من هداف بالفطرة بفريق بريستول سيتي، إلى لاعب بات محط إعجاب بنادي ليدز يونايتد، إلى فنان بنادي نوتنغهام فورست بثلاث بطاقات حمراء وهدف رائع، اخترنا لك أكثر اللاعبين جدارة بالمشاهدة في الكرة الإنجليزية.
تامي أبراهام.. نادي بريستول سيتي
من ضمن 38 لاعبًا تركهم تشيلسي لأندية أخرى على سبيل الإعارة، بعضهم بلغ ثمنه ملايين الدولارات دفعها النادي مقابل خدماتهم، اخترنا بعض اللاعبين ممن باتوا الآن يتمتعون بسمعة كبيرة. لكن أفضلهم على الإطلاق هو تامي أبراهام، ذلك اللاعب الطويل النحيف الذي استقدمه النادي من كامبرويل، ثم تركه لنادي بريستول سيتي على سبيل الإعارة. لقد بات أبراهام ضمن «قوى الطبيعة» الخارقة الموسم الحالي، بعد أن سجل 12 هدفًا في 20 مباراة ليصبح القوة الدافعة الرئيسية لفريقه في بداية قوية بدوري الدرجة الثانية. كان ظهور أبراهام محدودًا مع الفريق الأول لتشيلسي الموسم الماضي، لكم في حال استمر على هذا المستوى، فسيصبح أول خريج لتلك الأكاديمية يثبت أقدامه بالفريق بعد جون تيري.
سكوت هوغان.. نادي برينتفورد
سكوت هوغان زميل سابق لجيمي فاردي بنادي إف سي هاليفاكس، ومن الممكن أن نلتمس له العذر لهجره لكرة القدم في أبريل (نيسان) 2015. حدث ذلك عقب إصابته الثانية في الرباط الصليبي خلال أحد التمارين، وكان ذلك بعد تسعة شهور من إصابته الأولى أثناء مباراة فريقه أمام برينتفورد، لكنه استطاع على مهل العودة مجددا ليسجل سبعة أهداف في المباريات الأربعة الأخيرة في الموسم الماضي ليستعيد ذاكرة الأهداف مجددًا. بلغ عدد أهدافه ثمانية حتى الآن في ظل قيادته لهجوم فريقه الذي يواصل التألق على أمل بلوغ نهائيات المسابقة والتأهل للدوري الممتاز. قد يكون هوغان أحد هؤلاء اللاعبين الذين لا يقدمون الكثير عندما يتوقفون عن التسجيل، لكن لدغته قاتلة داخل منطقة الجزاء.
كونرو هوريهان.. نادي بارنزلي
يتمتع نادي بارنزلي بمتوسط أعمار صغير جدا، حيث لا يتعدى سن أكبر لاعبيه، آدام هاميل، الثامنة والعشرين، وهو أحد اثنين بالفريق تعدت أعمارهم 26 عاما، وشهد الموسم الحالي أول ظهور لهم بالفريق. يأتي في منتصف تلك المجموعة من الشباب لاعب خط الوسط الأيرلندي كونرو هوريهان، 25 عاما، الذي يجيد لعب الكرات الرأسية بهدوء. يحمل هوريهان شارة الكابتن ويعتبر صانع ألعاب بارعا بتسديدات قوية بقدمه اليسرى، ويلعب وسط فريق شاب عاصر فيه اللاعب جوردان هندرسون. تسلم هوريهان شارة الكابتن الموسم الماضي ليصبح بعدها أحد أهم لاعبي فريق بارنزلي الصاعد بقوة من قاع القسم الثاني في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للترقي من خلال الضربات الترجيحية في مايو (أيار) الماضي. سيحل موعد تجديد عقد اللاعب نهاية الموسم الحالي، ورغم أنه سيكون من الممتع رؤية إلى أي مدى سيصطحب مجموعة الموهوبين الشباب بفريقه، قد يكون هناك المزيد من المفاجآت التي تنتظر هوريهان.
بونتوس جونسون.. نادي ليدز يونايتد
قد يحمل وصف لاعب بأنه بطل شعبي نوعا من الازدراء؛ لأن وصف «شعبي» قد يحمل إشارة إلى شعبيه لكن ليست بالضرورة إيجابية. فقلب الدفاع السويدي بونتوس جونسون المعار من تورنتو إلى نادي ليدز حمل هذا اللقب تحديدًا، نظرًا لأنه السبب الرئيسي لتمسك غاري مونك بمهنة التدريب تحت قيادة ماسيمو سيلينو. المسألة لا تتعلق فقط بمحافظة مونك على عمله كمدرب لكن قاد فريقه ليدز إلى أن وصل لضربات الترجيح التي صعدت به للدوري الأعلى، وهي المرة الأولى التي يصل فيها لهذا المكان منذ ديسمبر (كانون الأول) 2013، وهو النجاح الذي أدى فيه جونسون دورا كبيرا. ولذلك فهو يتمتع بشعبية كبيرة بالفعل (ولن يكون هناك تأثير كبير للبطاقة الصفراء التي حصل عليها بعدما ركض تجاه الجماهير احتفالا بهدف التعادل الذي سجله أمام فريق نورويتش)، وسوف تزداد شعبيته لو أنه أعلن رغبته في البقاء بملعب إيلاند رود.
فبحسب تصريحه لصحيفة يورك شاير إيفنينغ بوست عقب نهاية مبارة فريقه أمام نورويتش، «أنا جاد فيما أقوله، فهذا هو الشيء الوحيد الذي أريده الآن. أريد الاستمرار هنا وأن أوقع عقدا دائما مع ليدز».
أنتوني نوكهرت.. ناديا برايتون وهوف ألبيون
تناولت عناوين الصحف موضوع الجناح الساحر لنادي غوغل برايتون، أنتوني نوكهارت، وكيف أنه قارن نفسه بالبرازيلي نيمار. ليست هذه هي القضية لكنه نادى الحكام بالمزيد من الحماية للاعبين المبدعين. فحتى لو كان هناك سبب لكون أحدهما يلعب في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي في حين يلعب الآخر بنادي برشلونة، إلا أن الاثنين يؤديان نفس الدور في فرقهم. قد يكون نوكهارت من تلك النوعية من اللاعبين الذين يصيبونك بالإحباط بسبب محاولاته المستميتة لتسجيل الأهداف من زوايا مستحيلة، مما يجعله أحيانا يتجاهل زملاءه الذين يتوسلون إليه ليمرر لهم الكرة. لكن بين الفينة والأخرى تراه يسجل هدفا من زاوية بالغة الصعوبة، وتلتمس له العذر في ذلك، ولذلك فهو أكثر اللاعبين موهبة في دوري الدرجة الأولى.
أرون موني.. نادي هيدرسفيلد تاون
من دون شك، شاهدنا موسما ناجحا مفاجئا لنادي هيدرسفيلد في موسمه الحالي بالدرجة الأولى حتى الآن في ظل قيادة ديفيد واغنر، حيث لم يضع الفريق سوى نقطتين في أول ست مباريات ليحتل المرتبة الثالثة بعد فريقي القمة، رغم تراجع المستوى إلى حد ما. جاء أفضل أداء شاهدناه من اللاعب أرون موني، لاعب الوسط الأسترالي المعار من مانشستر سيتي، والذي جعل من حوله يعقدون المقارنات التي تصيب من يسمعها بالدوار، فمدربه السابق بنادي سانت ميرين قارن بينه وبين اللاعب كيني دالغيش، ومؤخرًا شبهت مجلة «فوتبول ليغ بيبر» حركاته بطريقة أداء زين الدين زيدان. وأيضا قال عنه مدرب المنتخب الأسترالي أنجي بوستكوغلو إنه «الأفضل والأكثر إثارة في دوري الدرجة الأولى»، وهو الوصف الأكثر واقعية، لكن المقارنات الحالية لا تمثل أهمية لفريق هيدرسفيلد. فلو استمر موني بالمستوى نفسه الذي بدأ به الموسم، فمن المفترض أن ينعكس ذلك على الفريق ككل.
جاكوب ميرفي.. نادي نوريتش سيتي
جاءت بداية الفريق بالدوري متلعثمة بعض الشيء بالنسبة لفريق نوريتش، ورغم أنهم ما زالوا مرشحين وبقوة للترقي للدوري الممتاز، فقد بات من المعتاد مؤخرا أن نرى وجه أليكس نيل بعد كل مباراة عبوسا، لا باسما. لكن الانطلاقة القوية جاءت من اللاعب جاكوب ميرفي الذي تألق مع توأمه المتطابق جوش (نشرت صحيفة محلية مؤخرا عشر صور للتوأمين وطلبت من الجماهير أن تحدد كل منهم بالاسم، لكن حتى والدتهم نجحت في تحديد ثمانية صور بالكاد)، وكان جاكوب هو الوحيد الذي استطاع أن يثبت مكانه في الفريق الأول الموسم الحالي. فهو الآن في سن الحادية والعشرين ويتمتع بقوة على الأجناب، لكن مستواه غير مستقر، وهو أمر متوقع من أي لاعب ما زالت تنقصه الخبرة. لكن عندما يكون في كامل مستواه فإنه يصبح أحد أخطر أجنحة دوري الدرجة الثانية.
هيلدبيرتو بيريرا.. نوتنغهام فورست
إذا كانت كرة القدم سيركًا ينصب لتسليتنا جميعا، فلنتأهب لأن نصبح مدير الحلبة. فبيريرا الذي وقع للانتقال على سبيل الإعارة من بنفيكا البرتغالي الصيف الحالي لاعب لافت بدرجة كبيرة بمركز الجناح، وأحيانا يتنكر على هيئة مدافع أيمن. والمشكلة بالنسبة لنادي فورست تكمن في أنه في مبارياته السبع الماضية استطاع أن يجبر الحكام على طرده من الملعب ثلاث مرات. فقد جاءت بطاقته الحمراء الثالثة في أول عودة له بعد الاستبعاد لحصوله على البطاقة الحمراء الثانية، وكانت البطاقة الحمراء الأولى أمام فريق أستون فيلا بعد بطاقتين صفراوتين تحصل عليهما بعد خمس وعشرين دقيقة من مشاركته كبديل. ورغم كل ذلك، فإنه قادر على إحداث الفارق، فقد جاء الإنذار الثاني أمام أستون فيلا بسبب مبالغته في الاحتفال بهدف صنعه، بعدما ركض في العمق مخترقا الدفاع. وفي الفوز الذي حققه فورست مؤخرًا على برمنغهام، كان بيريرا أحد خمسة في خط الدفاع، وكان دوره المساعدة في الحفاظ على التقدم بنتيجة 1 - 2. وبعد خمس دقائق ركض بطول الملعب ومرر كرة بينية لزميله (هات وخد)، وانحرف بها يسارًا ليمررها لزميله الذي سجل منها هدفا. ولذلك فأقل ما يقال إنه بالفعل يمثل قيمة لفريقه.
جونيو شيلفي.. نيوكاسل يونايتد
نستطيع أن نحصي لاعبي نيوكاسل الذين باستطاعتهم أن يأخذوا بيد فريقهم الذي يدربه رفائيل بينتيز لقمة دوي الدرجة الأولى، فربما هم بالفعل أفضل مجموعة لاعبين بالقسم الثاني. فأفضل هداف هو دوايت غيل، وعزز اللاعب جمال ليسيلز من وضعه ليصبح قائد الفريق عن جدارة، ومات ريتشي بمقدوره اللعب في الدوري الممتاز إن أراد. لكن اللاعب الأكثر تميزا حتى الآن هو جونيو شيلفي الذي لم يكن يشارك أساسيًا في بداية الموسم الحالي، لكنه بات كذلك بل، وأصبح أهم صانع ألعاب بدوري القسم الثاني. فقد انتعش أداء شيلفي تحت قيادة مدربه بينيتز، سواء جسمانيا (بعد أن خسر الكثير من وزنه)، أو عقليًا بعدما تخلص الصيف الحالي، مما وصفه بنفسه بأنه «تصرفات صبيانية». فبات اللاعب مؤخرًا «قادر على السيطرة على مجرى المباريات»، بحسب بينيتز. لكن كل ذلك قد يتضاءل حال ثبتت ضده صحة الشكوى المقدمة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بأنه وجه إهانات عنصرية للاعب رومان سايس، وهي الاتهامات التي نفاها اللاعب، لكنه قد يواجه عقوبة الإيقاف لمدة طويلة حال ثبت صحة الادعاء.
أولمايد شوديبو.. نادي كوينز بارك رينجرز
الحديث هنا عن أحد اللاعبين الذين يستحقون المشاهدة. فبعدما عادت الحياة مجددًا لنادي كوينز بارك رينجرز بعد رحيل المدرب جيمي فلويد هازلبانك عن الفريق، بات من النادر لجماهير النادي رؤية لاعب ناشئ موهوب من أبناء ناديهم يلمع في الفريق الأول. فقد وقع الجناح أولمايد شوديبو، المولود بمدينة دبلن أول عقد احترافي له الموسم الحالي، لكنه تمكن من تثبيت قدميه بفريق كوينز بارك وأيضا في منتخب أيرلندا تحت سن 21. ورغم أنه لا يزال أبعد من أن يوصف باللاعب اللامع، فقد فضل هازلبانك الإبقاء على اللاعب، الذي لم يتعد عمره الكثير، بنادي لوتس رود في الصيف بدلا من السماح له بالانتقال لنادي آخر على سبيل الإعارة. فبحسب تصريح هازلبانك قبل رحيله عن الفريق: «يمتلك هذا اللاعب قدرًا من الشجاعة، فلا تراه خائفًا، ويمتلك القدرة على القتال في الملعب. ما يتعلمه الآن هو الانضباط والمهارات، وكلها تحتاج إلى بعض الوقت».

