمون قنوات اجتماعية للبحث عن الجامعات، أي بزيادة قدرها 19 في المائة بين عامي 2016 و2017». وفيما «تختلف التفضيلات من بلد إلى آخر، فإن مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) تهيمن على استخدام الشبكات الاجتماعية الأخرى والمعروفة».
ويبدو أن الطلاب يبدأون باستخدام وسائل الاتصال هذه قبل إجراء أي تحقيق حول مستقبلهم التعليمي وأين سيدرسون، الأمر الذي يشير إلى أهمية المشاركة المبكرة على هذه الوسائل. ويترافق هذا مع ارتفاع في نسبة عدد الطلاب والمهتمين باستخدام «واتساب» للتواصل مع الجامعات التي يهتمون بها ووصلت نسبة الارتفاع إلى 42 في المائة، بينما فضل 35 في المائة استخدام «فيسبوك».
وأهم ما كشفه بحث «المسح الدولي» هو أن هناك رابطا مباشرا وهاما وإيجابيا أيضا بين شعبية قنوات وسائل التواصل الاجتماعي للجامعات وعدد الطلاب الدوليين الذين تجذبهم هذه الجامعات.
ويبدو أيضا هناك دور كبير لطبيعة اللغة المستخدمة لقنوات التواصل الاجتماعي للجامعات، وطبيعة الترحيب بالطلاب الأجانب، في جذب الطلاب. إذ إن هذه القنوات قادرة على تكوين وتشكيل الكيفية التي ينظر بها الطلاب إلى الجامعات البريطانية بشكل عام.
ويتبين من نتائج «المسح الدولي» أن 84 في المائة من الطلاب الدوليين المحتملين يقولون إن حملات مثل حملتي «كلنا دوليون - #WeAreInternational» و«لندن مفتوحة - #LondonIsOpen» - بالإضافة إلى حملة عمدة لندن - تؤثر بشكل إيجابي على تصورهم عن المملكة المتحدة.

ترحيب إلكتروني
لاستقطاب الدارسين
يؤكد جيرمي كوبر في هذا المضمار، أن ترحيب الجامعات مهم جدا في عملية استقطاب الطلاب ومنحهم الشعور الإيجابي نحو الجامعة، إذ إن 31 في المائة من الطلاب الذين تم استطلاعهم يعتبرون عملية الترحيب العامل الرئيسي في اختيارهم للجامعة التي يريدون الدراسة فيها.
وعندما سأل الطلاب: ما إذا كانوا يستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعي كجزء من عملية البحث عندما يقررون المكان الذين سيدرسون فيه، 90 في المائة من الطلاب الصينيين قالوا إنها جزء ضرورة في عملية البحث واتخاذ القرار، بينما جاء طلاب تايلاند في المرتبة الثانية بنسبة 86 في المائة ومن ثم طلاب ماليزيا بنسبة 80 في المائة وثم طلاب هونغ بنسبة 79 في المائة وبعدها طلاب الهند بنسبة 78 في المائة وثم نيجيريا بنسبة 72 في المائة وبعدها طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 68 في المائة وبعدها سنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية.