ليفربول وتشيلسي يحصدان ثمار الغياب عن أوروبا

تصدر الفريقين للدوري الإنجليزي.. عن جدارة أم لإجهاد المنافسين

كوتينيو (10) يحرز لليفربول ضمن السداسية في شباك واتفورد في المرحلة الأخيرة (إ.ب.أ)  -  فرحة تشيلسي بتخطي إيفرتون في المرحلة الأخيرة (رويترز)
كوتينيو (10) يحرز لليفربول ضمن السداسية في شباك واتفورد في المرحلة الأخيرة (إ.ب.أ) - فرحة تشيلسي بتخطي إيفرتون في المرحلة الأخيرة (رويترز)
TT

ليفربول وتشيلسي يحصدان ثمار الغياب عن أوروبا

كوتينيو (10) يحرز لليفربول ضمن السداسية في شباك واتفورد في المرحلة الأخيرة (إ.ب.أ)  -  فرحة تشيلسي بتخطي إيفرتون في المرحلة الأخيرة (رويترز)
كوتينيو (10) يحرز لليفربول ضمن السداسية في شباك واتفورد في المرحلة الأخيرة (إ.ب.أ) - فرحة تشيلسي بتخطي إيفرتون في المرحلة الأخيرة (رويترز)

على عكس ما يزعمه البعض، لا يقف الزمن ساكنًا خلال العطلات الدولية، وإنما يظهر هذا الشعور فقط لأن فترة أسبوعين تبدو للكثيرين فترة توقف طويلة للغاية في إطار السباق المحموم الدائر على الساحة الرياضية الداخلية. في الواقع، توحي كلمة «عطلة» بالاستجمام لمدة ثلاثة أو أربعة أيام بمكان ما مشمس، بينما تبدو فترة أسبوعين أقرب إلى عطلة طويلة الأجل للفرار من البيئة المحيطة، الأمر الذي قد يخلف وراءه التأثير المعتاد للعطلات المتمثل في الشعور بالغربة بعض الشيء لدى استئناف النشاطات العادية المألوفة من جديد.
لقد رحلنا عن الدوري الإنجليزي الممتاز وكان ليفربول متربعًا على قمته، الأمر الذي يبدو غريبًا بعض الشيء في حد ذاته، في الوقت الذي احتل فيه تشيلسي المركز الثاني. ومن الواضح أن أنتونيو كونتي، مدرب تشيلسي، ليس بحاجة إلى أي وقت للتأقلم مع البلد الجديد الذي انتقل إليه. بجانب ليفربول ومانشستر سيتي، اتفق الكثير من المحللين الرياضيين على أن تشيلسي قدم أداءً فاعلاً وممتعًا هذا الموسم، ويمكن القول بأن الأندية الثلاثة التي تحتل ترتيبًا متقدمًا في جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز استجابت بسرعة لتلبية المتطلبات رفيعة المستوى لمدربيهم الجدد. ورغم أن يورغين كلوب، مدرب ليفربول، ليس على ذات القدر من حداثة العهد بناديه مثل كونتي وجوسيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، فإن الموسم الحالي يمثل الموسم الأول الكامل له مع ناديه. جدير بالذكر أنه عندما كان أرسين فينغر حديث العهد بالعمل داخل إنجلترا، منذ 20 عامًا وشهرين، نجح في ترك انطباع إيجابي منذ البداية، لكن بصمته الأقوى جاءت في الموسم التالي عندما فاز آرسنال ببطولتين.
اليوم، يبدو كلوب مشغولاً بإخبار كل من تقع عيناه عليه بأن ليفربول ليس مستعدا بعد للفوز ببطولة الدوري هذا الموسم، خاصة مع وجود ستة فرق داخل إنجلترا تملك القدرة على الفوز بالبطولة - ولا يتضمن ذلك مرشحين من شمال البلاد، مثل ليستر سيتي، الذي يفصله حاليًا عن منطقة الهبوط نقطتان، ما يجعل إنجازه الموسم الماضي يبدو وكأنه محض خيال.
الملاحظ أن جميع المدربين الجدد يرددون التصريحات ذاتها تقريبًا إزاء الدوري الممتاز: هناك ست فرق تملك القدرة على الفوز بالبطولة - لكن هذا صحيح؟ وإذا كان كذلك، فما هي الفرق الست الكبرى؟ هل تتضمن هذه الفرق مانشستر يونايتد الذي مني بالهزيمة في ثلاث مباريات بالفعل، والذي يبدو أنه يواجه صعوبة خاصة في إحراز الأهداف - القول الذي ينطبق كذلك على توتنهام هوتسبير؟ من ناحيته، قدم توتنهام هوتسبير بداية مبهرة للموسم الجديد وما يزال الفريق الوحيد الذي لم تلحق به هزيمة حتى الآن على مستوى الدوري الممتاز، رغم أنه سجل بالضبط نصف عدد الأهداف التي أحرزها ليفربول ويفوق عدد المباريات التي خرج منها بالتعادل أي فريق آخر بالبطولة.
أما إيفرتون، فسيعتبر إنهاء الموسم في المركز السادس إنجازًا كبيرًا له، ناهيك عن ضمان المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا. وقد اعترف مدربه رونالد كومان بنفسه بهذا الأمر. وخلف إيفرتون مباشرة، يأتي واتفورد وبيرنلي، اللذان لا يبدو أي منهما منافسا حقيقيا على اللقب، ناهيك عن تكرار معجزة بحجم ما حققه ليستر سيتي الموسم الماضي.
وفي الوقت الذي لا يمكننا إسقاط توتنهام هوتسبير ومانشستر يونايتد من حسابات الفوز بالبطولة في مثل هذا الوقت المبكر، فإن كليهما يناضل على ما يبدو للوفاء بمتطلبات المنافسات الأوروبية التي يشاركان بها. ويجد توتنهام هوتسبير في مجموعته تحديًا كبيرًا، بل وربما يرى في اللعب على استاد ويمبلي تحديًا أكبر، في الوقت الذي عادة ما تترك نتائجه المحبطة في أوروبا تأثيرًا سلبيًا على مستوى أدائه داخل الدوري الممتاز.
والواضح أن مانشستر يونايتد يعيد اكتشاف هذا الأمر هو الآخر. الملاحظ أن الفريق لم يقدم أداءً مقنعًا في إطار الدوري الأوروبي، وبالنسبة لفريق يحظى بتلك المكانة الرفيعة، فإن تقديم أداء رديئا في البطولة الأدنى مستوى التي ينظمها «يويفا» يعد إخفاقًا مروعًا. من ناحيته، لا يرغب المدرب جوزيه مورينهو في الاستمرار في هذه البطولة، الأمر الذي أوضحه منذ البداية، لكن يبقى أمامه طريقان لا ثالث لهما للخروج منها: إما تقبل الأمر الواقع ومحاولة الفوز بها سعيًا لضمان مكان له بدوري أبطال أوروبا - الإنجاز الذي أوشك ليفربول على تحقيقه الموسم الماضي. أما السبيل الثاني فمحاولة تدبير خروج مبكر بحيث يتمكن من تركيز اهتمامه على الدوري المحلي. وقد ظن الكثيرون أن مورينهو سيتجه إلى الخيار الأخير، وبالفعل بدا من تصريحاته أنه عزم على ذلك، وإن كان ناد مثل مانشستر يونايتد يملك مثل هذا الإرث الأوروبي الثري لا يمكنه بسهولة اختيار التخلي عن المواجهات الساخنة على استاد أولد ترافورد، بجانب أن مدربه يعي جيدًا أن عليه الحذر إزاء عدم التأكيد على بعض الأفكار المسبقة التي أحاطت بقرار تعيينه.
ومع ذلك، لا يبدو أن مانشستر يونايتد يتحرك قدمًا على أي من الصعيدين الداخلي أو الخارجي، وطالما ظل الفريق محصورًا داخل روتين الخميس (مواجهات الدوري الأوروبي) - الأحد (مواجهات الدوري المحلي)، من غير المحتمل أن يتمكن من رفع مستوى أدائه ليضاهي المستويات الرفيعة اللائقة بالفرق المتصدرة للدوري الممتاز. والاحتمال الأكبر أن النتائج الممتازة التي يحققها ليفربول وتشيلسي في الوقت الراهن تعود لعدم تقيدهما بأي التزامات أوروبية هذا الموسم. ومع أن كلوب وكونتي يصران باستمرار على أنهما كانا يتمنيان المشاركة بأوروبا، لكن بالنسبة لمدرب ما يزال يتحسس موطئ قدمه داخل ناد جديد وبلد جديد، فإن التركيز على بطولة واحدة ييسر الأمور بدرجة كبيرة بالتأكيد.
أما آرسنال فإنه يحرص على المشاركة في دوري أبطال أوروبا باستمرار مع سعيه لأن يشكل دومًا تحديًا كبيرًا أمام الفرق الأخرى على المستوى الداخلي. ومع هذا، تبقى الحقيقة أن مسيرة آرسنال على مدار فترة طويلة أصبحت أشبه بسلسلة من الهضاب، وليس قمم الجبال.
من جديد، يبدو مانشستر سيتي قصة مختلفة، ففي الوقت الذي تعثر الفريق بصورة مؤقتة أمام ميدلزبره، الأمر الذي كان متوقعًا، فإن الزخم المعنوي الهائل الذي حصده من وراء إلحاقه الهزيمة ببرشلونة، بجانب الثقة والكفاءة اللتين يبدو غوارديولا قادرًا على بثهما في النادي، من الممكن أن تعين الفريق على تحقيق نتائج طيبة على مستوى الدوري الممتاز.
وبغض النظر عن عدد الفرق المتنافسة حقًا على بطولة دوري الممتاز، يبقى مانشستر سيتي بالتأكيد واحدًا منها - وكذلك الحال مع ليفربول وتشيلسي بالنظر إلى ترتيبهما الحالي بجدول ترتيب الدوري الممتاز وتمتعهما بميزة عدم وجود التزامات أوروبية على عاتقهما قد تشتت تركيزهما. أما آرسنال، فما يزال بمثابة لغز محير، فقد تمكن من تصدر مجموعته في إطار دوري أبطال أوروبا دون عناء يذكر، وعلى صعيد الدوري الممتاز يتساوى في عدد النقاط مع مانشستر سيتي، لكن يبقى التساؤل: ما الذي يمكن أن يجعله ينهي الموسم الحالي على نحو مغاير عن نهاية المواسم الكثيرة السابقة؟
ربما ستتوافر لدينا مؤشرات أفضل لدى استئناف مواجهات الدوري الممتاز، والتي تحمل آرسنال، السبت، إلى استاد أولد ترافورد، حيث يلتقي مورينهو وفينغر وتعود أصوات دقات طبول الحرب لتملأ الأجواء.
تجدر الإشارة هنا إلى أن آرسنال لم يفز على مانشستر يونايتد في الدوري الممتاز طوال السنوات الـ10 الأخيرة، وكان آخر هدف فوز له في مرمى الأخير من جانب إيمانويل أديبايور. منذ ذلك الحين، طرد فينغر من الملعب واضطر لمتابعة المباراة من المدرجات (2009) وعايش هزيمة مدوية 8 - 2 (2011)، بل وكابد ألم رؤية روبين فان بيرسي يحصد النقاط لصالح فريق ديفيد مويز عام 2013، لكن هذه المرة ستكون الأولى له التي يجلس فيها على الجانب المقابل منه مورينهو.
على الجانب الآخر، لا ينبغي في الوقت ذاته التقليل من حجم التحدي القائم أمام مدرب مانشستر يونايتد، ذلك أن مورينهو لا يملك رفاهية التعرض لهزيمة رابعة قبل موسم رأس السنة، خاصة في مواجهة فريق عادة ما يلحق به مانشستر يونايتد الهزيمة. في وقت مضى، كان يجري النظر إلى لقاء مانشستر يونايتد وآرسنال باعتباره حسما مبكرا للبطولة، بغض النظر عن المرحلة التي يجري خلالها. أما الآن، فقد ولت هذه الأيام وانضمت أسماء جديدة لدائرة التنافس على اللقب. ومع ذلك، ربما تبقى هناك مؤشرات مفيدة قد يكشف لنا عنها لقاء السبت، مثل أي من الفريقين أقرب إلى المنافسة على البطولة.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.