إلهام شاهين: عرض «يوم للستات» بمهرجان القاهرة السينمائي شرف لي

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن الفيلم لا يناقش قضايا المرأة فقط بل المجتمع بأكمله

الفنانة إلهام شاهين
الفنانة إلهام شاهين
TT

إلهام شاهين: عرض «يوم للستات» بمهرجان القاهرة السينمائي شرف لي

الفنانة إلهام شاهين
الفنانة إلهام شاهين

قدمت الفنانة المصرية إلهام شاهين خلال تاريخها الفني ما يقرب من 100 فيلم، كان آخرها فيلم «يوم للستات» الذي عُرِض في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ38، الذي يقام في الفترة من 15 حتى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
العمل من إنتاجها وبطولتها، وتعد هذه التجربة الإنتاجية الثالثة لها، بعد فيلميها «واحد صفر» و«خلطة فوزية».
وفي حديثها لـ«الشرق الأوسط» أوضحت شاهين أن لديها فلسفة في اختيار القضايا التي تحب أن تناقشها في أفلامها، فهي تنحاز بشكل واضح للمرأة، مبينة كيف جاء اختيار هذا العمل في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي.
كما أكدت الفنانة المصرية أن فرحتها بعرض فيلمها في افتتاح المهرجان «انطفأت» بسبب موت زميلها الفنان محمود عبد العزيز. كما تطرقت في حديثها إلى المشكلات التي تعانيها السينما المصرية، وكشفت أنها لا تنوي تقديم عمل درامي في رمضان المقبل. وفيما يلي نص الحوار:
* ماذا عن عرض فيلمك «يوم للستات» في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الحالية؟
- بالتأكيد سعيد بهذا الاختيار، وجاء الاختيار بناء على قرار من لجنة المشاهدة الخاصة بالمهرجان، وكانت هناك موافقة جماعية، لكن انطفأت فرحتي بعرضه بسبب رحيل صديق عمري وأخي الفنان محمود عبد العزيز، قدمت معه أجمل وأهم أعمالي الفنية، وكان إنسانًا طيبًا وحالةً جميلة، وقد تم إهداء هذه الدورة من المهرجان لروحه، وتم إلغاء العشاء والحفل الذي يعقب حفل الافتتاح واقتصرنا على إعلان العرض، ومصر كلها في حالة حداد على وفاته، وأعتبر مشاركة الفيلم في المهرجان واجب وطني، ويجب على أي ممثل مصري أن يقوم بالواجب الذي يحمِّله مسؤولية مساعدة المهرجان وتشريفه أمام العالم، ومن هذا المنطلق قررت أن أشارك بالفيلم، واعتذرت عن جميع العروض التي جاءتني من مهرجانات كثيرة، منها قرطاج ومونبيليه بفرنسا، مع احترامي لهما، لكني شاركت بمهرجان لندن خارج المسابقة الرسمية حتى يتسنى عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي، ومن المقرر أن يشارك في «دبي السينمائي» ضمن برنامج «ليالٍ عربية» علي هامش المهرجان، وليس في المسابقة الرسمية لعرضه بالفعل في القاهرة، «يوم للستات» من تأليف هناء عطية وإخراج المتميزة كاملة أبو ذكري، ويشارك في البطولة نيللي كريم وهالة صدقي وفاروق الفيشاوي ومحمود حميدة وأحمد الفيشاوي.
* ماذا عن ردود الفعل على عرض الفيلم بمهرجان لندن بدورته الـ60؟
- كانت ردود الفعل إيجابية لصالح العمل من النقاد والجمهور الذين حضروا الفيلم، وكتب بعض النقاد عنه كلامًا مميزًا، وشهد العرض إقبالاً كبيرًا من الجمهور والمشاركين في المهرجان، لدرجة أننا رفعنا لافتة مكتوبًا عليها «كامل العدد»، ورفعت علم مصر هناك، وهذا الأهم بالنسبة لنا كفنانين مصريين.
* ماذا عن مشاركتك رئيسة للجنة تحكيم المسابقة العربية للأفلام المشاركة بمهرجان القاهرة السينمائي؟
- شرف لي اختياري رئيسة لمسابقة مهمة في المهرجان، وأعكف الآن على مشاهدة الأفلام المشاركة، ونضع النتائج كلجنة.
* يوجد مَن يهاجم هذه الدورة لضعف الإمكانيات.
- المهرجان مرَّ بظروف صعبة هذه الدورة، ويجب علينا الوقوف بجانبه في ظل هذه الظروف، ويكفي عودة المهرجان إلى بيته الأول (دار الأوبرا المصرية)، الذي يبعد خطواتٍ عن ميدان التحرير، وأبلغ رد على المتخوفين من إجراءات الأمن والسلامة في مصر، أن جميع الضيوف لم يترددوا في الحضور إلى المهرجان رغم التحذيرات الدولية، مما يدل علي أنهم فرحون ولا يخافون في حضن مصر «أم الدنيا».
* هل يناقش «يوم للستات» قضايا نسائية فقط؟
- العمل يناقش أكثر من عشر قضايا تهم المجتمع بأكمله وليس مشكلات المرأة فقط، والفيلم لا يعتمد على البطولة النسائية، ويتطرق العمل إلى أجيال مختلفة، حيث تشارك نيللي كريم وناهد السباعي، وهذا جيل، وجيلي مع هالة صدقي، وهناك جيل القدير محمود حميدة وفاروق الفيشاوي، وجيل آخر من الشباب أحمد داود وإياد نصار وأحمد الفيشاوي، الفيلم مر بأكثر من ظرف طارئ دفعنا إلى تأجيل التصوير أكثر من مرة، وهذا العمل قُدِّم في 6 سنوات تقريبًا، وتم تجهيزه خلال سنة كاملة كما تمت كتابته في عامين، وتصويره خلال 3 سنوات، وبذلنا مجهودًا كبيرًا فيه، وكُتِب العمل قبل ثورة يناير، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي حول خمس سيدات يتعرضن لكثير من الصعوبات في حياتهن، ويقررن أن يقمن بمغامرة، وهي النزول في حمام سباحة خاص بالسيدات بملابسهن، وتتوالى الأحداث التي تغير نظرتهن إلى أنفسهن وإلى الحياة كلها.
* هل تم تعديل أي شيء على السيناريو نظرًا للأحداث التي مرت بها البلاد؟
- الفيلم لا يناقش موضوعات مرتبطة بفترة زمنية معينة، لذلك لم نقُم بإجراء أي تعديل، والفيلم يناقش مشكلات اجتماعية عديدة يعانيها المجتمع، كالزواج المبكر، والزواج، والحرمان من التعليم، والبطالة، وغيرها، ويعالج العمل مسائل كثيرة تخص المجتمع بشكل عام، وسينال إعجاب الرجال والنساء، لأنه فيلم هادف ولا يقلل من شأن المشاهدين ويستخف بعقولهم.
* ماذا عن دورك في العمل؟
- أقدم دورًا جديدًا ومختلفًا عن الأعمال التي قدَّمْتها من قبل حيث أظهر بشخصية موديل «جرى عليها الزمن» تتعرض لكثير من الأزمات في حياتها، مما يؤثر عليها، خصوصًا أنها تعاني أيضًا من الفقر، وهو الأمر الذي يتسبب في ظهورها بشكل جديد ومختلف، حيث تخلت عن مظاهر التجميل والماكياج حتى تظهر المشاهد بشكل حقيقي وبمصداقية أكبر.
العمل يضم نجومًا كبارًا كل منهم قادر على تحمل مسؤولية فيلم بمفرده، وقد تشرفت بالعمل مع كل الفريق، خصوصًا مع محمود حميدة وفاروق الفيشاوي وإياد نصار وأحمد الفيشاوي ونيللي كريم وناهد السباعي وأحمد داود، وكل هؤلاء النجوم يعملون أمام كاميرا المخرجة المبدعة كاملة أبو ذكري، وأعتقد أن فيلم «يوم للستات» يُعد واحدًا من أهم الأعمال التي شاركت في بطولتها خلال السنوات الأخيرة.
* لماذا تختارين موضوعات تنحاز للمرأة؟
- أنا عنصرية في هذا الاتجاه وأنحاز للمرأة بشكل كبير، كونها لديها القدرة على التفكير والتطوير، بعكس الرجال، فضلاً عن تميزهنّ الفني، والدليل على ذلك أن هناك كثيرًا من المبدعات ولم ينالوا القدر الكافي من التقدير. على سبيل المثال لدينا مخرجات مبدعات كالمخرجة هالة خليل وأيضًا كاملة أبو ذكري وغيرهن، وأرى أنهن لم يحصلن على فرصتهن التي يستحققنها.
* كثير من المنتجين يهربون من إنتاج هذه النوعية من الأفلام خوفًا من عدم تحقيق الإيرادات، لماذا تصرين على النوعية؟
- السينما أعطتني الكثير ولم تبخل علي بشيء لسنوات طويلة وجعلتني أشعر بالسعادة، وجاء الوقت لرد الجميل من خلال إنتاج أفلام هادفة تنهض بصناعة السينما وترفع اسم مصر، وأسعى إلى إنتاج أعمال هادفة وذات مضمون وتبتعد تماما عن المعايير التجارية، وأسعى إلى أن يوضع فيلم من إنتاجي وبطولتي في تاريخ السينما بشكل مشرف ومحترم، وأيضًا تمثيلي لمصر بأفلام يضعني في مسؤولية كبيرة، وبذلت مجهودا كبيرا لكي يخرج فيلم «يوم للستات» بشكل جيد حتى يلقى قبول وتقدير واحترام الجمهور، وتمنيتُ أن يكون الفيلم في مستوى الأفلام الراقية حتى يفتخر به صناع السينما جميعًا، ويعيد الفيلم المصري لمكانته من جديد، وخطوة الإنتاج مرهقة للغاية وتجعلني أشعر بالمسؤولية الكبيرة ولكنها ممتعة، كما أن معظم الفنانين المشاركين في فيلم «يوم للستات» قاموا بتخفيض أجرهم دعمًا لي في خطوة الإنتاج.
* هل تنازل النجوم المشاركون في البطولة عن جزء من أجورهم؟
- الفيلم يحتوي علي عشرة أبطال كلهم نجوم سينما، وكان هدفي عودة كل هؤلاء النجوم في فيلم واحد، لذلك سنجد داخله روحًا مختلفة من كل أبطال العمل بين حب وحماس، وبالتالي دفع أجور ضخمة لهم أمر مستحيل، فقرر الجميع التنازل عن جزء من أجورهم بغية مجاملتي، وأيضًا لإيمانهم الشديد بأن الفيلم يهدف إلى الارتقاء بالصناعة.

* ألا تخشين الخسائر المادية في ظل تدهور الصناعة؟
- الجمهور أصبح لديه وعي، ولا أفكر من الناحية التجارية، وسأظل أنتج حتى أعلن إفلاسي، حتى لو خسرت لن أحزن لأنها جاءت من السينما وستذهب من أجلها.
لا أهدف إلى الربح المادي من الأساس، وإنما تقديم فيلم جيد يضيف إلى السينما المصرية ويشارك في مهرجانات دولية لرفع اسم السينما المصرية عاليًا وهذا لا يمنع أني أتمنى تحقيق إيرادات لأعمالي، رغم أنني أرى أن الإيرادات ليست مقياسًا لنجاح فيلم أو تميزه على المستوى الفني، فهناك أفلام تملأها السطحية والابتذال ولا تتضمن أي رسالة هادفة غير مجموعة من الأغاني الشعبية، ورغم ذلك تحقق إيرادات ضخمة، وثمة أفلام جادة لم تحقق عائدًا ماديًا مثل «نواره» للمخرجة هالة خليل، و«زحمة صيف» للمخرج محمد خان.
* هل حقق مسلسل «ليالي الحلمية» الذي عُرِض في رمضان الماضي النجاح المطلوب منه؟
- هذا العمل مصنوع بروح شبابية وأيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين قدما سيناريو أكثر من رائع وسعيدة بالمشاركة في هذا العمل واستقبلت ردود فعل إيجابية حول العمل أثناء عرضه، وأعتبر العمل عودة للحنين مره أخرى إلى زمن الفن الجميل، والجزء السادس يجمع بين جيلين ومن الطبيعي أن يكون هناك فرق وتغير، فهناك فرق كبير بين «ليالي الحلمية» في الجزء السادس والأجزاء الماضية، ليس على مستوى الكتابة فقط، وإنما الفرق أيضًا في الزمن ومفرداته وعاداته وتقاليده هناك عشرون عامًا مضت علي الجزء الخامس، وتغيرت فيها طباع الناس، وضم هذا الجزء نخبة مميزة من الفنانين الشباب والكبار، ورغم افتقادي لوجود صلاح السعدني ويحيى الفخراني لكن دورهما انتهى.

* هل تشعرين بالرضا عن جميع أعمالك؟
- كنتُ محظوظة لعملي مع أغلب النجوم والنجمات وبيننا علاقة حب واحترام، وأغلبهم تربطني بهم علاقة صداقة وبنسبة كبيرة راضية عما قدمت، ولكن بعض الأفلام التي قدمتها في بداياتي لا أشعر بالاقتناع التام بها، لكنني ألتمس العذر لأنني كنت لا أملك الخبرة الفنية والحياتية الكافية وقتها.
* ما المشكلات التي تعانيها السينما المصرية؟
- أغلب الأعمال التي عرضت أخيرًا تعاني من ضعف مستواها الفني ومضمونها، وهناك أعمال فنية لم تقدم مضمونًا أو هدفًا وأساءت إلى السينما المصرية، وهذا يرجع إلى غياب النجوم الكبار عن الساحة، السينما أتاحت لي الفرصة في بداية مشواري الفني للالتقاء بنجوم كبار والوقوف أمامهم، ومن أبرز هؤلاء أحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبد العزيز ويسرا وليلى علوي وهالة صدقي وغيرهم، ولكن للأسف الأعمال الفنية التي تعرض اليوم لا تجمع بين جيلين.
* ماذا عن عملك السينمائي المقبل؟
فيلم بعنوان «نسيم الحياة»، وسوف تقوم بكتابته المؤلفة هناء عطية، ومن إخراج هالة خليل، وإنتاجي، وسيتم التصوير بمجرد الاطمئنان على فيلمي «يوم للستات».
* ما حقيقة تقديمك لجزء ثانٍ من فيلم «يا دنيا يا غرامي»؟
- حتى الآن مجرد فكرة قالها المخرج مجدي أحمد علي في أحد البرامج الفضائية، ومتحمسة للفكرة لو كُتِبَت بشكل جيد، لأني أعتبر هذا الفيلم من الأفلام المهمة في السينما المصرية؛ فهو حاز على كثير من الجوائز العالمية.
* أين أنتِ من الأعمال الدرامية التي من بطولتك المطلقة؟
- لا أختار أعمالي على أساس البطولة المطلقة أو الجماعية، لكن النص الجيد هو الذي يفرض نفسه، وهذا واضح في اختياراتي الأخيرة وآخرها «يوم للستات» و«ليالي الحلمية»، وإن وُجِد عمل يحتاج إلى وجودي كبطلة مطلقة فبالتأكيد سأقوم به، ومحتمل أن يكون عملي المقبل من بطولتي.
* هل تنوين تقديم عمل درامي في رمضان المقبل؟
- لدي عروض كثيرة ولكنني لا أنوي الموافقة على تقديم عمل درامي هذا العام، وسأكتفي بوجودي السينمائي، السينما تحتاج إلى اهتمام من الجميع في الفترة المقبلة.



تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».