بعد وثائقه.. أطفال «داعش» مشكلة أخرى للسلطات العراقية

أحد المقترحات منحهم جنسية الجد من جهة الأم

بعد وثائقه.. أطفال «داعش» مشكلة أخرى للسلطات العراقية
TT

بعد وثائقه.. أطفال «داعش» مشكلة أخرى للسلطات العراقية

بعد وثائقه.. أطفال «داعش» مشكلة أخرى للسلطات العراقية

أثارت تصريحات لمحافظ نينوى، نوفل العاكوب، مؤخرا حول ما أسماه «جهاد النكاح»، وما خلفه من أطفال غير معروفي النسب ضجة، وسارعت قيادات سياسية واجتماعية في المحافظة إلى نفي وجود مشكلة.
وأكد محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي لـ«الشرق الأوسط» أن «وثائق (داعش) لن يتم الاعتراف بها بالتأكيد، ولكن لا بد من تسجيل الولادات الجديدة بعد استخراج حجة الولادة من المحكمة الشرعية، لكن المشكلة التي تواجهها الدوائر والمحاكم أنهم بين كونهم لا يعرفون كيفية التعامل مع هذه الحالة الجديدة، وبين أنهم ليس لديهم قرار حكومي في كيفية التعامل مع هذا الأمر».
وفيما أكد النجيفي أن «هذه المشكلة مهما كانت ستبقى مشكلة إجرائية لأن القوانين العراقية أوجدت حلولا لمثل هذه الحالات» إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «الوحيدين الذين سوف يواجهون مشكلة حقيقية هم أطفال الأجانب إذا كانوا من أب أو أم غير عراقيين». وأوضح النجيفي أنه «في الوقت الذي قد تكون هذه المشكلة كبيرة الآن بسبب عدم وجود دوائر كافية، فإن كل ما نتمناه هو ألا تخلق الحكومة مشكلة على صعيد هذه القضية؛ لأن من شأن ذلك أن يعقد الأمور كثيرا ونواجه مشكلة اجتماعية أخرى نتمنى أن يتم التعاطي معها بإيجابية».
إلى ذلك، أكدت ريزان شيخ دلير، عضوة لجنة المرأة والأسرة والطفولة في البرلمان، إن «الحكومة تمتنع عن إصدار وثائق ثبوتية لأطفال ولدوا تحت حكم تنظيم داعش». وأضافت شيخ دلير أن «وضع الأطفال الذين ولدوا خلال فترة سيطرة (داعش) على عدد من المحافظات، ومنها الموصل والأنبار، محير بالنسبة للسلطات العراقية وتمتنع عن إصدار وثائق ثبوتية لهم»، مشيرة إلى أن «الدوائر باتت تجد صعوبة في معرفة ما إذا كان هؤلاء الأطفال هم من عائلات المدينة أو من عائلات (داعش)؟».
لكن سناء الجبوري، الناشطة في منظمات المجتمع المدني، ترى أنه يمكن الاستفادة من تجربتي الأنبار وديالى في هذا المجال. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه المشكلة واجهناها في محافظتي الأنبار وديالى ولكن على نطاق ضيق بسبب نزوح غالبية أهالي هاتين المحافظتين إلى مناطق أخرى خلال فترة احتلال (داعش)». وتابعت أن «هذه المشكلة موجودة بالفعل وقد تمت معالجتها في بعض المحافظات مثل ديالى معالجة جزئية، كأن يتم مثلا إعطاء بعض الأطفال جنسية الجد وبالذات والد الأم»، مؤكدة أن «هذا الأمر سوف نثيره هذه الأيام؛ لأنه ربما يتحول إلى قضية رأي عام وسوف نطلب من الأمم المتحدة عن طريق ممثليتها في العراق التدخل لحسم هذا الأمر؛ لا سيما أن القضية في الموصل ستكون أكبر بكثير لكون الموصل لم تحصل فيها عمليات نزوح، وبالتالي فإن الولادات الحديثة فيها خلال السنتين الماضيتين كبيرة جدا، مما يستلزم وضع حلول لها لكي لا تتفاقم أكثر وتتحول إلى أزمة سياسية، فضلا عن اجتماعية خلال فترة ما بعد (داعش)».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.