دراسة مقارنة

دراسة مقارنة
TT

دراسة مقارنة

دراسة مقارنة

باختصار فإن النظام البريطاني «إيه ليفيلز» يدرس ثلاث أو أربع مواد بعمق، بينما البكالوريا تدرس ست مواد. كذلك تتضمن البكالوريا مادة إضافية اسمها «نظرية المعرفة» ويقدم فيها الطالب بحثا مطولا بالإضافة إلى تقييم الطالب من جوانب الابتكار والخدمة العامة. ولا بد من النجاح في هذه المواد من أجل الحصول على الدبلوم بدرجات جيدة.
والمقارنة هنا تشير إلى نظام متخصص بالمقارنة إلى نظام أكثر شمولية. والنظام البريطاني المتخصص يختبر القدرات الأكاديمية للطالب بينما نظام البكالوريا يعتمد على فلسفة عامة مع عدم إهمال للنواحي الأكاديمية. وفيما تمنح الدرجات في النظام البريطاني بالحروف، حيث أعلاها هي درجة «إيه ستار» فإن البكالوريا تمنح درجاتها بالنقاط وأعلاها هو رقم 45 نقطة. ويحصل الطالب على الدبلوم إذا تخطى 24 نقطة. والدبلوم هو نظام معترف به دوليا.
ويقول بيتر كلايغ ناظر مدرسة «برومزغروف» الثانوية البريطانية التي تأسست عام 1553 إنه قام بتدريس النظامين في أفضل المدارس البريطانية والأوروبية وإنه أجرى دراسة مقارنة بينهما وانتهى إلى عدة نتائج.
وهو يرى أن الحكومة البريطانية في تقييمها الأخير لنظام «إيه ليفيلز» وجدت أنه يعاني من بعض أوجه النقص. ولذلك تتوجه الحكومة إلى تعديل النظام بإلغاء بعض المواد وإعادة تقييمه. وتتجه الحكومة أيضًا، من وجهة نظر كلايغ، إلى تقديم نظام يشبه البكالوريا على مستوى شهادة التعليم الثانوي، وقد يحدث التعديل نفسه على مستوى «إيه ليفيلز» أو الثانوية العليا.
وهو يرى أن عددًا كبيرًا من الطلاب يحصل على درجات «إيه» النهائية في اختبارات «إيه ليفيلز» إلى درجة أن الجامعات بدأت في إعادة تقييم الطلبة عبر النظر إلى درجاتهم قبل الثانوية أو إجراء اختبارات دخول خاصة بها.
ولكن إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تقبل المزيد من المدارس البريطانية على تدريس البكالوريا؟ الإجابة على لسان الناظر كلايغ هي أن هذه المدارس يجب أن تحصل على الاعتماد الأكاديمي في التحول إلى نظام البكالوريا عن طريق التفتيش المتكرر، وهو ليس بالأمر الهين، وهناك كثير من المدارس التي فشلت في هذا التحول.
كذلك هناك تكاليف إضافية لمثل هذا التحول بتعيين المدرسين المؤهلين، خصوصًا في مرحلة التحول التي يتعين فيها تعليم النظامين معًا. وكثير من المدارس لا تستطيع تغطية تكاليف مثل هذا التحول. أيضًا لا تستطيع المدارس تحقيق النتائج الباهرة التي تتحقق في النظام البريطاني عاما بعد عام بزيادة عدد الطلاب الحاصلين على درجات نهائية. فالحصول على 40 نقطة في نظام البكالوريا كان إنجازا عظيما في عام 1970 وما زال إنجازا عظيما في عام 2016.
ويدرس الآن نحو مليون طالب في 139 دولة نظام البكالوريا الدولية بما في ذلك بعض المدارس البريطانية نفسها. ويشكو الناظر البريطاني كلايغ من أن النظام البريطاني يتخرج منه طلاب لا يعرفون لغات أخرى وغير محترفين في علم الحساب، بينما طلاب البكالوريا الدولية يتعين عليهم دراسة الحساب إلى جانب لغة أخرى. وهو يرى أن العالم يتغير وعلى نظام التعليم البريطاني أن يتغير معه وأن يتوجه إلى نظام البكالوريا بدلا من «إيه ليفيلز». ولكنه يضيف أن تلك هي وجهة نظر شخصية.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.