للغناء فضل أساسي في انتشار الشعر

أحمد شوقي
أحمد شوقي
TT

للغناء فضل أساسي في انتشار الشعر

أحمد شوقي
أحمد شوقي

بالعودة إلى تاريخ الأدب، فإن أول نوع أدبي عرفه الإنسان هو الشعر، وما كان لينتشر لو لم يُغنَّ. أهم الشعراء في التاريخ الإنجليزي كانوا يعتمدون ترويج الشعر عبر الغناء، الذي له فضل أساسي في انتشار الشعر، وهو سابق على الرواية والمسرح.
إن الغناء يتمتع بحرية الحركة والقدرة على الانتشار أكثر من العمل الروائي المكتوب أو المسرحي المطبوع. في الماضي كان المغني هو صوت القبيلة أو الأمة كما رأى الأصفهاني. العمل المسرحي بحاجة لكثير من العناصر ليؤدي غرضه وكذلك الرواية، بينما الشعر شفاهي. لذلك فإن إعطاء نوبل لبوب ديلان المغني المتسكع بلا تكلفة، هو أمر شديد الرمزية. فالرجل ليس له حاشية أو بطانة، كالتي تحيط بالمغنين الآخرين، حيث تعمل معهم فرق موسيقية وعازفون كثر.
المغني والمؤلف الموسيقي بوب ديلان، الذي فاز بجائزة نوبل للآداب هذا العام، يعتمد على نفسه، ويجول في بيئات وثقافات متعددة، من تشيلي إلى كوبا وفيتنام والكوريتين، وغيرها، ومن كل بقعة يستوحي أغنية. إن الغناء يلامس إحساسنا بأقل عدد ممكن من الكلمات، حين يكون شعرًا مركّزًا ورمزيًا، وله دلالات، لا حشوًا كما في الأغاني الهابطة. لفتة نوبل تعيد الاعتبار للغناء وتنقذه من مشكلة الدونية التي يعاني منها في كل العالم.
لقد ترجمت كتابًا يحمل عنوان «سيدة البحيرة» عن الإنجليزية، وهو عن قصص من جنوب ويلز، وكيف كان المغنون يعيشون، وينظر إليهم على أنهم من الجان، بسبب أن الناس كانت تشعر بالسحر وهي تستمع إليهم وهم يعزفون على قيثاراتهم، ويظنون أنهم يمارسون عليهم نوعًا من التأثير الخفي. الآن تغير الزمن، صار الشعراء والأدباء من كتاب قصة ورواية في فرنسا وألمانيا وكندا ودول غيرها، يقرأون نصوصهم بمصاحبة موسيقية وخلفية غنائية مختلفة عن النص نفسه، لإحداث التأثير في نفوس الناس. كان أحمد شوقي يقول لعبد الوهاب: لا وصية لي عندك سوى غناء قصائدي حين أموت.
وبالفعل فإن أشهر قصائده اليوم هي التي تم غناؤها مثل يا «جارة الوادي» و«كليوباترا» و«نهج البردة».
شاعر باكستاني مثل أحمد إقبال لا نعرف له سوى قصيدة «حديث الروح» التي غنتها أم كلثوم. مرادف لبوب ديلان في العالم العربي الشيخ إمام أو مارسيل خليفة حين غنى محمود درويش أو عدي فخري.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.