رئيس الحكومة التونسية يبحث الملف الاقتصادي والأمني في زيارته إلى باريس

رئيس الحكومة التونسية يبحث الملف الاقتصادي والأمني في زيارته إلى باريس
TT

رئيس الحكومة التونسية يبحث الملف الاقتصادي والأمني في زيارته إلى باريس

رئيس الحكومة التونسية يبحث الملف الاقتصادي والأمني في زيارته إلى باريس

تنصب محادثات رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، على الملفين الاقتصادي والأمني، عندما يبدأ زيارة رسمية إلى باريس غدًا (الأربعاء) تستمر حتى بعد غد (الخميس)، بدعوة من نظيره الفرنسي مانويل فالس.
ويرافق رئيس الحكومة التونسية وفد يضم بالخصوص وزراء السياحة والصناعات التقليدية والتنمية والاستثمار والتعاون الدولي وعدد آخر من المسؤولين، بحسب ما جاء في بيان من رئاسة الحكومة.
وهذه الزيارة الأولى لرئيس الحكومة إلى باريس، الشريك الاقتصادي والتجاري الأوروبي الأول لتونس، منذ توليه منصبه في أغسطس (آب) الماضي، والثانية خارج البلاد بعد زيارته الأولى إلى الجزائر في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتأتي الزيارة قبل أسابيع قليلة من موعد المؤتمر الدولي للاستثمار، الذي تنظمه تونس يومي 29 و30 من الشهر الحالي، لإنعاش اقتصادها المتعثر.
ويلتقي الشاهد خلال الزيارة رئيس الجمهورية الفرنسية فرنسوا هولاند والوزير الأول مانويل فالس ورئيس الجمعية الفرنسية كلود بارتولون ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه.
وقالت الخارجية التونسية إن المحادثات مع المسؤولين الفرنسيين ستركز على مسائل متعلقة بالدفاع والأمن وتحويل جزء من الديون التونسية إلى مشاريع تنموية، فضلاً عن برامج التعاون الجامعي والبحث العلمي.
ويلقي الشاهد محاضرة بمعهد العلوم السياسية بباريس، كما يقام على شرفه لقاء يحضره عدد من رجال الأعمال الفرنسيين بمنظمة أرباب العمل الفرنسية يتقدمهم رئيس المنظمة.
ويعيش في فرنسا أكبر جالية تونسية في الخارج، إذ يقدر عددها بأكثر من 700 ألف شخص، بينما يعيش في تونس قرابة 23 ألف فرنسي.
وتعمل في تونس، بحسب أرقام رسمية، 1349 شركة فرنسية، أي ما يشكل قرابة 40 في المائة من إجمالي المؤسسات الأجنبية المستثمرة في تونس، بحجم استثمار يبلغ 3 مليارات دينار تونسي.
كما تمثل فرنسا إحدى الأسواق السياحية الرئيسية لتونس، لكنها شهدت تراجعًا منذ أحداث الثورة عام 2011.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.