البكالوريا الدولية والثانوية البريطانية.. أيهما الباب الأوسع لأفضل الجامعات؟

بوادر لتزعزع الثقة في النظام البريطاني بعد إلغاء بعض المواد منه

البكالوريا الدولية والثانوية البريطانية.. أيهما الباب الأوسع لأفضل الجامعات؟
TT

البكالوريا الدولية والثانوية البريطانية.. أيهما الباب الأوسع لأفضل الجامعات؟

البكالوريا الدولية والثانوية البريطانية.. أيهما الباب الأوسع لأفضل الجامعات؟

هناك نظامان لشهادات التعليم الثانوي يحتار الكثير من الطلبة في الاختيار بينهما. النظام الأول هو البكالوريا الدولية، وهي شهادة معترف بها بين الجامعات الأوروبية وتتبعها معظم المدارس الأوروبية والدولية وأيضًا الكثير من المدارس البريطانية التي تقدمها كبديل. أما النظام البريطاني التقليدي فهو يعتمد على الثانوية العليا التي تسمى «إيه ليفيلز» وتفضله بعض الجامعات البريطانية.
هناك بوادر لتزعزع الثقة في النظام البريطاني بعد أن ألغيت بعض المواد ومن بينها مادة الآثار من برنامج دراسة الثانوية العليا، كما أن تعليق بعض أستاذة الجامعة أشار إلى أن منح الطلاب درجات عليا في الثانوية البريطانية أصبح مثل «جمع النياشين في معسكرات الكشافة» أي أنه أصبح سهلا ولا يعبر عن مستوى أكاديمي حقيقي. كذلك فضل مسؤولون في وزارة التعليم البريطانية نظام البكالوريا، لأنه نظام متكامل ويتخرج منه تلامذة على درجة وعي عالية وملمين بشتى المجالات الدراسية.
وتوجد حاليا نحو أربعة آلاف مدرسة ثانوية تقدم خيار البكالوريا لطلابها ويكون التركيز فيها على تطوير قدرات الطلاب، ويعمل بهذه المدارس 70 ألف مدرس يوفرون الدراسة لنحو مليون طالب وطالبة حول العالم. وتقول برامج هذه المدارس إن نظام البكالوريا الدولية يوفر أكثر من التعليم، فهو يطور ملكة البحث والشغف بالمعرفة لدى الطلاب ويتخرج منها صغار متحمسون من أجل النجاح.
أما النظام البريطاني فهو ينهي المرحلة الثانوية بالحصول على الشهادة العامة للتعليم (GCSE) ويتبعها المستوى المتفوق «إيه ليفيلز» لمدة عامين. وبهذا المستوى يكون الطالب أو الطالبة مؤهلا لدخول الجامعات وفقا للدرجات التي تطلبها والتخصصات التي يرغبها الطالب. وتطالب جامعة مثل كمبردج بالحصول على درجات (A) و(A*) في كل مواد التخصص التي يرغب الطالب في متابعة دراسته لها على أن يجلس لاختبار دخول إضافي في مادة اختيارية يكون مستواها أعلى من «إيه ليفيلز».
ويتطلب النجاح في هذا المستوى دراسة مواد لمدة عامين ثم إجراء اختبار سنوي في نهاية كل عام دراسي. ويدرس معظم الطلبة ثلاث أو أربع مواد بالتزامن وإجراء الاختبارات فيها جميعا. وتعترف الجامعات في بريطانيا وخارجها بهذه الشهادات.
وطبقت بريطانيا هذا النظام منذ عام 1951 وكان الطالب يدرس هذا المستوى الرفيع من أجل النجاح وفرصة التقدم لاختبار المجانية التعليمية التي كانت تمنح لنحو 400 طالب سنويا. ومع زيادة عدد الطلاب كان من الضروري منح درجات بدلا من مجرد النجاح أو الرسوب. ومع ارتفاع عدد الطلاب الحاصلين على درجات نهائية وعالية في اختبارات الثانوية البريطانية العليا تزايدت المطالب بتغيير النظام إلى الأصعب أو التحول إلى نظام مغاير يشبه البكالوريا الدولية. وفي الوقت نفسه زادت رسوم الدراسة الجامعية للبريطانيين أنفسهم (ماعدا اسكوتلندا) من رسوم رمزية إلى ثلاثة آلاف إسترليني ثم إلى تسعة آلاف إسترليني في الوقت الحاضر، وأضعاف هذا المبلغ للطلبة الأجانب.
وتجري في الوقت الحاضر دراسة حكومية لتقييم الوضع القائم واقتراح تعديله ضمن كثير من الخيارات التي يشمل أحدها نظام إلغاء «إيه ليفيلز» والعودة إلى نظام سابق يقتصر على «أو ليفيلز» أو التوجه إلى مسار بكالوريا بريطانية.
وهناك كثير من المدارس البريطانية التي توفر لطلبتها خيار البكالوريا بدلا من النظام الإنجليزي. وتناسب البكالوريا هؤلاء الطلاب الذين يتنقلون مع والديهم بين كثير من الدول (مثل أبناء الدبلوماسيين) حيث الانتقال أسهل بين المدارس التي تدرس البكالوريا الدولية خارج بريطانيا ومتابعة الدراسة نفسها بدلا من الانتقال من نظام لآخر.
وحتى الانتقال بين مناطق مختلفة داخل بريطانيا نفسها فيه صعوبة في التأقلم بين المناهج المتنوعة التي تتبعها البلديات المحلية والتي تجعل الانتقال من مدرسة لأخرى في هذه المرحلة صعبا.
ويقول البعض أن الصعوبة تكمن في نظام «إيه ليفيلز» نفسه مقارنة مع نظام البكالوريا. فالنظام البريطاني يبدأ في السنة الدراسية العاشرة لمدة عامين. وتبدو المادة الدراسية مكثفة إلى درجة أن المدارس لا تسمح بضم التلاميذ إلى الفصل الدراسي في هذه المرحلة بعد مرور نصف الفصل الدراسي الأول، حيث لن يستطيع الطالب المتأخر في الحضور من اللحاق بزملائه في دراسة المواد المطلوبة.
وفي هذه الحالات يكون الخيار المتاح للطالب هو إعادة دراسة السنة العاشرة من البداية مرة أخرى وفقًا للنظام البريطاني أو الالتحاق بنظام البكالوريا. وهو نظام ليس سهلا وإنما يتمتع بمرونة أكثر من النظام البريطاني.
وبصفة عامة، فإن النصيحة للأهالي هي استمرار الطالب في النظام الذي تتبعه مدرسته بدلا من تحويله إلى نظام آخر من أجل الدراسة في الجامعات البريطانية. فالمدارس العليا الأميركية مثلا تتبع نظاما مغايرا لنظامي الثانوية البريطانية والبكالوريا، ويجد الطلبة صعوبة في التحول إلى هذه الأنظمة بعد اتباع النظام الأميركي، ولذلك فالأفضل لهم الاستمرار فيه حتى نهاية المرحلة الثانوية تماما.
ويمكن اختيار نظام البكالوريا داخل إنجلترا ولكن المدارس التي تتيح هذا النوع من الدراسة لا يتعدى عددها الخمس مدارس وجميعها تقع بالقرب من لندن. وهناك موقع إلكتروني للراغبين في دراسة البكالوريا يمكن منه استقاء المعلومات اللازمة لطلبة هذه المرحلة. والأفضل للعائلات استشارة المتخصصين الأكاديميين فيما هو أفضل لأبنائهم. والنظام يتغير بشكل دائم وما يصلح لطالب قد لا يصلح لآخر، خصوصا فيما يتعلق بنظم الاختبارات المتبعة في النظام البريطاني.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.