كورفو.. أرضها خضراء تغطيها أشجار الزيتون والسياح

من أجمل جزر اليونان وأكثرها زيارة

مناظر طبيعية خلابة
مناظر طبيعية خلابة
TT

كورفو.. أرضها خضراء تغطيها أشجار الزيتون والسياح

مناظر طبيعية خلابة
مناظر طبيعية خلابة

كورفو هي الأشهر من بين الجزر اليونانية، وتجذب إليها سنويا آلاف السياح. وهي الأكثر خضرة بين الأراضي اليونانية بفضل الأمطار الموسمية التي تمنح الخصب لأراضي الجزيرة خلال موسم الشتاء. وهي تشتهر بزراعة أشجار الزيتون، ويفضلها السياح نظرا لمناظر البحر الخلابة والسكينة والهدوء والمطبخ اليوناني الشهير.
والجزيرة الصغيرة التي تقع غرب اليونان لها تاريخ حافل يمتد إلى عصر الأساطير الإغريقية القديمة. يسميها اليونانيون اليوم جزيرة «كركيرا»، وهو اسم مشتق من الأساطير اليونانية لابنة إله النهر أسبوس التي وقعت في حب إله البحر بوسايدون، وأنجبت أجداد الشعب الفينيقي.
وكانت الجزيرة في تاريخها محل صراع بين الحضارات المختلفة، ولا تزال القلاع التي ترصع تلالها تشهد على هذه الصراعات القديمة.
عاصمة الجزيرة اسمها كورفو أيضا، وهي محاطة بقلعتين، لتكون بذلك المدينة اليونانية الوحيدة المحاطة بالقلاع، ولذلك تطلق عليها الحكومة اليونانية اسم «مدينة القلاع» أو «كاستروبوليس». وفي القرون الوسطى نجحت كورفو بفضل دفاعاتها في التصدي لغزوات العثمانيين، ولكنها مع ذلك لم تصمد أمام الغزو البريطاني ووقعت تحت قبضة الإمبراطورية البريطانية بين 1814 و1864. وانضمت الجزيرة رسميا إلى اليونان وفقا لاتفاقية لندن في عام 1864.
وتعتبر مدينة كورفو حاليا مصنفة ضمن التراث الإنساني وفقا لمنظمة اليونيسكو. أما الجزيرة نفسها فتقع بالقرب من الساحل الألباني، وتمتد بمساحة 588 كيلومترا مربعا بطول 64 كيلومترا وعرض 32 كيلومترا في أعرض منطقة شمالية. وتنتشر الجبال في شمال الجزيرة بينما جنوب الجزيرة يمتد بوديان وسهول.
وقبل تحولها إلى السياحة بوصفها مصدرا رئيسيا للدخل، اعتمدت كورفو على الزراعة وصيد الأسماك، وكانت أشهر محاصيلها الزيتون والتين والرمان والكمثرى والتفاح والكروم والليمون. وتنمو هذه الفواكه في مناخ البحر المتوسط الحار صيفا والمعتدل شتاء.
وهي جزيرة سكنها الفينيقيون قديما وشجعوا السكان المحليين في كورفو على زراعة أشجار الزيتون، حتى بلغ عدد هذه الأشجار مليوني شجرة تكاد تغطي أراضي الجزيرة بالكامل. ولا يقوم أحد بتقليم هذه الأشجار، كما هو الحال في بقية أنحاء اليونان، ولذلك تبدو هذه الأشجار برية وأكبر حجما في مظهرها.
وتجمع كورفو بين السياحة الشعبية التي توفرها شركات السياحة بالأسبوع، وبين السياحة الفاخرة في فلل خاصة تنتشر في شمال الجزيرة، وتملك معظمها شركات بريطانية. ولا تقتصر السياحة في كورفو على جانب واحد من الجزيرة مثل بعض الجزر الأخرى في البحر المتوسط، وإنما تنتشر في جميع أرجاء كورفو. ويقع أجمل شواطئ الجزيرة في الجنوب الغربي حيث أطول شاطئ رملي فيها. وفي المنطقة تنتشر الفنادق الفاخرة والفلل السياحية. وبلغ من نجاح النشاط السياحي في كورفو أن بدأت فيها مجموعات محلية تطالب بالانفصال عن اليونان، بحجة أن عوائد الضرائب التي تجمعها حكومة أثينا من كورفو تصرفها خارج الجزيرة وفي اليونان نفسها.
وظلت كورفو حتى بدايات القرن العشرين حكرا على العائلات المالكة والأثرياء الأوروبيين، وكبار الزوار، مثل إمبراطور ألمانيا ويلهلم الثاني والإمبراطورة إليزابيث من النمسا. أما الآن فهي تشتهر بين السياح من الطبقات المتوسطة، ومعظمهم يأتي من بريطانيا وألمانيا والدول الاسكندنافية. ومع انتشار الطيران الرخيص أضحت كورفو أيضا مقصدا للسياحة الشعبية الأوروبية. ولكنها مع ذلك لا تزال تشتهر بين الطبقات الثرية وتبني شهرتها على جذب السياح مرارا بعد الزيارة الأولى لهم. وهناك كثير من الأثرياء الذين اشتروا عقارات في الجزيرة للاستمتاع بها في فترات العطلات.
وهي جزيرة صغيرة نسبيا، ويمكن تغطيتها بالسيارة في غضون أسبوع سياحي واحد. كما أن المواصلات العامة فيها جيدة ومتاحة للسياح بأسعار مخفضة. ولا يوجد في كورفو إلا طريقان سريعان يحملان رقمي 24 و25. كما تربطها باليونان وألبانيا خطوط ملاحية منتظمة. وهي ترتبط أيضا بالجزر المحيطة بعبارات وسفن سريعة تسمى «الدولفين الطائر».
ولا يوجد في كورفو إلا مطار دولي واحد، يحمل اسم «مطار أيونيس كابوديسترياس الدولي» وهم اسم أول محافظ للجزيرة بعد استقلالها من بريطانيا. وأثناء هبوط الطائرة يرى الزائرون مشاهد رائعة للجزيرة ومعالمها، بما في ذلك بعض الآثار الرومانية. وتصل إلى المطار رحلات سياحية أوروبية إضافة إلى رحلات شركة «أوليمبيك» اليونانية من أثينا. ويمكن مشاهدة معالم الجزيرة ومدنها المختلفة بواسطة الباصات التي تعمل عبر ساعات النهار، كما تتاح الدراجات الهوائية للإيجار داخل المدن.
وإلى جانب السياحة يعتمد اقتصاد كورفو على الزراعة، وخصوصا أشجار الزيتون ومزارع الكروم، والتي تنتج زيت الزيتون والنبيذ منذ العصور القديمة. وهناك أيضا زراعات للبرتقال وصناعات ريفية للجبن والزبد. وتقدم الجزيرة كثيرا من الوجبات اليونانية للسياح، مثل المسقعة والسلاطة اليونانية، وأطباق مثل «سوفريتو» وهو لحم بقري مشوي، و«باستيتسادا» وهي باستا باللحم والصلصة، و«بورديتو» وهو سمك بصلصة الفلفل.
القيادة في كورفو ليست سهلة، حيث الطرق لم تتغير منذ عصر الاحتلال البريطاني، ومعظمها مليء بالحفر والمطبات التي تمثل تحديا كبيرا لمعظم السائقين. أيضا بعض المنعطفات المفاجئة والزوايا الحادة للهبوط إلى الشواطئ من الطرق الرئيسية، تحتاج إلى كثير من الحذر ولا تناسب السائقين الجدد.
من عادات القيادة السيئة في كورفو، أن ترى سائقين يلتزمون بمنتصف الطريق من الجهتين أو ينطلقون في الاتجاه المعاكس في شوارع ذات اتجاه واحد. وبعضهم لا يتوقف عند الخروج من الشوارع الفرعية أو يحاول تخطي سيارات أخرى على منعطفات خطيرة.
ويمتد الموسم السياحي في كورفو من الربيع وحتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام. ويقبل السياح على كورفو في بدايات موسم الصيف وقبل عطلات المدارس للحصول على أفضل أسعار الفنادق وتجنب الزحام. وخلال شهري الذروة في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) تعمل الجزيرة بكل طاقتها لخدمة السياح الذين يملأون الفنادق والشواطئ. وفي فصل الذروة تكون حرارة مياه البحر في أعلى درجاتها، والزحام السنوي المعتاد في قمة انتشاره.
ولا يكتفي سياح كورفو بزيارة الشواطئ وحدها، حيث بالجزيرة ثروات ثقافية متعددة يمكن الاستمتاع بها. فالمدينة القديمة التي لا تزال تسمى «كركيرا» توفر مشاهد تاريخية نادرة تبرر تصنيفها من منظمة اليونيسكو تراثًا إنسانيًا. ويقع في المدينة متحف الفنون الآسيوية والبيزنطية. ومن المتوقع أن تتم إعادة افتتاح متحف التاريخ القديم في نهاية عام 2016، بعد أن ظل مغلقا لإجراء إصلاحات فيه منذ عام 2002.
ولمن يقضي عطلة أطول من أسبوع في كورفو يمكنه أن يتوجه في رحلات ليوم واحد لزيارة ألبانيا أو الجزر اليونانية الأخرى القريبة من كورفو، مثل أريكوسا وباكسي وإنديباكسي.
وتتعامل كورفو باليورو مثل بقية أوروبا، وتلتزم بنظام السييستا، وهي فترة الظهيرة بين الثالثة والخامسة والتي يتعين فيها الهدوء التام بالقانون. ويمكن الظهور بالسراويل القصيرة (الشورت) للرجال بالقرب من الشواطئ، ولكن بعض الفنادق تفرض الملابس الكاملة لتناول الطعام في مطاعمها. ويقبل السياح في كورفو على شراء الهدايا المتنوعة مثل المشغولات اليدوية وقطع الصابون برائحة الليمون، واللعب الخشبية، والأقمشة.
وتنتشر في كورفو آثار أوروبية، بعضها من بقايا أحقاب استعمارية سابقة. فهناك مثلا ساحة محلات تجارية اسمها «ليستون» تماثل شارع ريفولي في باريس، وصممها في الجزيرة المهندس دي ليسبس الذي صمم ابنه مشروع قناة السويس. وأمامها تمتد ساحة للعب الكريكت، وهي رياضة بريطانية عتيقة نشرها الإنجليز معهم في مواقع مستعمراتهم. وحتى متحف الفنون الآسيوية يقع داخل مبنى عريق من تصميم المعماري البريطاني سير جورج ويتمور في عام 1818. وكان في الأصل مقر الحاكم العسكري البريطاني.
وما تبقى من الوجود البريطاني في الجزيرة الآن هو سياحة رخيصة في جنوب كورفو، وخصوصا في قرية كافوس التي تنتشر فيها المطاعم التي تقدم «الإفطار الإنجليزي» والوجبات الصينية السريعة. ويقبل على هذه المواقع الشباب الإنجليزي الذي يتسبب في المتاعب لأهل الجزيرة بعدم الانضباط الذي يشبه ما يقوم به جمهور مشجعي فريق إنجلترا لكرة القدم.
ويشتهر أهل كورفو بأنهم فخورون بجزيرتهم، وهم يعاملون سياحهم باحترام على عكس بعض دول جنوب أوروبا الأخرى، التي ترى فيهم فرص استغلال رخيصة. وفي بعض المطاعم الصغيرة يشعر السائح وكأنه وسط عائلة صغيرة تعتني به وتقدم له أفضل ما لديها.
والسائح العربي يمكنه الاستمتاع بجمال كورفو عبر تنظيم رحلة خاصة يسكن خلالها في فيللا توفر له الخصوصية. والأفضل أن يختار له موقعا في شمال الجزيرة ويتجنب جنوبها حيث السياحة الشعبية.
** معلومات عملية عن كورفو
* الوصول إلى كورفو يكون عبر أثينا بطائرات شركة «أوليمبيك» اليونانية، أو من أنحاء أوروبا برحلات شركات الطيران الأوروبية التي تنظم رحلات تشارتر مباشرة.
* أفضل أوقات الزيارة هي بدايات الصيف وشهر سبتمبر (أيلول)، حيث يكون الطقس دافئا والجزيرة غير مزدحمة.
* تتبع كورفو التوقيت الأوروبي الشرقي، وهو يتقدم ساعتين عن توقيت غرينتش.
* تستخدم كورفو اليورو في التعامل.
* لا يزيد تعداد سكان كورفو عن 107 آلاف نسمة، ولكن نظرا لصغر حجم الجزيرة نسبيا فهي تعتبر مزدحمة بالسكان.
* الطقس حار صيفا، ومعتدل يميل إلى البرودة شتاء.
* تشتهر كورفو بأنها مركز أكاديمي يوناني، وتوجد بها أقدم جامعة يونانية، وهي «إيونيان أكاديمي» التي تأسست عام 1824.
* بالجزيرة 9 متاحف، وكثير من المكتبات العامة.
* يقام بالجزيرة كرنفال سنوي خلال الصيف، تنتشر خلاله المسيرات الملونة، وتعزف الموسيقى إلى ساعات الليل المتأخرة. ويقال إنه احتفال فينيقي الأصل.



البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد
TT

البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، تتنافس بلدات ومدن لبنانية على اجتذاب الزوّار. مدينتا جبيل والبترون كما زغرتا تشكّل وجهات سياحية داخلية محببة. تتوجه إليها العائلات لتمضية يوم كامل في أسواقها وشوارعها المرتدية حلة العيد.

صاحبة لقب «عاصمة الميلاد»... البترون

كعادتها كل سنة، ترتدي بلدة البترون الشمالية حلّة الأعياد قبل غيرها من المناطق اللبنانية. وهذا العام افتتحت صاحبة لقب «عاصمة الميلاد» موسم الأعياد بنشاطات مختلفة. فأطلقت شجرة ومغارة الميلاد. وافتتحت قرية العيد ومعارض وأسواقاً خاصة بالمناسبة.

زغرتا ونشاطات مختلف بمناسبة الأعياد (انستغرام)

كل ما يخطر على بال زوّار البترون سيجدونه في أسواقها القديمة المطبوعة بعيدي الميلاد ورأس السنة. ففيها تحضّر المونة وتنتشر المقاهي والمطاعم والمنتجات اللبنانية من أشغال يدوية وحرفية وغيرها. وتعدّ من أقدم الأسواق في لبنان، وهي مبنية بأسلوب العمارة التراثية، حيث تجذب السياح والمقيمين. تتألف الأسواق من أزقة، يشعر زائرها وهو يجتازها، بأنه في قلب صفحات تاريخية. وتدأب بلدية البترون في هذا الوقت من كل سنة على تقديم أسواقها بأبهى حلة. وتبرز قناطرها الحجرية المزينة. وتصطف على جانبي السوق الحوانيت والدكاكين، فتعرض كل ما يتعلّق بهذه المناسبة من هدايا وحلويات وعطور وبخور وأزياء.

الزينة في مدينة جبيل (انستغرام)

الموسيقى الميلادية تملأ الأجواء. وفي المناسبة تم إطلاق «ورشة بابا نويل»، وفيها يتاح للأطفال والأولاد التقاط صور تذكارية مع هذه الشخصية العالمية. وكذلك القيام بنشاطات مختلفة من تلوين الرسوم واللعب والترفيه.

وللكبار حصّتهم من هذه السوق. ومع كوب شاي ونارجيلة أو بعض المرطبات والحلويات والمثلجات يستمتعون بلحظات استرخاء. كذلك بإمكانهم تناول ساندويشات الفلافل والشاورما وأكلات أخرى لبنانية وغربية.

البترون من الوجهات الجميلة فترة الاعياد (انستغرام)

«هيللو بيبلوس»... جديدها بمناسبة الأعياد

تحرص مدينة بيبلوس (جبيل) على التجدد في كل مرة تتاح لها الفرصة. هذا العام، وبمناسبة إطلاقها شهر الأعياد، أعلنت عن موقعها الإلكتروني «هيللو بيبلوس» (Hello Byblos). وهو من شأنه أن يسهّل لزوّار هذه المدينة طريقة الوصول إليها، ويضيء على أهم معالمها السياحية والأثرية. وتأتي هذه الخطوة بمناسبة مرور 15 عاماً على إدارة بلدية جبيل للمدينة.

وخلال فترة الأعياد باستطاعة زوّار هذه المدينة العريقة تمضية يوم كامل بين ربوعها. فكما أسواقها الميلادية، كذلك افتتحت شجرة العيد، وتم تزيينها بأكثر من 10 آلاف متر إنارة. وفي الشارع الروماني حيث تنتصب شجرة الميلاد تتوزّع أقسام السوق الميلادية الخاصة بهذا الموسم. وتحت عنوان: «الأمل بيضوّي بجبيل» تقام الاحتفالات في المدينة في شهر ديسمبر (كانون الأول).

ومن يقصد هذه المدينة باستطاعته القيام بعدة نشاطات سياحية، ومن بينها زيارة قلعة جبيل الأثرية ومرفئها القديم. ولهواة المتاحف يحضر في هذه المدينة متحف الأسماك المتحجرة، ومتحف الشمع الخاص بالفن الحديث والمعاصر.

مدن ومناطق لبنان تلبي حلة العيد رغم الظروف الصعبة (انستغرام)

زغرتا وللأعياد نكهتها الخاصة

تعدّ بلدة زغرتا أمّ المعالم الطبيعية والتاريخية. يزورها اللبنانيون من كل حدب وصوب للاستمتاع بنشاطات رياضية وترفيهية مختلفة.

وفي مناسبة الأعياد تقدم زغرتا نشاطات فنية وثقافية. وتحت عنوان: «ليلة عيد»، يمكن لزائرها المشاركة بفعاليات الأعياد التي تنظمها جمعية «دنيانا»، ويتخللها «قطار العيد» الذي ينظم جولات مجانية متعددة للأطفال في شارع زغرتا الرئيس. ويرتدي الشارع بدوره حلة الميلاد وزينته. وتقدّم العديد من الأنشطة الترفيهية والموسيقية. ويحضر في هذه الفعالية مجموعة من الشخصيات الكرتونية المُحببة إلى قلوب أطفالنا؛ فيطلّ «سانتا وماما كلوز»، وترافقهما فرق موسيقية تعزف أغاني وترانيم الميلاد، لبث جوّ الفرح والأمل.

وتفتح المحال التجارية أبوابها لساعات متأخرة من الليل. وتقدّم لزوّارها هدايا رمزية من وحي العيد.

وتشتهر زغرتا بمعالمها الأثرية والطبيعية المختلفة. وتكثر فيها الطواحين القديمة التي تشكّل جزءاً من تراثها. وكما طاحون نحلوس في أسفل زغرتا من الجهة الشرقية الشمالية، هناك أيضاً طاحون المخاضة العليا المشهور بأقبيته من العقد الحجري.

كل ما يخطر على بال زوّار البترون سيجدونه في أسواقها القديمة المطبوعة بعيدي الميلاد ورأس السنة

ويفتخر أهالي البلدة بكنيسة «السيدة» القديمة الأثرية، وكذلك بمواقع دينية أخرى كـ«مارت مورا» وكنيستَي «سيدة الحارة» و«الحبل بلا دنس» الأثريتين. ومن أنهارها المعروفة رشعين وجوعيت. أما بحيرة بنشعي التي تشهد سنوياً احتفالات خاصة بأعياد الميلاد ورأس السنة، فتتوزع حولها المطاعم والمقاهي. وهي تبعد عن البلدة نحو 10 دقائق، وتعدّ من المحميات الطبيعية اللبنانية المشهورة. وتسبح فيها طيور الإوز والبط، وتحتوي على مئات الأنواع من الأسماك.

وتُعرف زغرتا بمطاعمها التي تقدّم أشهى المأكولات اللبنانية العريقة. وأهمها طبق الكبة على أنواعه. ويقصدها الزوّار ليذوقوا طبق «الكبة بالشحم» و«الكبة بالصينية» و«الكبة النية».