تعيين بانون مستشارًا رفيعًا انتصار لمعارضي منظومة واشنطن السياسية

سياسيون ينتقدون سعيه لـ«تدمير» المؤسسات بدلاً من إدارتها

كبير استراتيجيي البيت البيض المعيّن ستيف بانون يغادر برج ترامب بنيويورك الجمعة الماضي (أ.ف.ب)
كبير استراتيجيي البيت البيض المعيّن ستيف بانون يغادر برج ترامب بنيويورك الجمعة الماضي (أ.ف.ب)
TT

تعيين بانون مستشارًا رفيعًا انتصار لمعارضي منظومة واشنطن السياسية

كبير استراتيجيي البيت البيض المعيّن ستيف بانون يغادر برج ترامب بنيويورك الجمعة الماضي (أ.ف.ب)
كبير استراتيجيي البيت البيض المعيّن ستيف بانون يغادر برج ترامب بنيويورك الجمعة الماضي (أ.ف.ب)

دعم دونالد ترامب، الرئيس الأميركي المنتخب حديثًا، بترشيحه لستيفن بانون لشغل منصب بارز في البيت الأبيض، الحركة القومية اليمينية المتشددة التي يرعاها بانون منذ سنوات بنقلها من أطراف المشهد السياسي الأميركي إلى قلبه.
يمثل هذا القرار تحولاً ملحوظًا يزيد القلق بشأن توجهات الإدارة الجديدة. وينشر موقع الأخبار والآراء الاستفزازي «بريتبارت نيوز» الذي يديره بانون، باستمرار مقالات تؤكد وجود رابط بين المهاجرين وانتشار الأمراض. وينتقد كتاب مقالات الرأي به السياسيين الذين لا يدعمون إخضاع المهاجرين لاختبار ديني من أجل التأكد من عدم تبنيهم فكرًا إرهابيًا. وروّج الموقع الإلكتروني لروايات حاولت الإشارة إلى علاقة هما عابدين، وهي واحدة من أبرز مساعدي هيلاري كلينتون، والتي تدين بالإسلام، بمسلحين متطرفين.
ورفض بانون، البالغ من العمر 62 عامًا، في مقابلة ما أسماه توجهات «عرقية - قومية» للبعض داخل الحركة. وأوضح أن اهتمامه بالشعبوية، والقومية الأميركية، يتعلق بالحد مما يرى أنه التأثير التآكلي للعولمة. ويعتقد أن خصومه يتلاعبون بآرائه، وآراء الكثير من مؤيدي ترامب. وقال إن «هؤلاء الناس وطنيون. إنهم يحبون بلدهم، ولا يريدون سوى أن يتم الاعتناء بها». وأضاف قائلا: «الأمر هو أن هناك البعض على الهامش طالحون، كما هو الحال في أي حركة، لكن هذا أمر غير ذي صلة».
وتعرضت بعض تصريحات بانون وسلوكه إلى انتقادات من جانب قيادات دينية، وجماعات مناهضة للتمييز، شعروا بالقلق بسبب قرار تعيينه يوم الاثنين. وأشارت بعض الجماعات اليهودية إلى اتهامات وجهتها زوجة بانون السابقة له بقوله تعليقات معادية للسامية بشأن طلبة في مدرسة ابنته. كذلك أشار منتقدون له إلى مواقف سابقة له، ومنها مقابلة أجراها عام 2011 سخر فيها من الليبراليين الذين ينتقدون النساء المحافظات، إذ وصفهم بأنهم «حفنة من خريجات مدارس سيفن سيسترز».
وسرعان ما أصبح صعود بانون محطّ أنظار واهتمام هؤلاء المنتقدين، الذي أدانوا هذا الاختيار بوصفه تكريسًا لحالة الانقسام، إن لم يكن اختيارا يتسم بالعنصرية. مع ذلك، كان يمثل هذا القرار انتصارًا ذي أبعاد واسعة بالنسبة إلى رجل يعد مستجدًا على الدائرة المقربة من الرئيس المنتخب. عندما انضم بانون إلى حملة ترامب الرئاسية الانتخابية في أغسطس (آب) الماضي، كان يؤكد لأصدقائه أنه حتى في حال خسارة ترامب، سيتمكن على الأقل من تخفيف حدة أي ضرر يقع للحركة القومية، التي ساعد في تعزيز قوتها من موقعه كرئيس لموقع «بريتبارت». عوضًا عن ذلك، سوف يكون لتلك الحركة القومية، التي روّجت لمشاعر معاداة المهاجرين، والمسلمين، والمواقف العنصرية، ودعمتها، بطل في معسكر ترامب في الجناح الغربي بالبيت الأبيض.
وبهذا القرار سيكون منصب مستشار رفيع المستوى وكبير المخططين الاستراتيجيين، والذي يعد من أهم المناصب التي لها دور في الحكومة، من نصيب شخص يسعى لتدمير المؤسسات بدلا من إدارتها.
وكان الهدف من وراء هذا التعيين إرسال إشارة مطمئنة لأفراد قاعدة ترامب الشعبوية المنزعجة المناهضة لواشنطن، والتي تنتابها شكوك بشأن السلطة، وأي شخص يمتلكها. ويعد ترامب بطلهم، لكن بانون يعد المراقب على مؤسسة واشنطن، وعلى أي محاولات تبذلها من أجل إضعاف عزم الرئيس الجديد.
ولا يأتي بانون من الخلفية السياسية أو الآيديولوجية المعتادة، التي شكلت الحزب الجمهوري على مدى السنوات القليلة الماضية؛ فهو ليس محافظا متدينا يركّز على القضايا الاجتماعية. كذلك لا يعد نموذجا للشخص المحافظ الاقتصادي التقليدي. الأمر الذي يمثل دافعا بالنسبة إلى بانون، كما يوضح أصدقاؤه وزملاؤه، هو الشعور بأن النخبة الثقافية والسياسية تزدري المواطن الأميركي العادي؛ وهذا هو السبب الذي جعله قريبًا إلى قلب ترامب، الذي لم يشعر أبدًا بأنه يلقى الاحترام الذي يليق به ويستحقه لتأسيسه هذه الحركة السياسية الكبيرة. وتفسر «غطرسة النخبة»، كما يقول بانون، عدم انتباه وسائل الإعلام، والطبقة السياسية لبزوغ نجم ترامب. ولا يقل اشمئزاز بانون من السياسة السائدة للحزب الجمهوري عن اشمئزازه من الليبراليين؛ فهو يرى الجمهوريين «حزب متبرعي دافوس»، واحتقرهم بسبب وصفهم لمؤيدي ترامب بـ«الغوغاء السوقيين» و«الفلاحين».
إلى ذلك، يعتبر بانون مقربا من سارة بالين، وكان قد حثّها في وقت من الأوقات على خوض معركة داخل الحزب الجمهوري ممتعة بالنسبة له، تمثلت في معركة أولية ضد جون ماكين، عضو مجلس الشيوخ، الذي كان مرشحًا منافسًا لها عام 2008، لكنها رفضت. وكان بانون وراء بعض التحركات الاستفزازية التي اتخذتها حملة ترامب، مثل دعوة عدة نساء كانوا قد وجهن اتهامات لبيل كلينتون بارتكاب تجاوزات بحقهن إلى الجلوس بجانب أسرة ترامب أثناء إحدى المناظرات.
ولم يعمل بانون في أي حملة قومية قبل حملة ترامب، وله ذوق متنوع في حياته المهنية؛ فقد عمل ضابطا في البحرية، ثم انتقل إلى المجال المصرفي من خلال العمل في مؤسسة «غولدمان ساكس». كذلك ساعد في تشغيل نظام «بايوسفير 2» البيئي ذي القبة في ولاية أريزونا الذي كان يعيش به الناس دون أي اتصال بالعالم الخارجي. ومثل الكثير من قادة الحركة اليمينية المتشددة الصاعدة، انخرط في السياسة مع بزوغ نجم «حزب الشاي» في بداية الفترة الرئاسية الأولى للرئيس باراك أوباما. وشعر أن خطة الإنقاذ الحكومية للنظام المصرفي قد أساءت استخدام أموال دافعي الضرائب، إذ لم تفعل أي شيء لمساعدة المواطن الأميركي العادي. وكان السبب وراء ذلك موقفًا شخصيًا حيث اضطر والده، وهو عامل سابق في شركة هواتف، إلى بيع الأسهم التي يمتلكها في حساب معاشه من أجل تلبية احتياجاته الأساسية.
وأخبر بانون أفراد الدائرة المقربة من ترامب بأن الإدارة الجديدة سوف يكون أمامها فترة زمنية قصيرة لتنفيذ برنامجها، وأن عليها التركيز أولاً على الأولويات التي من المتوقع أن تكون هي الأكثر إثارة للجدل.
ونظرًا لكونه متعطشًا دائمًا للصراع السياسي، من المتوقع أن يؤيد بانون بقوة الكثير من خطط ترامب الأكثر عدائيًا وعنفًا بشأن الهجرة. ويتضمن ذلك منع هجرة اللاجئين السوريين، وترحيل المهاجرين الذين لا يمتلكون أوراقا ولهم ماض إجرامي، إلى جانب تخصيص المزيد من الموارد لتأمين الحدود وضبطها.
وحصل بانون، الذي نشأ في حي للطبقة العاملة في مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا، على شهادات من جامعتي «جورج تاون»، و«هارفارد». وكثيرًا ما يشبّه بانون صعود ترامب السياسي بصعود أندرو جاكسون، القائد العسكري والبطل الشعبي، الذي هاجم وعارض النخبة السياسية والاجتماعية في زمنه، بصفته الرئيس السابع للولايات المتحدة الأميركية.
في الوقت الذي أصبح فيه ترامب زعيم حركة الأميركيين الغاضبين، الذي يشعرون بالضياع، والحرمان من الحقوق في دولة تشهد تغيرًا ثقافيًا وديموغرافيًا سريعًا، أصبح بانون طالبا يدرس التوجهات الشعبوية العالمية، والذي يتابع جيدًا صعود الجبهة القومية، التي تقع على أقصى يمين الطيف السياسي في فرنسا، تحت قيادة مارين لوبان، والفوز المميز لحزب الاستقلال البريطاني خلال الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي أجري مؤخرًا خلال العام الحالي في بريطانيا.
بهذا الصدد، قال لاري سولفو، كبير المسؤولين التنفيذيين في «بريتبارت»: «لقد رأى ستيف، الذي كان قائدا ذكيا مفكرا وله رؤية، المشكلات والحركة التي لحق بها ترامب في النهاية وتبناها». وأضاف قائلاً: «إنه مثل قائد ميداني، ويرى بدرجة كبيرة الصراع من أجل روح هذا البلد كحرب».
وسوف يستغل بانون وظيفته في البيت الأبيض في معارضة بول راين، رئيس مجلس النواب، وأحد حلفاء بريباس، الذي يسعى بانون لتدميره منذ زمن طويل. عندما أدار بانون موقع «بريتبارت» الإخباري، دعم منافس راين في ولاية ويسكونسن من خلال الموضوعات التي نشرت على الموقع الإلكتروني، وكذلك خلال المقابلات الإذاعية التي تم إجراؤها معه. وبانون مقرب من أعضاء في الكونغرس الأميركي مثل ديف برات، العضو الجمهوري عن ولاية فيرجينيا، الذي عزل إيريك كانتور، زعيم الأغلبية السابق. كذلك كتب أن عملية توزيع المخصصات المالية تحت قيادة راين كانت «عملية بيع كامل وشامل للشعب الأميركي». ويشير زملاء بانون السابقون إليه بإعجاب، ويصفونه بأنه مثل حيوان «غرير العسل» بسبب مثابرته، وهي صفة يتوقعون أن يستخدمها الآن في مواجهة واشنطن. وقال جويل بولاك، محرر بدوام جزئي في موقع «بريتبارت»: «ما يحرك ستيف هو الطريقة التي تعرقل بها المؤسسة السياسية السياسة الأميركية».
*خدمة «نيويورك تايمز»



من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.