لوح العشرات من أهالي مدينة البندقية الإيطالية بأعلام صفراء وحمراء داكنة وحملوا حقائب فارغة خلال مظاهرة رمزية لتسليط الضوء على الخروج الجماعي لسكان المدينة في وقت تحول فيه حشود السياح المتدفقة عليها الحياة اليومية إلى تحدٍ حقيقي.
وملأت صور الشوارع الضيقة للبندقية المكتظة بالزوار خلال عطلة عيد جميع القديسين الصحف الإيطالية الأسبوع الماضي، مما أجج من جديد الجدل حول سبل الحد من زيارة المدينة من خلال نظام لتقنين الحجز.
واشتكى سكان البندقية منذ فترة طويلة من تزايد صعوبة شراء الأطعمة والمهام اليومية الأخرى، فيما تركز المدينة على الوفاء باحتياجات أكثر من 20 مليون سائح يتدفقون لزيارتها كل عام.
وقال أندريا كاستيلي، الذي يقطن في البندقية: «هذا ليس احتجاجًا ضد السياحة، هذا احتجاج ضد السياسات التي انتهجتها المدينة في هذا الشأن على مدى الأربعين عامًا الماضية».
وأضاف: «لا نريد أن نغادر المدينة، نحن أهلها ونريد أن نعيش فيها، لذلك نطلب من بلدية البندقية مساعدتنا للبقاء في البندقية».
ويقدر سباستيان جورجي، أحد سكان المدينة، أن قاطنيها يقلون بمعدل ألف مغادر في السنة.
ورفع المحتجون في المظاهرة الرمزية لافتة كتب عليها: «دون أهالي البندقية.. لا تطلقوا علي اسم البندقية».
وإضافة إلى الزحام الذي يسببه السياح، يلقي أهالي المدينة باللوم على الوافدين في رفع أسعار المنازل بصورة مبالغ فيها.
وقال أحد السكان ويدعى فيدريكو بيرموتي: «البندقية مدينة هشة.. هشة هيكليًا وماديًا وأيضًا عندما يتعلق الأمر بنسيجها الاجتماعي».
وأضاف: «إذا أضفت ذلك إلى نقص المنازل المتاحة للسكان والزيادة الرهيبة في أماكن الإقامة المعروضة للسائحين، يمكنك أن تفهم أن الموقف لم يعد محتملاً بالنسبة لمن يعيشون هنا».
لماذا يتظاهر أهالي البندقية رغم تدفق ملايين السائحين على مدينتهم؟
لماذا يتظاهر أهالي البندقية رغم تدفق ملايين السائحين على مدينتهم؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة