يقف قانون أصدره الاتحاد السعودي لكرة القدم العام الماضي (حائلا) أمام تعاقد أي ناد سعودي مع المدرب البرازيلي هيلو أنغوس لمدة عامين مقبلين، بعد فسخ عقده «من طرف واحد» مع إدارة نادي الفيصلي، بعد أن أعلن المدرب عن استقالته عن تدريب الفريق على إثر الخسارة التي تلقاها ضد الشباب في الجولة الثامنة من الدوري السعودي للمحترفين.
ومع توارد الأنباء عن وصول المدرب البرازيلي للمنطقة الشرقية، مساء أمس، للقاء مسؤولين في نادي القادسية تحديدا وبحث إمكانية التعاقد مع النادي، فإن هذا القانون سيجعل النادي الذي يتعاقد معه يتحمل الجزاءات المالية وغيرها من الدواعي الناتجة كحال المدرب نفسه الذي سيكون عليه التزام مالي كبير تجاه ناديه الفيصلي، من بينه استرداد مقدم العقد ورواتب وغيرها عدا تحمل تكاليف لاعبين أجانب تم جلبهم بناء على طلبه وتحت مسؤوليته.
وأكد عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد لـ«الشرق الأوسط» أن هذا القرار اعتمد العام الماضي وينص على أن «أي مدرب يستقيل من ناديه دون قبول استقالته من النادي المتضرر (أي الاستقالة من طرف واحد) فإن هذا المدرب يمنع من التعاقد مع أي ناد آخر داخل السعودية لمدة لا تقل عن عامين وذلك بهدف الحفاظ على التنافس الشريف وعدم قيام أندية مقتدرة على افتعال أزمات في أندية أخرى مما يتسبب في مشكلات لا يمكن أن يكون لها سوى الأثر السلبي على المنافسات الكروية السعودية».
وبين المعيبد أن هناك اختلافا كبيرا بين إقالة المدرب من جانب إدارة ناديه وبين استقالته، ولكن هناك أمور يمكن أن يتم التفصيل فيها، من بينها أن يكون هناك موافقة، من ناديه السابق بعد استقالته، على أن يدرب ناديا آخر وهذا يعتبر احتمالا ضعيفا جدا، لأن المنطق يقول إنه ليس من السهولة أن تتنازل أي إدارة ناد عن تضرر ناديها ماديا ومعنويا في مثل هذه القضايا.
وقال إن ما عزز اتخاذ هذا القرار من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم هو ما حصل قبل عامين بين هجر والفتح في قضية المدرب التونسي ناصيف البياوي، الذي استقال من هجر، وبعد جولات قليلة من الدوري السعودي للمحترفين وقع لنادي الفتح مما ألحق أضرارا بفريق هجر وهو يلعب بالدرجة نفسها التي فيها جاره الفتح.
من جانبه، قال رئيس نادي الفيصلي، فهد المدلج، إن إدارة ناديه لم توافق مبدئيا على الاستقالة من طرف واحد من قبل أنغوس، وإنها لن تسكت عن حقها في هذا الموضوع في حال أصر المدرب على الرحيل، حيث إن هناك مقدم عقد وشروطا جزائية ولاعبين وقع معهم النادي تحت مسؤولية المدرب وعليه أولا أن يتحمل كل المبالغ التي تكبدها النادي قبل قبول استقالته إذا أصر عليها.
وبين أن مجلس الإدارة لم يحسم موضوع الموافقة أو رفض الاستقالة ولكن في كل الأحوال لن يكون قابلا بأن يتضرر النادي من خلال رحيل أنغوس وتوقيعه لناد آخر، وهناك قانون في الاتحاد السعودي بهذا الخصوص بعدم تنقل المدربين في الأندية في حال كانت الاستقالة من طرف المدرب ودون موافقة النادي وهذا يعني أن موقف الفيصلي قوي في هذا الموضوع.
يذكر أن المدلج كان قد كشف في تصريح سابق «قبل انطلاق الموسم» عن الأسباب وراء التعاقد مع المدرب البرازيلي أنغوس لقيادة الفريق خلفا للمدرب السابق ليفيو كيوباترو. وأوضح أن ما قدمه هذا المدرب مع نجران من تصحيح وضع الفريق وجعله فريقا مقاتلا حتى النهاية وقربه من اللاعبين وأسلوبه التحفيزي جعله محط أنظار إدارة الفيصلي.
يذكر أن أنغوس خلال مسيرته التدريبية الممتدة إلى 31 عامًا خاض خلالها 39 محطة تدريبية، كانت محطته الأبرز مع المنتخب السعودي بديلاً عن البرازيلي ماركوس باكيتا الذي أقيل بعد الخروج من خليجي 18 في الإمارات.
وكان أمام أنغوس منتخب جريح خرج من كأس الخليج وسيخوض غمار أمم آسيا بذكرى تجربة 2004 المؤلمة التي خرج فيها المنتخب السعودي من دور المجموعات.
ووصل أنغوس إلى النضج التدريبي، حيث كانت تجاربه السابقة محاولة إنقاذ أندية من الهبوط أو تحسين مراكزها، الآن أمامه الفرصة لملامسة الذهب.
ولم تستمر تجربته مع المنتخب السعودي طويلا إذ عاد إلى البرازيل ليعمل عامين ثم يعود مرة أخرى إلى الخليج عبر النصر الإماراتي، عام وحيد وبعد ذلك رحل أنغوس الذي كان يحاول دائمًا صناعة الأمل للأندية المحبطة، فكان دائمًا ما ينقذ أندية من الهبوط ويحسن ترتيبها في سلم الدوري، ولم يحقق دوريات وكؤوسا حقيقية، بل مجرد دوريات مناطق تأهيلية، ورغم ذلك لم ييأس.
وبعد رحيله عن السعودية عام 2008 عاد إليها في نهاية 2015. حيث أعلن نادي نجران تعاقده مع المدرب البرازيلي لنهاية الموسم من أجل إنقاذ الفريق من الهبوط.
وجاء الحارس السابق إلى نجران الذي يخوض مبارياته في جدة، نظرا للظروف في جنوب المملكة، فكانت محصلته في الدوري 8 نقاط من 13 مباراة، فحقق في لقائه الثالث انتصارا على بطل الدوري السابق النصر بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، وخسر من الشباب بصعوبة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وفاز على بطل الدوري الأهلي في أرضه بهدفين مقابل هدف.
وقبل الجولة الأخيرة تقدم نجران في مباراته الحاسمة أمام الرائد بثلاثة أهداف مقابل هدف، إلا أن الرائد استطاع تحقيق التعادل في الدقيقة الأخيرة من المباراة ليعلن هبوط نجران إلى الدرجة الثانية، وينتهي مشوار أنغوس بشكل حزين.
قانون {التنافس الشريف} يحرم أنغوس من الملاعب السعودية عامين
المعيبد قال إن استقالته من الفيصلي ستحرمه التعاقد مع ناد آخر
قانون {التنافس الشريف} يحرم أنغوس من الملاعب السعودية عامين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة