ساوثغيت: تدريب المنتخب الأول ليس التجربة الأصعب في مسيرتي

مدرب إنجلترا المؤقت يؤكد ضرورة تحلي المدير الفني بالصدق وإلا فقد اللاعبون ثقتهم به

المنتخب الإنجليزي تحت 21 عامًا يفوز بدورة تولون الدولية الصيف الماضي تحت قيادة ساوثغيت («الشرق الأوسط»)
المنتخب الإنجليزي تحت 21 عامًا يفوز بدورة تولون الدولية الصيف الماضي تحت قيادة ساوثغيت («الشرق الأوسط»)
TT

ساوثغيت: تدريب المنتخب الأول ليس التجربة الأصعب في مسيرتي

المنتخب الإنجليزي تحت 21 عامًا يفوز بدورة تولون الدولية الصيف الماضي تحت قيادة ساوثغيت («الشرق الأوسط»)
المنتخب الإنجليزي تحت 21 عامًا يفوز بدورة تولون الدولية الصيف الماضي تحت قيادة ساوثغيت («الشرق الأوسط»)

ربما كان المدرب المؤقت للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت حديث العهد بتدريب الفريق الأول على الصعيد الدولي، لكن في الوقت الذي يستعد فيه للنصف الثاني من مهمة تتمثل في مجملها من أربع مباريات يضطلع خلالها بدور اكتشف أنه يستمتع به أكثر مما توقع، يعترف المدرب المؤقت بأن ثمة مخاوف تساوره حيال إمكانية أن تتكبد إنجلترا ثمنًا باهظًا جراء عدم خوضها مباراة كبرى خلال بطولة «يورو 2016».
كان ساوثغيت قد ورث المنتخب الأول بالتشكيل الذي اختاره سام ألاردايس مع توليه مسؤولية التدريب في سبتمبر (أيلول) الماضي. وبعد أن أعلن المدرب المؤقت للمنتخب مساء الأحد عن تشكيل الفريق الذي سيواجه اسكوتلندا وإسبانيا. بعد ذلك، يرمي ساوثغيت لتوسيع نطاق دائرة القيادة بهدف الإسهام في تنمية مواهب قادرة على تحمل قدر أكبر من المسؤولية، وتجنب التعرض لحالة الجمود التي كبدت المنتخب تحت قيادة روي هودجسون ثمنًا فادحًا أمام أيسلندا في فرنسا.
وقال في تصريحات أمام طلاب صحافة كرة القدم بجامعة ديربي، هذا الأسبوع: «من بين المخاوف التي كانت لدي حيال الفريق ومشاركاته خلال الصيف أنه لم يخض الكثير من المباريات الكبرى. وقد يرى البعض أن مباراة أيسلندا لم تكن من المباريات الكبرى، لكن الحقيقة أن أية مباراة تخوضها إنجلترا في إطار بطولة كبرى، تشكل ضغطًا كبيرًا على الفريق». وأضاف: «إذا نظرت إلى الفريق منذ 10 أعوام، ستجد أنه كان يضم في صفوفه لاعبين أمثال تيري وفرديناند وبيكام ولامبارد وجيرارد وآشلي كول. وكانوا يشاركون جميعًا في التشكيل الأساسي في لقاءات الدور قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا، وتميزوا جميعًا بخبرة كبيرة في البطولات الكبرى».
وأضاف: «وإذا نظرت إلى لاعبي إسبانيا وألمانيا، ستجد أنهم يتمتعون بخبرة دولية هائلة، علاوة على أن معظم لاعبي المنتخب من مدريد وبرشلونة ينافسون في دوري الدرجة الأولى الإسباني كل عام ودوري أبطال أوروبا ويخوضون مباريات تتسم بقدر هائل من الضغوط. وعليه، أعمل الآن على بناء رصيد من الخبرة والثقة». وأردف موضحًا: «معظم لاعبي فريقنا الصيف الماضي لم يعايشوا مثل هذه المواقف. ولا يمكن اكتساب بعض من هذا الأمر إلا من خلال الخبرة. ورغم قسوة بعض التجارب بالنسبة للجميع، وقد سبق وأن خضت تجارب قاسية من جانبي كلاعب بالمنتخب الإنجليزي، فإن مثل هذه التجارب تزيدك قوة وتدفعك للمضي قدمًا».
من ناحية أخرى، يحق لساوثغيت تمامًا القلق بشأن مستقبله بعدما جرى تكليفه بمهمة تولي تدريب المنتخب خلال المباريات الأربع الأخيرة له لهذا العام في أعقاب رحيل ألاردايس الدرامي، لكن خبرته السابقة بمجال رعاية المواهب الناشئة على المستوى الوطني حتى منتخب دون الـ21 على مدار الأعوام الخمس الماضية تعني أن أنظاره تتركز بدرجة أكبر على تنمية المواهب التي تحتاجها البلاد.
ولا شك أن تحقيق فوز مدوٍ على اسكوتلندا في تصفيات أوروبا المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 على استاد ويمبلي بعد غد الجمعة ثم تقديم أداء جيد أمام المنتخب الإسباني خلال المباراة الودية بعد أربعة أيام، ليؤكد أن ساوثغيت سيتلقى عرضًا رسميًا لتولي تدريب المنتخب بشكل دائم. إلا أنه من الواضح أن جل اهتمام ساوثغيت منصب على تنمية مهارات اللاعبين، وليس على مسيرته الشخصية.
ويسعى ساوثغيت إلى تخفيف عبء القيادة من على كاهل واين روني وتنمية زمرة قيادية بين صفوف اللاعبين. وخلال المقابلة التي أجريت معه، بدا ساوثغيت البالغ من العمر46 عامًا والذي سبق له الفوز مع منتخب بلاده كلاعب في 57 مباراة، في حالة هدوء واسترخاء، وانطلق يشرح تجاربه خلال فترة توليه مسؤولية تدريب منتخب دون الـ21 عاما والذي فاز بدورة تولون الدولية في الصيف، وكيف أن بإمكانها معاونته في تدريب الفريق الكبير. وكان من شأن التوجه الذي اتبعه ساوثغيت على هذا الصعيد الإسراع من وتيرة تقدم لاعبين مثل حارس مرمى ستوك سيتي، جاك بوتلاند. ومهاجم توتنهام، هاري كين.
وقال المدرب المؤقت: «مع منتخب أقل من 21 عامًا، حاولنا تنمية المهارات القيادية لدى أكبر عدد ممكن من اللاعبين، وتضمن ذلك تكليف اللاعبين بأكبر قدر ممكن من المسؤوليات»، مستطردًا بأنه: «أعتقد أن واين تحمل عبئًا مفرطًا فيما يخص القيادة». وشرح بأنه: «من خلال أمور صغيرة مثل إشراك لاعبين مختلفين في المؤتمرات الصحافية في الليالي السابقة لانعقاد المباريات، مثلما فعلنا مع ثيو والكوت المرة الأخيرة، ننجح في دفع اللاعبين إلى المشاركة في تجارب خارج إطار المجالات التي اعتادوها. وعندما نعمل في إطار ورش عمل أو أية جلسات أخرى، نحرص على تكليف لاعبين مختلفين بمهام قيادة المجموعة لضمان حديث لاعبين مختلفين علانية».
وخلال حديثه أمام طلاب جامعة ديربي، أوضح ساوثغيت أن: «اللاعبين يشبهونكم تمامًا، فمسألة الحديث أمام أقرانك ليست دومًا بالأمر السهل. ومن خلال إقحامهم في مواقف لا يشعرون في إطارها بالارتياح، داخل وخارج ملعب التدريب، يصبح بمقدورنا معاونتهم على المضي قدمًا وتحمل المسؤولية». وشرح أنه: «مع منتخب تحت الـ21 عاما، لدينا مجموعة قيادية تتألف من خمسة أو ستة لاعبين يتناوبون فيما بينهم على الاضطلاع بمهام مثل تلك وفي نهاية الأمر يبدأون في إقرار المعايير أمام باقي أفراد المجموعة. وإذا تأخر لاعب ما عن التدريب، أو جلسات استعادة اللياقة البدنية، كانت مهمة توبيخه تعود إلى جناح ساوثهامبتون ناثان ريدموند أو لاعب خط وسط ساوثهامبتون جيمس وارد براوس، وليس لي كمدرب».
وأضاف: «أعتقد أن الفريق بوجه عام يكتسب قوة أكبر لدى اضطلاع اللاعبين بهذه المهام - كما أنه يزيح عن كاهلي الكثير من اللغط! إننا نرغب في لاعبين قادرين على التصدي للمسؤولية داخل الملعب. وعليه، فإننا إذا لم نحملهم مسؤوليات بصورة يومية خارج الملعب، سيكون من الصعب للغاية عليهم أن يتحملوا المسؤولية داخل الملعب».
كما أبدى ساوثغيت إيمانه بأهمية تعزيز العلاقة بين المدرب واللاعبين بأقصى درجة ممكنة على نحو يقوم على الصدق، باعتبار أنها تسهم في تحسين مستوى أداء الفريق. وأعرب عن اعتقاده بأنه من خلال توفير معلومات وتوجيهات صادقة وأمينة، بدلا عن التوجيهات السطحية أو الأكاذيب، يتمكن المدرب من إظهار اهتمامه باللاعب، ويسهم في تطور أداء الفريق ككل. وقال: «لطالما اعتقدت لدى التعامل مع منتخب تحت 21 عامًا أنه من المفيد عقد محادثة صادقة مع اللاعب. مثلا، كنت أقول لأحدهم: «أنت مشارك بالتشكيل الأساسي ونعتقد أنك بحاجة للعمل على تنمية نقاط بعينها في أدائك» أو «أنت جزء من الفريق، لكن انتقالك إلى التشكيل الأساسي يتطلب منك أن تحسن مستواك على الأصعدة التالية»، أو «أنت جزء من التشكيل الأساسي ولكي تضمن الاحتفاظ بمكانك عليك الارتقاء بأدائك إلى مستوى المباريات». واستطرد ساوثغيت: «أعتقد أن التعليق على الأداء أمر مهم للغاية بالنسبة للاعبين، وأعتقد كذلك أنهم يقدرون للغاية المحادثات التي يجريها المدرب مع كل منهم على حدة، ويجب أن تتميز هذه المحادثات بالصدق. ولا أجد منفعة حقيقية من أن يقول المدرب للاعب ما: «أنت غير محظوظ لأنك لم تشارك»، فمثل هذا القول لا يحمل قيمة حقيقية، فأنت هنا لا تقدم للاعب نصيحة واضحة يمكنه العمل على أساسها».
وأردف بقوله: «لذا أعتقد أنه من المهم أن يكون المدرب محددًا في حديثه. كما أن اللاعبين من جانبهم أذكياء وإذا ما أخبرتهم بشيء لا يعتقدون في صحته أو مر أسبوعان مثلا واتضح خطؤه، سيفقدون الثقة بك والإيمان بقدراتك. وأحيانًا تنطوي مثل هذه المحادثات على قدر بالغ من الصعوبة لأنك تضطر في نهاية الأمر إلى استبعاد لاعبين من التشكيل الأساسي، لكن أعتقد أنك كمدرب مدين لهم بالحديث إليهم بصراحة».
بوجه عام، يبدي ساوثغيت إيمانًا كبيرًا بتنمية اللاعبين والفرق على المدى الطويل. كما أنه يبدي عزمه على الاستمتاع باللحظة التي يعيشها في الحاضر، ويرى في مسألة تولي مهمة تدريب المنتخب الوطني مسؤولية تحمل ضغط هائل، لكن في الوقت ذاته تخفي وراءها فرصًا عظيمة. وفي هذا الصدد، أكد: «لقد قررت أنه رغم كون هذه المهمة مسؤولية كبرى فإننا سنستمتع بها لأنني لا أرى منطقا وراء خوض تجربة ما والتعامل معها كعبء على كاهل المرء. وأعتقد أن هذا أمر مهم بالنسبة للاعبين أيضا، فمع بالغ احترامي ستشهد البلاد عقد مباريات في الأدوار الأدنى من الدوري، في الوقت الذي سنخوض نحن مواجهات أمام اسكوتلندا وإسبانيا على استاد ويمبلي في العالم الحقيقي لكرة القدم، وهذا أمر مثير للغاية في حد ذاته، أليس كذلك؟»
ومن الواضح أن مهمة تدريب المنتخب الوطني ليست التجربة الأصعب من حيث حجم الضغوط التي تنطوي عليها بالنسبة لساوثغيت، رغم كل ما يحيط بها من اهتمام عام ودعاية، ذلك أن المدرب المؤقت للمنتخب سبق وأن وجد نفسه مدفوعًا لتدريب ميدلسبره في سن الـ35، لدى رحيل ستيف مكلارين عن النادي لتولي مسؤولية تدريب المنتخب الإنجليزي. ويرى ساوثغيت أن تلك تشكل «التجربة التي تحمل الضغط العصبي الأكبر في حياتي.. ومع أن كثافة الضغوط المصاحبة لمهمة تدريب المنتخب الإنجليزي مختلفة بالتأكيد، فإنني أعتقد أنك في نهاية الأمر من يقرر حجم الضغوط الحقيقية على عاتقك».
ورغم هبوط ميدلسبره بعد قضائه عامين في منتصف جدول ترتيب أندية الدوري، وإخفاق منتخب إنجلترا في الصعود لدور قبل النهائي من البطولة الأوروبية لأقل من 21 عامًا العام الماضي، فإن ذلك لم يفلح في التعتيم على رؤية ساوثغيت فيما يخص الأسلوب الذي ينبغي من خلاله خوض المباريات. ويطرح ساوثغيت رؤية برغماتية فيما يتعلق بكيفية تعامل إنجلترا مع بطولة كأس العالم لعام 2018 المقرر عقدها في روسيا.
ويؤكد ساوثغيت أن المنتخبات الإنجليزية بدءًا من أقل من 16 عامًا وصولا إلى دون الـ21، والتي تولى مسؤولية الإشراف عليها، لا تقل كفاءة في أدائها عن أي منتخبات أخرى. والآن، وفي ظل التقدم الذي تحققه إنجلترا في إتقان الاستحواذ على الكرة، فإن التحدي القادم أمامها يتمثل في التحلي بقدر أكبر من الصلابة الذهنية وتنمية القدرة على التكيف مع معطيات أي موقف يستجد داخل الملعب. ويعيدنا ذلك إلى فكرة تحمل لاعبي المنتخب المسؤولية والقدرة الجماعية على تنفيذ خطة اللعب في ظل ضغوط. والمؤكد أن ذلك سيستغرق بعض الوقت. وأوضح ساوثغيت أنه ما من أحد يمكنه إنكار المهارات الفنية لدى ديلي ألي وروس باركلي وجاك ويلشير وكين وجون ستونز وآخرين، لكن المنتخب الإنجليزي بحاجة إلى صقل هذه المهارات والعمل في الوقت ذاته على تعزيز الصلابة الذهنية لدى هؤلاء اللاعبين.
وقال: «ربما تتمكن من المشاركة في بطولة أوروبية، مثلما فعلت البرتغال، وشق طريقك عبرها. لقد نجحوا في الوصول إلى أسلوب مختلف لتحقيق الفوز، وربما هذا ما سنحتاجه لتحقيق نجاح فوري قصير الأمد لأنني لا أعتقد أن بإمكاننا أن نصبح المنتخب الأول عالميًا في غضون سنوات قلائل بالنظر إلى أعمار لاعبينا. لذا علينا التحلي بحرص شديد في الأساليب التي نتبعها نحو الوصول إلى الفوز».
واستعاد المنتخب الإنجليزي إلى صفوفه اللاعب جاك ويلشير استعدادا للمباراة المقررة أمام المنتخب الاسكوتلندي في تصفيات أوروبا المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 وكذلك المباراة الودية المقررة أمام المنتخب الإسباني. واستدعى ساوثغيت ويلشير لاعب وسط آرسنال سابقا ونجم بورنموث حاليا ضمن القائمة التي أعلنها استعدادا للمباراتين والتي ضمت 25 لاعبا. كما ضمت القائمة هاري كين مهاجم توتنهام الذي استعاد مستواه ولياقته بعد التعافي من الإصابة. كما استدعى ساوثغيت اللاعبين آدم لالانا ورحيم ستيرلنغ وناتانيال كلاين الذين غابوا عن المباراتين السابقتين للمنتخب الإنجليزي في التصفيات بسبب الإصابات.
وقال ساوثغيت: «على مدار الأسابيع القليلة الماضية، تابعنا أكبر قدر ممكن من المباريات وراقبنا جميع اللاعبين». وأضاف: «هناك بعض اللاعبين الذين لم يوجدوا معنا في الفترة الماضية بسبب الإصابة وأصبحوا الآن بمستويات تضعهم في إطار الفريق مثل ناتانيال كلاين وآدم لالانا ورحيم ستيرلنغ. من الجيد أن نستعيدهم إلى صفوف الفريق». وأوضح: «وهكذا هاري كين. أجرينا مناقشات جيدة مع العديد من الأندية في الأسابيع القليلة الماضية، وكان توتنهام متعاونا بشكل رائع فيما يخص انضمام هاري كين لصفوف المنتخب الإنجليزي. أمتن كثيرا لماوريسيو بوكيتينو المدير الفني لتوتنهام على هذا». وأكد ساوثغيت أن ويلشير استحق العودة لصفوف الفريق. وأوضح: «بالطبع، جاك ويلشير لاعب نشعر بأن مستواه رائع وأصبح باستطاعته الآن اللعب لمدة 90 دقيقة. من الجيد أن نستعيده إلى صفوف الفريق». ويلتقي المنتخب الإنجليزي نظيره الاسكوتلندي يوم الجمعة المقبل ثم يلتقي نظيره الإسباني وديا يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل.
وضمت القائمة التي أعلنها ساوثغيت: لحراسة المرمى: فريزر فورستر وجو هارت وتوم هيتون. وللدفاع: رايان برتراند وغاري كاهيل وناتانيال كلاين وفيل جاجليكا ومايكل كين وداني روز وجون ستونز وكايل والكر. وللوسط: إيريك داير وداني درينكووتر وجوردن هيندرسون وجاك ويلشير وآدم لالانا وجيسي لينغارد وواين روني ورحيم ستيرلنغ وأندروس تاونسيند وثيو والكوت.
وللهجوم: هاري كين وماركوس راشقورد ودانيال ستوريدج وجيمي فاردي.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».