السماح للفلسطينيين بالأذان عبر مكبرات الصوت نهارًا فقط

بعد استثناء الكنس اليهودية منه.. حل وسط يعيد طرح القانون للنقاش

السماح للفلسطينيين بالأذان عبر مكبرات الصوت نهارًا فقط
TT

السماح للفلسطينيين بالأذان عبر مكبرات الصوت نهارًا فقط

السماح للفلسطينيين بالأذان عبر مكبرات الصوت نهارًا فقط

تراجع قادة الأحزاب الدينية اليهودية عن معارضتهم لفرض قانون إسرائيلي جديد يمنع الأذان بواسطة مكبرات الصوت من على المساجد، وتوصلوا مع حكومة بنيامين نتنياهو، إلى اتفاق يقضي بأن يمنع القانون الأذان فقط في ساعات الليل (أي قبيل صلاة العشاء والفجر)، بينما يتاح الأذان بمكبرات الصوت في ساعات النهار.
وقال وزير الصحة، رئيس حزب «يهدوت هتوراة»، يعقوب ليتسمان، إنه قرر سحب الاعتراض الذي قدمه ضد مشروع القانون؛ أولاً لأنه جرى استثناء الكنس اليهودية من منع استخدام المكبرات، علمًا بأنها تستخدمها للإعلان عن دخول السبت في المدن اليهودية، وثانيًا بسبب اقتصار الحظر على ساعات الليل. وبناء على هذا التطور، سيتم طرح القانون للتصويت عليه في القراءة التمهيدية، يوم الأربعاء المقبل.
وكان ليتسمان قد قدم الاعتراض بعد محادثات أجراها معه نواب من القائمة المشتركة، وبعد أن اتضح له أن القانون سيمنع تفعيل مكبرات الصوت في الكنس اليهودية أيضا. وأوضح النائب أحمد الطيبي (القائمة المشتركة) أمس، أنه إذا جرى تمرير القانون، فإن القائمة ستلتمس إلى المحكمة العليا بسبب المس بحرية العبادة للمسلمين فقط. وقال: «هذا القانون سيسكت المسلمين لكنه يستثني اليهود. القانون يمس حرية العبادة للمسلمين في إسرائيل. هذا القانون زائد، محرض ومستفز. يمكن حل الأمور من دون إكراه. لقد توصل اليهود والعرب في أماكن كثيرة في البلاد، إلى حلول بواسطة الحوار، ويجب مواصلة هذا التوجه». وقد تسلم الطيبي في الأيام الأخيرة، توجهات من رجال دين مسلمين في باكستان وتركيا ولبنان، أعربوا فيها عن قلقهم إزاء دفع هذا القانون. وشهدت الكثير من البلدات العربية في نهاية الأسبوع، مسيرات احتجاج ضد قانون منع الأذان. وخرجت التظاهرات بعد صلاة الجمعة من مساجد رهط، والطيبة، وكفر قاسم، والناصرة، وكفر كنا، ودير حنا، وكابل، وغيرها. وشارك عشرات السكان في كل مظاهرة، مرددين هتافات تهلل للإسلام والأذان، وتعد بمواصلة التقليد حتى إذا جرى سن القانون. وعقدت سكرتارية لجنة المتابعة العليا للعرب، يوم الخميس الماضي، جلسة، أعلنت خلالها، أن الاحتجاجات ستتواصل إذا جرى طرح القانون يوم الأربعاء المقبل. وقال د. أحمد ناطور، رئيس محكمة الاستئناف الشرعية سابقًا، إن «الغضب والإحباط في الوسط العربي، ينبعان من الفهم بأن القانون لا يهدف إلى منع الضجيج، وإنما هو استمرار للسياسة ضد العرب، مرة يريدون التدخل في حرية العبادة وإسكات المؤذن، ومرة يريدون تشريع سرقة الأراضي وسلب الحقوق».
وكشف أمس، أن القانون بات متداولاً بين مختلف النواب والوزراء، بمعرفة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وموافقته، منذ شهور. وقد كان موجهًا ضد المساجد في البداية، وعندها اعترضت عليه وزيرة القضاء، أييلت شكيد، والمستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، وغيرهما من سلك القضاء. وأكدوا جميعًا أن نص القانون سيثير العالم الإسلامي ضد إسرائيل، وسيستقطب رفضًا أوروبيًا أيضًا، وستتهم إسرائيل بالعنصرية، ولن تستطيع النيابة العامة في إسرائيل الدفاع عن القانون حتى أمام المحاكم الإسرائيلية. عندها أضافوا «الضجيج الناجم عن كل المؤسسات الدينية في إسرائيل»، ما يعني أنه سيطال الكنس اليهودية أيضًا. فهب رئيسا الحزبان الدينيان، يعقوب ليتسمان، من «يهدوت هتوراة» وأريه درعي من «شاس»، معترضان عليه، وجرى تأجيل البت فيه. وفي نهاية الأسبوع، نجح رجالات نتنياهو، في التوصل إلى صيغة تقنع ليتسمان ودرعي، إذ تحدثوا عن منع «الضجيج» في الليل فقط، أي أذاني العشاء والفجر، وتم استثناء اليهود من القانون.
وقد امتنعت وزيرة القضاء عن التصويت، لأن الجهاز القضائي أعلن مجددًا، أنه لن يستطيع الدفاع عنه في المحاكم، وتوقع أن ترفضه المحكمة العليا وتحبطه. فيما أكد نواب «القائمة المشتركة»، أنهم سيتوجهون إلى المحكمة العليا، وسيرفقون ذلك بحملة احتجاجات واسعة في الشارع. وأكدوا أن هذا القانون سيسقط في الواقع العملي، وأن المواطنين العرب في إسرائيل، مسلمين ومسيحيين سيصرون على إطلاق الأذان، ليس فقط من المساجد، بل من بيوتهم الخاصة أيضًا.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.