البنك الإسلامي يتجه لتأجيل تسديد ديون اليمن المستحقة لمؤسساته

بسبب ظروف الحرب ونهب الانقلابيين للبنك المركزي

طفلة تنتظر دورها للحصول على ماء صالح للشرب في إحدى ضواحي صنعاء (إ.ب.أ)
طفلة تنتظر دورها للحصول على ماء صالح للشرب في إحدى ضواحي صنعاء (إ.ب.أ)
TT

البنك الإسلامي يتجه لتأجيل تسديد ديون اليمن المستحقة لمؤسساته

طفلة تنتظر دورها للحصول على ماء صالح للشرب في إحدى ضواحي صنعاء (إ.ب.أ)
طفلة تنتظر دورها للحصول على ماء صالح للشرب في إحدى ضواحي صنعاء (إ.ب.أ)

علمت «الشرق الأوسط» أن البنك الإسلامي للتنمية يتجه لتأجيل دفع الديون المستحقة على الجمهورية اليمنية لبعض مؤسساته، تقديرًا لظروف الحرب التي تمر بها اليمن، واستيلاء الانقلابيين على جميع مؤسسات الدولة، ونهب البنك المركزي اليمني والاحتياطيات التي كانت موجودة فيه.
وأوضح مصدر يمني رفيع أن الدكتور محمد الميتمي، وزير التخطيط والتعاون الدولي السابق (وزير التجارة والصناعة حاليًا)، التقى الأسبوع الماضي الدكتور بندر حجار، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، في جدة، ووضعه في صورة الظروف التي تعاني منها اليمن، والمطالبات المالية التي ترد من مؤسسات البنك للإيفاء بدفعها في الوقت المحدد.
وأشار المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن الوزير الميتمي طلب رسميًا من رئيس البنك الإسلامي للتنمية تأجيل دفع هذه المستحقات المالية لأن عدم الوفاء بهذه الالتزامات سيؤثر على برامج البنك في اليمن، وأضاف: «كانت إجابة الدكتور حجار إيجابية للغاية، وقد طلب من فريقه في البنك الاستجابة لهذا الطلب».
واعتذر المصدر عن تحديد القيمة الإجمالية لهذه القروض الواجب سدادها للبنك الإسلامي في الوقت الراهن.
وبحسب المصدر نفسه، وقع الجانب اليمني مع البنك الإسلامي للتنمية اتفاقية مشتركة لدعم قطاع البناء المؤسسي في اليمن، لافتًا إلى أن الحرب والصراع الدائر أدى لانهيار كثير من المؤسسات وتدميرها، وتابع: «عندما يحل السلام ستجد اليمن نفسها عاجزة عن تحقيق استدامة الاستقرار لعدم وجود مؤسسات حاضنة وفعالة تؤهل وتدعم برنامج السلام فيها، لذلك جاءت هذه الاتفاقية لتقديم برنامج في حدود 7 ملايين دولار لدعم المؤسسات الحكومية والخاصة في اليمن».
ولفت المصدر إلى أن الدكتور محمد الميتمي طلب أيضًا من رئيس البنك الإسلامي للتنمية توسيع برامجه في اليمن، لا سيما لمحاربة الفقر والبطالة التي اتسعت بشكل كبير خلال الحرب، وهو ما يلقي بمسؤولية أكبر على المؤسسات الداعمة والمشاركة في إعادة الإعمار والتنمية في هذا البلد المنهك من الحروب المتتالية.
كان رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية قد أكد أن الأزمات الاقتصادية والنزاعات في بعض الدول العربية تضع البنك الإسلامي أمام تحديات اقتصادية للارتقاء بالتجارة البينية بين الدول العربية والإسلامية، مبينًا أن البنك يضع الدراسات والاقتراحات، من خلال التعاون والتنسيق مع الدول الإسلامية والمؤسسات والمنظمات الدولية، لتيسير التجارة البينية بين البلدان العربية والإسلامية التي لا تتجاوز 10 في المائة حاليًا، فيما الآمال معقودة خلال المرحلة المقبلة القريبة بأن تتجاوز 20 في المائة.
وأشار حجار، في تصريحات صحافية سابقة، إلى أن الوطن العربي يزخر بكثير من المقومات الاقتصادية، من ثروات طبيعية وموارد بشرية وأسواق واسعة ومواقع جغرافية مميزة. إلا أن دول المنطقة لا تزال تواجه عدة تحديات اقتصادية عالمية وإقليمية، مما يستوجب عليها استغلال كل الفرص المتاحة بما يسهم في التخفيف من حدة هذه التحديات، والعمل على الرفع من حجم التجارة البينية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.