التغيرات في سوق العقار السعودي تدفع أسعار الفيلات السكنية للهبوط

المخططات الجديدة الأكثر تأثرًا.. وعمر المنشأة أهم العوامل

التغيرات في سوق العقار السعودي تدفع أسعار الفيلات السكنية للهبوط
TT

التغيرات في سوق العقار السعودي تدفع أسعار الفيلات السكنية للهبوط

التغيرات في سوق العقار السعودي تدفع أسعار الفيلات السكنية للهبوط

أدت التغيرات التي شهدها القطاع العقاري السعودي خلال الفترة الأخيرة، خصوصًا بعد فرض رسوم الأراضي البيضاء، إلى نزول أسعار الفيلات السكنية، خصوصًا خلال الربع الأخير من العام الحالي، وذلك بعد سلسلة ارتفاع خلال السنوات الماضية.
ويتأثر انخفاض قيمة الفيلات بحسب المكان والعمر، إلا أن الانخفاض الأكبر كان للفيلات الجديدة ذات الحجم الصغير التي لا تتجاوز مساحتها 325 مترًا مربعًا، إذ تجاوز الانخفاض فيها 20 في المائة، خصوصًا في المشاريع الكبرى التي لم تستطع تصريف عشرات الفيلات منذ سنوات، كما شهدت الفروع العقارية الأخرى مستويات من الانخفاض بحسب عقاريين.
وأشار المستثمر العقاري راشد الهويشل إلى أن السوق العقارية تشهد إعادة تشكيل ابتداء من سعر الأرض، ومرورًا بتكلفة البناء وانتهاءً بسعر البيع، حيث تضمنت سلسلة من الانخفاضات في جميع الخطوات، الأمر الذي انعكس على القيمة النهائية، معتبرًا أن فتح الطريق نحو الانخفاض «أمر إيجابي» بعد زيادة قيمة العقار إلى مستويات كبيرة، لافتًا إلى أن هبوط مؤشر الأرباح ولو بشيء يسير هو إنجاز كبير، خصوصًا أن العقار افتقد النزول منذ أكثر من 8 سنوات.
وتابع الهويشل: «نتحدث هنا بالتحديد عن الفيلات التي لم تشهد أي انخفاض يُذكر منذ سنوات رغم نقص الطلب عليها خلال الأعوام الماضية، وهو ما أدى إلى زيادة كبيرة في المشاريع والالتزامات التي تربط شركات التطوير العقاري بالمقاولين، خصوصًا أن بعض المشاريع منتهية منذ سنوات، ولم يتم بيع أكثر من 30 في المائة منها في ظل التفاوت بين قدرة المشتري وعرض البائع».
وأوضح الهويشل أن ما يحدث للقطاع العقاري هو «نقلة كبيرة» تطوي صفحة من التضخم بدأت في الانحسار، وستكون أكثر قسوة مع بدء دفع رسوم الأراضي البيضاء، وهو الحدث الأكثر تأثيرا في تاريخ العقار المحلي.
وسجل المؤشر العقاري السكني العام انخفاضًا في متوسط قيمته بنسبة 3.4 في المائة، مقارنة بارتفاعه الطفيف خلال الأسبوع الأسبق بنسبة 0.2 في المائة، ليستقر عند 645.7 نقطة. كما سجل المؤشر العام لإجمالي الوحدات السكنية انخفاضًا بنسبة 2.0 في المائة، مقارنة بانخفاضه خلال الأسبوع الأسبق بنسبة 0.2 في المائة، ليستقر مع نهاية الأسبوع الماضي عند 691.4 نقطة، في حين سجل مؤشر أسعار الأراضي السكنية انخفاضًا بلغت نسبته 2.7 في المائة، مقارنة بارتفاعه الطفيف خلال الأسبوع الأسبق بنسبة 0.2 في المائة، ليستقر مع نهاية الأسبوع الماضي عند 627.0 نقطة. إلى ذلك، تحدث عبد الرحمن النجار، الذي يدير مجموعة استشارات عقارية، عن حال السوق من ناحية القيمة، مشيرًا إلى أن هناك ارتباكًا في حركة السيولة نتيجة الضغط الحكومي بالقرارات التاريخية التي ستصب لصالح المواطن عبر خفض الأسعار لتكون في متناول الجميع، وهو ما يحصل الآن، حيث فقدت الفيلات السكنية نحو 20 في المائة من قيمتها بعد ثبات أسعارها طويلاً، ويعتبر بصيص أمل نحو واقع جديد في السوق، إذ إن هذه النسبة كانت شبه مستحيلة خلال الأشهر الستة الماضية فقط، مما يعني أن القطاع العقاري من المتوقع أن يشهد مزيدًا من الانخفاض خلال الفترة المقبلة في ظل تبلور الأسباب المؤدية إلى ذلك، معتبرًا أن الاستجداء بالتمويل العقاري لن يكون مجديًا، خصوصًا أن جوهر الحركة يكمن في قيمة العقار التي تعتبر مرتفعة، وليس في مبلغ التمويل.
وتطرق النجار إلى أن أسعار الفيلات في منطقة الرياض انخفضت، خصوصًا على الأطراف والأحياء الجديدة الواقعة ضمن الحزام الجديد للمدينة، لافتًا إلى أن الحاجة إلى السيولة أثرت على الأسعار بشكل كبير، خصوصًا لمن يضع رأسماله الأكبر في المشاريع القائمة، وهم فئة كبيرة في قطاع الاستثمار العقاري.
وأكد النجار أن الفيلات الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 325 مترًا تضررت بعد موجة الارتفاع، إذ إنها الأكثر رواجًا في المشاريع السكنية.
وكان إجمالي قيمة الصفقات الأسبوعية للسوق العقارية المحلية سجل ارتفاعا بنسبة 12.5 في المائة، مقارنة بانخفاضه للأسبوع الأسبق بنسبة 29.6 في المائة، لتستقر بدورها قيمة صفقات السوق بنهاية الأسبوع الرابع والأربعين من العام الحالي عند مستوى 3.6 مليار ريال (960 مليون دولار)، وهو أدنى من المتوسط العام لقيمة الصفقات للعام الحالي بنسبة 30.3 في المائة.
إلى ذلك، أشار الخبير العقاري ريان الحجاب إلى أن انخفاض القيمة يشمل جميع الفروع العقارية كونها جميعًا تأثرت من الانخفاض الحاصل في الطلب، إلا أن الضغوط كبيرة على الإنشاءات بالتحديد لارتباطها بفترة زمنية معينة، إذ إن المنزل كلما تقدم به العمر نقصت قيمته، وبالتالي انخفض الطلب عليه.
وأضاف الحجاب أن «الضغط الأكبر» يدور في فلك المنازل الجديدة، التي أُنشئت للاستثمار، وهو بنسب أقل في المنازل القديمة أو الأفرع الأخرى، لافتًا إلى أن الأحياء القديمة تعاني أساسًا من الركود، وهو ما أجبر بعض جهات التمويل على زيادة فترة عمر المنشأة للشراء بالآجل، إلا أن ذلك لم يكن مؤثرًا بالشكل المطلوب نظرًا لاختلاف عقلية وثقافة المشتري عمّا كانت عليه، وأن المساحات الصغيرة أصبحت المسيطرة على السوق، وهو ما لا توفره المباني القديمة التي تشتهر بمساحتها الشاسعة غير المستغَلَّة.
وعلى مستوى عدد العقارات السكنية المبيعة خلال أسبوع، سجلت العقارات ارتفاعًا بلغت نسبته 25.3 في المائة، مقارنة بانخفاضها خلال الأسبوع الأسبق بنسبة 30.0 في المائة، لتستقر مع نهاية الأسبوع عند مستوى 3139 عقارًا مبيعًا. وشهدت جميع مبيعات العقارات الأخرى بمختلف أنواعها ارتفاعات أسبوعية، باستثناء العمائر السكنية التي سجلت انخفاضا بنسبة 22.2 في المائة.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.