مسؤول فلسطيني: مؤتمر السلام في النصف الثاني من الشهر المقبل.. ومصداقية فرنسا على المحك

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يطوي صفحة المفاوضات الثنائية ويضع آلية دولية لإنهاء الاحتلال

مسؤول فلسطيني: مؤتمر السلام في النصف الثاني من الشهر المقبل.. ومصداقية فرنسا على المحك
TT

مسؤول فلسطيني: مؤتمر السلام في النصف الثاني من الشهر المقبل.. ومصداقية فرنسا على المحك

مسؤول فلسطيني: مؤتمر السلام في النصف الثاني من الشهر المقبل.. ومصداقية فرنسا على المحك

أكد مسؤول فلسطيني، أن الفرنسيين أبلغوا القيادة الفلسطينية، أنهم مصممون على عقد المؤتمر الدولي للسلام في النصف الثاني من الشهر المقبل، بغض النظر عن موقف إسرائيل والأميركيين. وقال واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إنه «لا صحة لما يشاع حول تراجع فرنسا عن المؤتمر، مصداقية فرنسا على المحك». وأضاف أبو يوسف لـ«الشرق الأوسط»: «ربما ثمة شكوك عند الكثيرين بعد موقف إسرائيل وفوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة، لكن مصداقية فرنسا بصراحة على المحك». وتابع: «لم نبلغ رسميا أن ثمة تراجعا فرنسيا، والترتيبات متواصلة».
وكانت وسائل إعلام عربية وإسرائيلية، نقلت عن مصادر دبلوماسية غربية، أن باريس قررت إلغاء مؤتمر السلام الذي كانت ستعقده نهاية العام الجاري، بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، بسبب رفض إسرائيل لمخرجاته سلفا. وكانت وسائل الإعلام تلك، قد استندت إلى تصريحات الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الذي قال قبل أيام، بأن «الفرصة قد تضاءلت لعقد مؤتمر السلام الدولي في باريس الشهر المقبل، في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة»، معبرا عن الخشية من أن قيام الرئيس الأميركي المنتخب بتنفيذ ما صرح به، خلال حملته الانتخابية، سيؤدي إلى فشل الجهود الدولية لدفع العملية السلمية قدمًا بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وعقب أبو يوسف قائلا: «إن موقف إسرائيل ليس مهما بالنسبة للفلسطينيين». وأضاف، ردا على سؤال حول أهمية المؤتمر من دون مشاركة إسرائيل وموافقتها، أن «أهمية المؤتمر تكمن في نقطتين، الأولى أنه يطوي صفحة المفاوضات الثنائية برعاية أميركية، وهي المفاوضات ثبت فشلها. والثانية، أن عقد المؤتمر يقطع الطريق على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يراهن على كسب الوقت أكثر وإدامة أمد الاحتلال. مهم جدا أن المؤتمر سيخرج بآلية للضغط على إسرائيل وإنهاء الاحتلال، وهي الآلية التي نسعى لها، أي 5 زائد 2 لتدويل القضية الفلسطينية، وإخراجها من الثنائية التي تحاول إسرائيل فرضها».
وتابع: «بيير فيمونت (المبعوث الفرنسي) أبلغ الرئيس (عباس)، أن المؤتمر سيعقد، على الأغلب، بين 20 و25 من الشهر المقبل، بغض النظر عن رفض إسرائيل».
وكانت إسرائيل رفضت رسميًا، دعوة من فرنسا للمشاركة في مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط في باريس، المزمع عقده قبل نهاية العام الحالي، قائلة إنه يصرف الانتباه عن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
وأبلغ مسؤولون إسرائيليون المبعوث الفرنسي، بيير فيمون، مباشرة، بأن إسرائيل لا توافق بأي شكل على جهود فرنسا لإحياء المحادثات التي انهارت في العام 2014.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان سابق: «أبلغنا المبعوث الفرنسي في شكل واضح لا لبس فيه، أن موقف إسرائيل فيما يتعلق بتشجيع عملية السلام والتوصل إلى اتفاق، سيأتي فقط من طريق المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية». وأضاف البيان: «أي مبادرة أخرى، بما في ذلك هذه المبادرة، لن يكون من شأنها سوى إبعاد السلام عن المنطقة».
وصرح نتنياهو أنه يتوقع أن لا تروج فرنسا لمؤتمر أو عملية تتعارض مع موقفنا الرسمي. لكن فرنسا تقول: إنها ماضية في عقد المؤتمر.
وقال القنصل الفرنسي في القدس، بيير كوتشارد، أمس، إن فرنسا تعمل بشكل وثيق، مع شركائها، ومع الأطراف الأخرى، بهدف إعادة إحياء عملية التسوية في المنطقة، من خلال زيارات لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وبالإضافة إلى زيارات المبعوث الخاص لوزير الشؤون الخارجية، بيير فيمونت، للولايات المتحدة. وأكد كوتشارد مواصلة بلده في العمل على زيارة البلدان الشريكة لإحياء عملية التسوية
وكانت فرنسا عقدت مؤتمرًا تمهيديًا في يونيو (حزيران) جمع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعددًا من الدول العربية لبحث مقترحات، من دون حضور الإسرائيليين أو الفلسطينيين لمناقشة المؤتمر الدولي.
وتعمل فرنسا على عقد المؤتمر في محاولة لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، بعد توقف دام نحو 3 سنوات.
وانهارت آخر مفاوضات بين الطرفين في أبريل (نيسان) 2014. ويقول المسؤولون الإسرائيليون، إن عقد مؤتمر دولي سيشجع الفلسطينيين على الاستمرار في الابتعاد عن السلام، وإنه سيعطي منبرا للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بدلاً من أن ينخرط مباشرة في المفاوضات مع إسرائيل.
ويقول المسؤولون الفلسطينيون، إنهم لن يعودوا إلى آلية المفاوضات الثنائية، بعدما أثبتت فشلها، وإنه يجب على إسرائيل أن توقف البناء في المستوطنات على الأراضي المحتلة، وتفي بالتزامات سابقة، من بينها إطلاق سراح أسرى قدماء، ويتطلعون إلى آلية دولية على غرار آلية 5 زائد 2. التي توصلت إلى اتفاق حول النووي الإيراني.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».