قطار الأحلام.. «بلوبيل ريلواي» في إنجلترا

معلم ومعلومة

قطار الأحلام.. «بلوبيل ريلواي» في إنجلترا
TT

قطار الأحلام.. «بلوبيل ريلواي» في إنجلترا

قطار الأحلام.. «بلوبيل ريلواي» في إنجلترا

على مسافة 90 دقيقة بالسيارة من وسط لندن - أو 55 دقيقة بالقطار من فيكتوريا، توجد واحدة من أكثر المقاصد السياحية في جنوب شرقي لندن - «بلوبيل ريلواي».
المعروف أن البريطانيين اخترعوا القطار الذي يعمل بالبخار، ونجحوا بذلك في إحداث ثورة في عالم النقل بمختلف أرجاء العالم خلال القرن التاسع عشر. أما في القرن العشرين، طور البريطانيون فكرة «السكك الحديدية السياحية»، وبالفعل افتتحت أول خط سكة حديد من هذا النوع عام 1960 مع قاطرتين بخاريتين وعربتين - وكان القطار يسير مسافة خمسة أميال بين شيفيلد بارك وقرية هورستيد كينيز.
وبمرور السنوات، اتسعت دائرة هذه السكك الحديدية وتطورت. والآن، أصبح من الممكن استقلال القطار من لندن فيكتوريا إلى مدينة «إيست غرينستيد» (مسافة تستغرق 55 دقيقة بالقطار - أو 15 دقيقة بالسيارة من مطار غاتويك)، والسير عبر الرصيف، واستقلال قطار تجره قاطرة بخارية لمسافة 12 ميلاً، وصولاً إلى محطة شيفيلد بارك.
على امتداد الطريق، يمر القطار عبر بعض أجمل المناظر الساحرة من ريف جنوب شرق إنجلترا، من مساحات خلابة من التلال والوديان. في الربيع، تغطي أزهار الجريس بألوانها الزرقاء المميزة وأزهار الربيع جانبي الطريق. خلال الخريف، ينطلق قطار خاص يحمل اسم «ألوان الخريف»، بحيث يتمكن من يستقله من مشاهدة الألوان المتغيرة للأشجار القائمة على جانبي الطريق، والتي تتميز بألوانها الثرية المتنوعة ما بين الأصفر والبني والذهبي. يعتبر ديسمبر (كانون الأول) على وجه التحديد الشهر الأكثر ازدحامًا خلال العام، حيث تطرح السكك الحديدية عروضًا خاصة، حيث يصبح بمقدور الأسر اصطحاب أطفالها في جولة بالقطار ومقابلة سانتا حسب العادات البريطانية والحصول على هدية.
بوجه عام، هناك محطتان على امتداد الطريق - الأولى كينغزكورت، وهي محطة صغيرة هادئة. أما الثانية فهي هورستيد كينيز، والتي تستخدم كنقطة التقاء أكثر من طريق، وتضم أربعة أرصفة بها مبانٍ خشبية جرت إعادة ترميمها. ومن الممكن النزول هنا والبقاء لمشاهدة القطارات تروح وتغدو، بحيث تعيد خلق الجو العام لمحطة قطارات تعج بالحركة. وفي أغلب الوقت، تخرج الأسر في نزهة في حقل مجاور ويراقبون حركة القطارات.
أما المحطة الأخيرة فهي شيفيلد بارك، وهنا توجد مجموعة تزيد على 30 قاطرة بخارية. وتتنوع هذه القاطرات ما بين الصغيرة للغاية تعود لعقد الثلاثينات من القرن التاسع عشر، وصولاً إلى بعض القاطرات بالغة الضخامة، والتي تفوق زنتها 140 طنًا، ويعود تاريخ بنائها لوقت متأخر - لعام 1959. ومن الممكن كذلك الدخول إلى مخزن القاطرات البخارية والسير عبر القاطرات غير العاملة، والاستمتاع بمعاينة أحجامها وبساطتها. ورغم أن هذا الخط للسكك الحديدية يضم عددًا من الموظفين الذين يتقاضون أجورًا، لكن تبقى غالبية الأعمال تتولاها مجموعة من المتطوعين من سائقين وحراس وعاملين بالمحطات. كما يتولى متطوعون تصليح بعض القاطرات البخارية، بل وتتولى إحدى مجموعات المتطوعين بناء قاطرة بخار جديدة بالموقع.
الملاحظ أن الأسر التي يوجد بها أطفال صغار تعشق قصص «توماس القطارة الصهريجية». وفي القصة رقم 18 تظهر صورة قاطرة بخارية تدعى ستيبني. أما ستيبني الحقيقية فتوجد بالفعل في «بلوبيل ريلواي» وتحرص الكثير من الأسر على إحضار أطفالها لمشاهدة ستيبني داخل مخزن القاطرات البخارية والتقاط صور لهم مع القاطرة ستيبني.
وتضم هذه السكك الحديدية مجموعة رائعة من الأرائك الكلاسيكية، المتنوعة ما بين الأرائك الخشبية الصغيرة التي سادت خلال القرن التاسع عشر، وصولاً إلى الأرائك التي سادت خلال خمسينات القرن الماضي. ويوجد بغالبية هذه القطارات مقصورات، ويمكنك الدخول إلى واحدة منها والإغلاق على نفسك لتحظى برحلة خاصة. وخلال عطلات نهاية الأسبوع، ينطلق قطار فاخر خاص «بولمان»، ويمكنك الاستمتاع بوجبة على متنه. وتقبل على استقلال هذا القطار بوجه خاص الأسر التي تحتفل بأعياد ميلاد أو ذكرى زواج.
يمر الجزء الأكبر من الرحلة إلى «إيست غرينستيد» وهو فوق تل مرتفع، حيث تعمل المحركات البخارية بجد كي تتمكن من جر القطار المؤلف من ست عربات. كما يمر القطار بنفق يبلغ طوله 300 متر. وتصبح الرحلة رائعة على نحو خاص في طريق العودة مع مشاهدة أدخنة البخار تتصاعد أمام النوافذ، وسماع أصوات المحركات البخارية المميزة.
يذكر أن خط سكة حديد «بلوبيل ريلواي» يعمل خلال معظم عطلات نهاية الأسبوع على مدار العام، ويوميًا خلال الفترة بين يونيو (حزيران) وسبتمبر (أيلول).



«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن
TT

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن

انطلقت فعاليات معرض «سوق السفر العالمي» WTM في نسخته الـ44 في المركز الدولي للمؤتمرات والمعارض في إكسيل في شرق لندن وتستمر لغاية الخميس.

ويعدّ هذا المعرض الأكثر تأثيراً في صناعة السفر، ويقدم فرصة مثالية لبناء العارضين شبكات قوية تساهم في تعزيز إجراء صفقات تجارية وشراكات جديدة والتعرف على أحدث تطورات السوق السياحية في العالم.

ويشارك هذا العام في المعرض 4 آلاف عارض، بما في ذلك مجالس وممثلو السياحة وأصحاب الفنادق والخدمات التكنولوجية والتجارب العالمية وشركات الطيران، بالإضافة إلى انضمام 80 عارضاً جديداً هذا العام. وعلقت جولييت لوساردو، مديرة العارضين: «سيكون عام 2024 أفضل عام حتى الآن بالنسبة إلى سوق السفر العالمي، حيث تشير التوقعات إلى حدوث نمو وتوسع بنسبة 7 في المائة؛ مما يعكس ازدهار قطاع السياحة الدولي».

ويسهم المعرض في تسليط الضوء على التحديات والفرص المستقبلية، خصوصاً في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والابتكار والاستدامة البيئية في صناعة السياحة، إضافة إلى استعادة صناعة السفر من تداعيات جائحة «كوفيد - 19» وكيفية تكييف الشركات مع التغيرات الكبيرة في سلوكيات السفر.

مشاركة قوية من المملكة السعودية (الشرق الأوسط)

ويتضمن المعرض أيضاً عدداً من الندوات والجلسات حول مواضيع متنوعة مثل الأمن السيبراني والاستثمار في السياحة وكيفية جذب السياح في ظل المنافسة العالمية.

واللافت هذا العام مشاركة المملكة العربية السعودية القوية، حيث تقود وفداً يضم 61 من أصحاب المصلحة الرئيسيين لتسليط الضوء على النمو السريع الذي تشهده البلاد في قطاع السياحة.

ويحتضن جناح «روح السعودية» هذا العام كثيراً من الأجنحة المميزة والتفاعلية التي ترسخ الحفاوة السعودية، وتبرز الثقافة الغنية والأصيلة، وتسلط الضوء على الطبيعة الساحرة والتنوع الطبيعي والمناخي.

وكشفت السعودية خلال المعرض عن خطط سياحية جديدة، وتركت انطباعاً قوياً في «سوق السفر العالمي» من خلال حجم منصات العرض الخاصة بها والعروض التي قدمتها للمشاركين في المعرض وتعريفهم بثقافة البلاد وتقديم القهوة والحلويات التقليدية للضيوف.

وترأس الوفد السعودي أحمد الخطيب، وزير السياحة ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، إلى جانب الرئيس التنفيذي للهيئة فهد حميد الدين وشخصيات رئيسية أخرى من قطاع السياحة السعودي.

ويضم الوفد ممثلين عن المنظمات الكبرى مثل وزارة السياحة وصندوق التنمية السياحية، وشركة «الرحلات البحرية السعودية»، و«طيران الرياض»، و«البحر الأحمر العالمية» و«الهيئة الملكية للعلا».

معرض سوق السفر السياحي بدورته الـ44 (الشرق الأوسط)

ويتم عرض المشروعات الرئيسية في المملكة مثل «نيوم»، بالإضافة إلى المعالم الثقافية والترفيهية مثل «موسم الرياض».

وتشارك أيضاً 17 علامة تجارية لفنادق محلية ودولية، وهو ما يمثل أكبر عدد من شركاء الفنادق الممثلين في الجناح السعودي.

وخلال المعرض من المتوقع كشف النقاب عن شراكات جديدة تتماشى مع استراتيجية السياحة التطلعية للمملكة.

عرض لمهن تراثية سعودية (الشرق الأوسط)

وكانت منطقة عسير في السعودية من بين المشاركين الجدد في المعرض هذا العام، حيث قال رئيس قطاع الوجهات السياحية حاتم الحربي: «هذه المشاركة الأولى لنا في ترويج منطقة عسير بصفتها وجهة سياحية بدعم من الهيئة السعودية للسياحة ووزارة السياحة السعودية»، وأضاف أن الغرض من المشاركة هو تقديم منطقة عسير بصفتها إحدى أهم الوجهات السياحية في السعودية؛ لأنها تجرية مختلفة تماماً وباستطاعتها تغيير الصورة النمطية عن المملكة التي تشير إلى أنها مناطق حارة وصحراء فحسب.

«سارة» الدليل السياحي السعودي المبرمجة بالذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

وقامت «الشرق الأوسط» باختبار معرفة سارة، الدليل السياحي السعودي الأول الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، عن طريق طرح أسئلة عن أجمل الأماكن السياحية وأفضل ما يمكن القيام به في مناطق مختلفة في السعودية، بالإضافة إلى نصائح سياحية... وكانت النتيجة أكثر من جيدة. وبحسب القائمين على المشروع، فمن المتوقع أن تكون سارة متوفرة في مرافق سياحية عدّة ومطارات مختلفة لتقديم المعلومات والنصائح للزوار عن طريق الذكاء الاصطناعي.

يشار إلى أن تطوير «مشروع سارة» استغرق أكثر من عشرة أشهر وتم اختيار ملامحها بتأنٍ لتقدم صورة مشابهة لصورة المرأة السعودية. سارة تتكلم ثلاث لغات، وهي العربية، والانجليزية، والصينية.

وتميز الجناح السعودي بتقديم مجموعة متنوعة من التجارب الغامرة، بما في ذلك جولات الواقع الافتراضي والعروض التقليدية والمأكولات المحلية، وتقديم مشروبات يقوم بتحضيرها الـ«ميكسولوجيست» السعودي يوسف عبد الرحمن الذي شرح لـ«الشرق الأوسط» عن طريقة ابتكاره كوكتيلات سعودية يحضّرها من منتجات محلية، مثل ورد الطائف وخزامى جازان وغيرها.

وتأتي مشاركة المملكة في المعرض في أعقاب إطلاق حملة «حيث يضيء الشتاء» هو جزء من مبادرة «هذه الأرض تنادي» الأوسع. وتهدف هذه المبادرة إلى جذب الزوار إلى الوجهات الرئيسية في السعودية ودعوة المسافرين على مدار العام مثل «موسم الرياض»، و«مهرجان العلا»، وسباق «الجائزة الكبرى السعودي للفورمولا 1» في جدة.

«طيران الرياض» من المشاركين في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

من المتوقع أن تقود الصين والهند النمو المستقبلي في الكثير من أسواق السياحة العالمية، بما في ذلك الشرق الأوسط. وتشير التوقعات أيضاً إلى ازدياد السفر إلى الخارج بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2030.

وتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن تنمو مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15.5 تريليون دولار بحلول عام 2033، مما يمثل 11.6 في المائة من الاقتصاد العالمي، وسيوظف 430 مليون شخص حول العالم بمن فيهم ما يقارب 12 في المائة في هذا القطاع.