ليبيا: عودة الاغتيالات إلى المنطقة الشرقية.. والجيش يتقدم غرب بنغازي

السراج يعلن من الجفرة عن انطلاق المصالحة الوطنية

ليبيا: عودة الاغتيالات إلى المنطقة الشرقية.. والجيش يتقدم غرب بنغازي
TT

ليبيا: عودة الاغتيالات إلى المنطقة الشرقية.. والجيش يتقدم غرب بنغازي

ليبيا: عودة الاغتيالات إلى المنطقة الشرقية.. والجيش يتقدم غرب بنغازي

قال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج إنه قام بما سماه «زيارة رسمية» إلى الجفرة، وأعلن من هناك أن المجلس الرئاسي لحكومته لن يسمح بأن تكون الجفرة منطقة لأي توتر أو مواجهات كما يشاع من البعض، وتعهد في المقابل بأن تكون هذه المنطقة مكانا لانطلاق المصالحة الوطنية، ولم شمل الليبيين، على حد تعبيره.
ولا يفصل الجفرة عن مدينة سرت الساحلية سوى أقل من 200 كيلومتر جنوبا، علما بأنها تتمتع بموقع استراتيجي، وتضم مخازن للسلاح والذخائر، وقاعدة جوية ومطارا مدنيا.
من جهة أخرى اغتال مسلحون مجهولون مسؤولا أمنيا بوزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة الموالية للبرلمان الليبي في شرق البلاد، في عملية أعادت إلى الأذهان مسلسل عمليات الاغتيال التي طالت المئات من ضباط الشرطة والجيش.
وتعرض المقدم عبد الحليم الشريف، مسؤول إدارة الجوازات والجنسية بوزارة الداخلية، إلى عملية اغتيال أول من أمس على بعد نحو 40 كيلومترا من بنغازي في المنطقة الشرقية، وهذا هو أول حادث اغتيال تشهده المنطقة منذ نحو عامين، بعدما أصبحت خاضعة لقوات الجيش الوطني التي يقودها المشير خليفة حفتر.
وفى محاولة لإنهاء وجود الميليشيات المتطرفة من بنغازي، شنت قوات الجيش هجوما مفاجئا في محور القوارشة بغرب المدينة وسط دعم جوي، وقالت قيادة الجيش إن قواتها سيطرت على مواقع جديدة في محور القوارشة، حيث توجد ميلشيات ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي المتطرف.
على صعيد متصل بالأمن في ليبيا، وجهت السلطات التونسية ضربة أمنية للمتطرفين على الحدود البرية المشتركة مع ليبيا، بعدما أعلنت عن العثور على ما وصفته بمخابئ كبيرة للأسلحة تضم صواريخ وقذائف «آر.بي.جي»، ومتفجرات في بلدة بن قردان الحدودية، فيما زار فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة منطقة الجفرة وسط تقارير عن احتمال لجوء عناصر «داعش» الفارين من سرت إليها.
وقالت وزارة الداخلية التونسية إنها عثرت على ثلاثة مخابئ للأسلحة في المنطقة نفسها «بن قردان»، التي تعرضت هذا العام لهجوم كبير من مقاتلي «داعش»، مشيرة إلى أنها اعتقلت ثلاثة أشخاص يشتبه في صلتهم بالمخابئ.
وأضافت الوزارة أن المخبأ الثالث للأسلحة الذي عثرت عليه أول من أمس «يضم 24 صاروخا من نوع (سام 7) و52 قذيفة (آر بي جي)، ورشاشات كلاشينكوف، ورشاشات أخرى من نوع فال، ومتفجرات وصواعق كهربائية».
وفي وقت سابق عثرت القوات التونسية على مخبأين آخرين يضمان نحو 22 قذيفة «آر بي جي»، وبنادق كلاشينكوف وألغاما أرضية ومتفجرات إضافة إلى أسلحة أخرى.
وقالت مصادر أمنية إن القوات التونسية تواصل حملة تفتيش قد تقودها لاكتشاف مخابئ أخرى للأسلحة بالمنطقة.
وعززت تونس إجراءاتها الأمنية على الحدود مع ليبيا لضبط الحدود، وتفادي تسلل مقاتلين من ليبيا إليها، تزامنا مع حملة عسكرية كبيرة ضد تنظيم داعش في مدينة سرت الليبية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.