أطباء السودان يقررون زيادة أيام الإضراب من يومين لثلاثة أسبوعيًا

قالوا: الوزارة ماطلت في تنفيذ الاتفاقات واعتقالات الأطباء مستمرة

أطباء السودان يقررون زيادة أيام الإضراب من يومين لثلاثة أسبوعيًا
TT

أطباء السودان يقررون زيادة أيام الإضراب من يومين لثلاثة أسبوعيًا

أطباء السودان يقررون زيادة أيام الإضراب من يومين لثلاثة أسبوعيًا

قرر الأطباء السودانيون زيادة أيام الإضراب المبرمج من يومين في الأسبوع إلى ثلاثة أيام، مرجعين قرارهم إلى تجاهل وزارة الصحة لمطالبهم، واستمرار اعتقال عدد منهم، وبطء تنفيذ اتفاقهم السابق مع الوزارة.
وأعلن الأطباء عن إضراب ثانٍ منذ بداية الشهر الحالي، بعد عدة أسابيع من رفعهم لإضراب استمر لثمانية أيام في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقالوا إن الحكومة لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه مع نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن، وبناء عليه قرروا الدخول في إضراب مبرمج عن الحالات الباردة، يستمر يومين من كل أسبوع، بعد أن كانوا قد أضربوا كليا حتى الثالث عشر من الشهر الماضي.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية في نشرة صحافية أمس: «تتابعون ما وقع خلال الفترة الماضية على جموعنا من ظلم واعتقال، كان الهدف منه تقويض الحراك وحرف وجهته، ولكن غاب على من يقومون بذلك أن شوكة الأطباء لا تنكسر».
وأكدت النشرة الصحافية أن الأطباء عازمون على المضي قدما لتحسين الأوضاع الصحية في البلاد، وتوفير المعينات اللازمة لعمل الطبيب، رغم الصعاب التي تواجههم، وتوعدت باستمرار الإضراب حتى تحقيق مطالب الأطباء في المذكرة التي قدموها لنائب الرئيس.
وذكرت النشرة أن اللجنة تشاورت مع لجانها الفرعية وجمعيتها العمومية وقررت زيادة أيام الإضراب المبرمج عن الحالات الباردة إلى ثلاثة أيام في الأسبوع ليصبح أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، بعد أن كان مقصورا على يومي الأربعاء والخميس، على أن يبدأ العمل به منذ يوم غد الثلاثاء، ويستمر لحين الاستجابة لمطالبهم، وذلك في كل مستشفيات البلاد التابعة لوزارة الصحة.
وأوضحت اللجنة أن وزارة الصحة واصلت تجاهل مطالب الأطباء على الرغم من الاتفاق بينها وبين نائب الرئيس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ووفقا لتوجيهات رئاسية، وقالت إن المماطلة في تنفيذ الاتفاق أدت لدخولهم في الإضراب الحالي. وأضافت: «مر نصف الشهر ولا جديد سوى المزيد من التعنت وعدم الجدية في التعامل مع مطالبنا المشروعة».
وأعلن المكتب التنفيذي للجنة أطباء السودان الخميس عن تسمية عدد من أعضائه بمهام قال إن الواقع فرضها لمتطلبات المرحلة، وعينت مكتبا جديدا، يترأسه الدكتور محمد ياسين، والدكتور عمر شاوراب أمينا عاما، والدكتور إبراهيم هجو أمينا للمكتب القانوني، كما أعلنت عن تسمية لجنة ظل، قالت إنها جاهزة للقيام بالمهام المكلفة بها، حال تواصل الاعتقالات بحق المكتب التنفيذي الحالي، أو استدعائهم للتحقيق.
ويعتقل جهاز الأمن السوداني 11 طبيبا من أعضاء اللجنة المركزية واللجان الفرعية، ووجه استدعاءات متكررة لقرابة 57 طبيبا وطبيبة، على خلفية الإضراب.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».