«الناتو» يعلن طلب عسكريين أتراك اللجوء ويطالب بضمان حقوق الموقوفين

ستولتنبرج يطالب أنقرة باحترام القانون قبل زيارته لأنقرة غدًا

«الناتو» يعلن طلب عسكريين أتراك اللجوء ويطالب بضمان حقوق الموقوفين
TT

«الناتو» يعلن طلب عسكريين أتراك اللجوء ويطالب بضمان حقوق الموقوفين

«الناتو» يعلن طلب عسكريين أتراك اللجوء ويطالب بضمان حقوق الموقوفين

طلب أفراد من الجيش التركي يعملون لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) حق اللجوء، بحسب ما أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج أمس. وقال ستولتنبرج في تصريح مقتضب: «إن طلبات اللجوء ستحسمها حكومات الدول الأعضاء في الحلف». جاء ذلك قبل زيارة يبدأها ستولتنبرج لتركيا غدا (الأحد) يعتزم أن يثير خلالها موضوع حقوق الإنسان في تركيا. حيث طالب تركيا باحترام حكم القانون وضمان حقوق من ألقي القبض عليهم خلال حملة تطهير الجيش التي نفذتها الحكومة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو (تموز) الماضي. وقال وزير الدفاع التركي فكري إيشيك، الخميس، إنه تم فصل أكثر من عشرين ألفا من عناصر الجيش برتب مختلفة منذ محاولة الانقلاب وحتى الآن. ولفت إلى أن هذه الحملة التي لم يشهدها الجيش التركي في تاريخه من قبل شملت 16 ألفا و423 طالبا في الأكاديميات العسكرية، فيما تم فصل 3665 فردا من صفوف القوات المسلحة، كما أن هناك ألفين و855 عسكريا قيد الاستجواب. وفصلت السلطات التركية أو أوقفت عن العمل أكثر من 120 ألفا من الموظفين والقضاة والعسكريين ورجال الشرطة، واعتقلت أكثر من 37 ألفا منذ محاولة الانقلاب التي تتهم الداعية التركي فتح الله غولن، وحركة الخدمة المنتمية إليه بالتخطيط لها. وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية، الأربعاء: إن القوات المسلحة ستجند أكثر من 30 ألف فرد جديد خلال السنوات الأربع المقبلة لسد النقص بعد عمليات التطهير الواسعة.
وعبرت جماعات مناصرة لحقوق الإنسان وبعض حلفاء تركيا من الغرب عن القلق بشأن النطاق الواسع لعمليات التطهير؛ خشية أن يكون الرئيس رجب طيب إردوغان يتخذ من محاولة الانقلاب ذريعة لقمع المعارضة، فيما يتهم إردوغان من جانبه الغرب بعدم التعبير عن موقف داعم لتركيا في مواجهة محاولة الانقلاب، وانتقدت واشنطن أمس هذه التصريحات من جانب إردوغان.
وقال المسؤول بوزارة الدفاع التركية: إن 30159 فردًا جديدًا سيتم إلحاقهم بالقوات المسلحة من خلال الأكاديميات العسكرية، بينما سيعين آخرون في مواقع أخرى. وأكدت متحدثة باسم الجيش التركي، أنه سيتم تعيين أفراد جدد دون أن تحدد عددهم. يقترب قوام الجيش التركي حاليا من 360 ألفًا.
في السياق نفسه، تزايد عدد الأتراك الساعين للجوء في ألمانيا بشكل كبير هذا العام، ولا سيما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. وقالت مجموعة فونكه إعلامية الألمانية نقلا عن بيانات حكومية: إن ألمانيا تلقت 4437 طلبًا للجوء من مواطنين أتراك خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، في حين أن العدد الإجمالي في 2015 كان 1767 طلبًا. وأضافت أنه جرى تسجيل نحو 350 من طالبي اللجوء من تركيا كل شهر خلال الأشهر الستة الأولى من العام، لكن العدد تزايد ليصل إلى نحو 485 في أكتوبر. ونقلت المجموعة الإعلامية عن ستيفان ماير، العضو البارز بحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، القول: «يتعين أن نتوقع أن تستمر الزيادة في عدد الأتراك الساعين للجوء السياسي في ألمانيا». وانتقد ماير تصريحات مسؤولين بوزارة الخارجية الألمانية قالوا فيها «إن المعارضين السياسيين للرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذين يتعرضون للاضطهاد يمكنهم طلب اللجوء في ألمانيا». وقال: «لا يمكن حل مشكلات تركيا من خلال دعوة كل المعارضين في تركيا للتقدم بطلبات للجوء.. فهذا بالضبط ما يريده إردوغان، وهو أن تختفي المعارضة». وتوترت العلاقات بين ألمانيا وتركيا بشأن سلسلة من القضايا منها انتقاد برلين للاعتقالات الجماعية في تركيا وتعامل أنقرة مع الإعلام واتهامات من جانب تركيا بأن ألمانيا توفر ملاذا آمنا لحزب العمال الكردستاني المحظورة. في الوقت نفسه، تواصلت حملات الاعتقالات التي تنفذها السلطات التركية على خلفية محاولة الانقلاب والتي اتسعت كثيرا خلال الفترة الأخيرة لتتجاوز أنصار غولن إلى غيرهم من الصحافيين وأطياف المعارضة التركية، وأصدرت السلطات التركية أمس أمرا باعتقال 103 أشخاص من الأكاديميين بإحدى الجامعات في إسطنبول. وبحسب مصادر أمنية، تم اعتقال 70 أكاديميًا من هذا العدد، في حين تستمر المداهمات في أنحاء إسطنبول لضبط الباقين بتهمة وجود صلات لهم مع حركة غولن.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».