الناخب الأميركي محبط من الحملات الانتخابية

وصفت بالقبيحة.. وستلقي بظلالها على ولاية الرئيس الجديد

ناخبو هيلاري كلينتون في فعالية انتخابية بنورث كارولينا أول من أمس («واشنطن بوست»)
ناخبو هيلاري كلينتون في فعالية انتخابية بنورث كارولينا أول من أمس («واشنطن بوست»)
TT

الناخب الأميركي محبط من الحملات الانتخابية

ناخبو هيلاري كلينتون في فعالية انتخابية بنورث كارولينا أول من أمس («واشنطن بوست»)
ناخبو هيلاري كلينتون في فعالية انتخابية بنورث كارولينا أول من أمس («واشنطن بوست»)

تشعر الأغلبية العظمى من الناخبين الأميركيين بالاشمئزاز حيال السياسات الأميركية الحالية، ويشكك كثير منهم في إمكانية أي من مرشحي الحزبين الكبيرين لإعادة توحيد كلمة البلاد بعد حملة الانتخابات الرئاسية القبيحة، التي لم يشهد تاريخ البلاد مثيلا لها من قبل، وذلك وفقا لآخر استطلاع رأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي بي إس» الإخبارية، قبل الانتخابات الرئاسية.
وفي استعراض قاتم لمشاعر الاستياء الواضحة، والتي قد تلقي بظلالها على بداية ولاية الرئيس الأميركي الجديد، يعتقد أغلبية الناخبين من المشاركين في استطلاع الرأي، أن هيلاري كلينتون ودونالد ترامب من غير المرجح لهما النجاح في توحيد كلمة البلاد، بعد موسم الانتخابات المرير والسيئ للغاية.
حيث قال 8 من كل 10 ناخبين، إن الحملة الانتخابية تركتهم مرتبكين، بدلا من أن يكونوا متحمسين، والعداء الشديد والمتصاعد بين الحزبين أصبح يهدد المرشح المنتصر في نهاية المطاف. ويصف الناخبون هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، بأنهما غير أمينين وغير شريفين، وغير مرغوب فيهما من جانب أغلبية الناخبين.
وعلى الرغم من أن نقاط تقدمها قد ضاقت منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، فإن كلينتون لا تزال تتمتع بميزة في استطلاع الرأي، بسبب شعبيتها العالية بين النساء والناخبين من غير البيض. فهي تتمتع بدعم وتأييد 45 في المائة من الناخبين المحتملين، بينما يحظى السيد ترامب بتأييد 42 في المائة منهم فقط. وتراجع غاري جونسون، المرشح الليبرالي، إلى نسبة 5 في المائة فقط، وحققت جيل شتاين، مرشحة حزب الخضر نسبة 4 في المائة فقط.
وإذا فازت كلينتون، فسوف تدخل إلى البيت الأبيض لتواجه تحديات حكومية عاجلة، ليست فقط من جانب الشريحة الحزبية العميقة الحاكمة في واشنطن، ولكن من جانب عدد كبير من مؤيدي ترامب أيضا، الذين يقولون إنهم غير مستعدين لقبول نتائج الانتخابات.
وبعد أسابيع من اتهامات ترامب بحدوث تلاعب في الانتخابات، فإن كل 6 من أصل 10 من أنصاره يقولون إنهم سوف يقبلون النتائج ويعتبرونها مشروعة إذا ما خسر في الانتخابات. وأكثر من ربع أنصار ترامب يقولون إنهم من غير المرجح أن يتقبلوا نتائج الانتخابات، إذا أعلن عن فوز كلينتون. وهناك 40 في المائة منهم يقولون إنهم لديهم ثقة قليلة أو منعدمة في حساب أصوات الناخبين الأميركيين بطريقة منصفة.
والغضب الجمهوري غير موجه نحو كلينتون بمفردها أو ضد العملية الانتخابية فحسب. حيث يقول أكبر عدد من الناخبين الجمهوريين إن ترشح ترامب كان من سوء حظ الحزب الكبير بقدر ما كانوا يعتقدون أن حملته الانتخابية كانت إيجابية بالنسبة لصالح الحزب الجمهوري في أول الأمر، وهي حالة الانقسام الاستثنائية حول حامل لواء الحزب في عشية الانتخابات الرئاسية.
وفي خضم التوقعات بأن يواجه الجمهوريون احتمال الخسارة الرئاسية الثالثة على التوالي، فإن الناخبين الجمهوريين يقرون وبأغلبية ساحقة بأن الحزب يعاني بالفعل من الانقسامات: 85 في المائة من الناخبين الجمهوريين قالوا إن الحزب منقسم على نفسه، و14 في المائة فقط قالوا إن الحزب متحد.
ولكن الجمهوريين لم يفلحوا في الاتفاق حتى على تحديد المسؤول عن ذلك الانقسام، ولذلك فإنهم يعتقدون وإلى حد كبير أن ترامب كان السبب في ذلك الانقسام، وفقا لبعض المقابلات الشخصية اللاحقة.
وقالت شيلا فاغنر (79 عاما) وهي ناخبة مؤيدة للحزب الجمهوري من مدينة ريدموند بولاية واشنطن: «أعتقد أن دونالد ترامب قد نجح تماما في تقسيم الحزب»، وقالت عن ذلك: «عندما أعلن عن ترشحه في الانتخابات للمرة الأولى، اعتقدت أنها مزحة من جانبه. ولم أصدق أبدا أن هناك من يحبونه أو يفضلونه». ومع ذلك فهناك جمهوريون آخرون يشيرون بأصابع الاتهام إلى الجمهوريين الذين رفضوا دعم ترامب.
وتقول نورا راينهارت (66 عاما)، وهي مزارعة من مدينة هولت بولاية ميسوري: «إن المدرسة القديمة، وخصوصا آل بوش، والناس الذين كانوا هناك في الحزب منذ فترات طويلة، لا يؤيدون ترامب، ويخلق هذا الموقف الانقسام الرهيب. وبعض الجمهوريين، وبسبب التصريحات التي أدلى بها ترامب، والتي أقول إنها غير مألوفة وغير صحيحة من الناحية السياسية، وجدوا أنهم ليس بإمكانهم تأييده، رغم اعتقادي أن هؤلاء الناس يجمعون آراءهم حول هذه النقطة». وأضافت أنها كانت تؤيد ترامب بسبب أنها كانت توافق على مواقفه السياسية.
وبصرف النظر عن أسبابهم، وعلى الرغم من الكثيرين الذين يعتقدون أن ترامب أضر بالحزب كثيرا، فإن أكثر من 8 من أصل كل 10 ناخبين يؤيدون خطى مرشحهم الجمهوري.
أجري استطلاع الرأي الهاتفي مع 1333 مواطنا من الناخبين المسجلين بين 28 أكتوبر وحتى الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، عبر الهواتف الخلوية والخطوط الأرضية. وهامش الخطأ في العينة هو زائد أو ناقص 3 نقاط مئوية للناخبين كافة.
أكثر من 22 مليون مواطن أميركي قد أدلوا بأصواتهم بالفعل عندما أجري استطلاع الرأي، وتقريبا واحد من كل 5 ناخبين من المشاركين قالوا إنهم قد صوتوا بالفعل.
وأظهر متوسط استطلاع الرأي الوطني ارتفاعا في تأييد كلينتون في منتصف أكتوبر، بعد الإفراج عن تسجيل صوتي من برنامج «الوصول إلى هوليوود» من عام 2005، والذي تحدث فيه ترامب بصورة فجة عن المرأة. كما ظهرت نساء من ماضيه خلال الأسابيع التالية يوجهن إليه الاتهامات بالتحرش الجنسي القسري، مما أدى إلى هبوط ملحوظ في مستويات تأييده.
ولكن بعد أسابيع قليلة عاصفة، تعافت مستويات التأييد بين أنصار ترامب، فهناك 52 في المائة الآن يقولون إنهم متحمسون للغاية للتصويت له. واستقرت مستويات التأييد لكلينتون منذ سبتمبر الماضي عند نسبة 47 في المائة من الناخبين، الذين يقولون إنهم متحمسون للغاية للتصويت لأجلها.
وتتميز كلينتون بـ14 نقطة متقدمة عن منافسها بين جموع النساء الناخبات، بينما يتقدم ترامب بين جموع الرجال الناخبين بـ11 نقطة متقدمة فقط. وتساوت النقاط الخاصة بالنساء البيض اللاتي أيدن المرشحين الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الثلاثة الماضية.
كما أن هناك انقسام طبقي واسع النطاق، حيث حصلت كلينتون على تأييد 48 في المائة من البيض من أصحاب المؤهلات العليا – وهي الشريحة الناخبة التي كانت تصوت للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة على الدوام – بينما يؤيد ترامب منهم نسبة 41 في المائة فقط. ولكن ترامب حصل على نسبة 55 في المائة من الناخبين البيض من غير حملة المؤهلات العليا، في حين أن كلينتون حصلت على نسبة تأييد بلغت 30 في المائة فقط من نفس الفئة من الناخبين. وتقول أغلبية الناخبين إن دونالد ترامب غير مؤهل بصورة كافية لتولي منصب رئيس البلاد، وإنه يفتقر إلى المزاج المناسب والمطلوب للخدمة في هذا المنصب الحساس.
* خدمة «نيويورك تايمز»



​تركيا تؤكد جاهزيتها للتعامل مع إدارة ترمب الجديدة على أساس استراتيجي

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)
TT

​تركيا تؤكد جاهزيتها للتعامل مع إدارة ترمب الجديدة على أساس استراتيجي

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

أكدت تركيا جاهزيتها للتعامل مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، على أساس التفاهم القائم على الحوار الاستراتيجي، كما جددت استعدادها للوساطة بين روسيا وأوكرانيا بعدما تعهد ترمب بإنهاء الحرب بينهما.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: «ستستمر العلاقات التركية الأميركية بالتفاهم القائم على الحوار الاستراتيجي. والقضايا المدرجة على جدول أعمالنا تحتاج إلى معالجة بطريقة بناءة وتعاونية... نحن على استعداد لذلك، وأعتقد أن إدارة ترمب الجديدة ستكون مستعدة لذلك أيضاً».

وذكر فيدان، في تصريحات لصحيفة «ميلليت»، القريبة من الحكومة التركية، الاثنين، أن العلاقات بين تركيا وأميركا لها تاريخ عميق، وتتشكل على أساس حوار قوي قائم على علاقات التحالف، بغض النظر عمن يتولى السلطة.

ترمب مستقبلاً إردوغان في البيت الأبيض خلال ولايته الأولى (إعلام تركي)

وأضاف: «رئيسنا (رجب طيب إردوغان)، وترمب يعرفان بعضهما بعضاً، وهذا من شأنه أن يسهم بشكل إيجابي في تعزيز العلاقات. وانعكس (الإخلاص)، بوضوح، في المحادثة الهاتفية التي أجراها الزعيمان بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية مباشرة، ومن الطبيعي أن يستمر حوارنا الاستراتيجي مع الولايات المتحدة في الفترة الجديدة، وتجب معالجة القضايا المدرجة في جدول أعمالنا بطريقة شاملة ومفتوحة للتعاون، وبفهم بنّاء، ونحن مستعدون لذلك، وأعتقد أن الإدارة الأميركية الجديدة مستعدة لذلك أيضاً».

الحرب الروسية الأوكرانية

كما جدّد فيدان استعداد بلاده للوساطة في تسوية أزمة حرب روسيا وأوكرانيا في إطار الشكل والمعايير التي يختارها الطرفان، لافتاً إلى أنه بعد فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، زادت الآمال في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال وزير الخارجية التركي: «في الواقع، ومنذ اليوم الأول، دعونا إلى أن تكون الدبلوماسية أولوية لحل الأزمة الأوكرانية. دفعنا إدراكنا وفهمنا لهذا الأمر لاستخدام كل الوسائل الدبلوماسية لدعوة جميع الأطراف للجلوس إلى طاولة المفاوضات».

وأضاف: «في الأيام الأولى للحرب، جمعنا الطرفين معاً بداية في أنطاليا (جنوب تركيا) ثم في إسطنبول، وكنا قريبين جداً من تحقيق السلام... أعلنها مرة أخرى، تركيا مستعدة للعب دور الوسيط في الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والدائم في إطار الصيغة التي سيتم الاتفاق عليها بين الطرفين، ولن نتردد في وضع حجر أساس هذا السلام بأيدينا».

وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الجمعة، إن «تركيا والولايات المتحدة ستعززان التعاون بشكل مختلف أكثر مما كانت عليه في الماضي... دعونا نشاهد كيف سنواجه هذه القضايا في الفترة الجديدة لـ(ترمب)، وكيف سنواصل طريقنا. نحن نواجه كثيراً من التحديات، خصوصاً قضية فلسطين والأزمة الروسية - الأوكرانية، وآمل أن تنتهي الحروب والأزمات الإقليمية والعالمية مع رئاسة ترمب، رغم أنه كانت لدينا خلافات بين الحين والآخر خلال رئاسته السابقة».

تركيا استضافت إحدى جولات المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول مارس 2022 (الرئاسة التركية)

وناقش إردوغان مع بوتين، على هامش مشاركته في قمة مجموعة «بريكس» التي عُقدت في مدينة قازان بجنوب روسيا الشهر الماضي، سبل إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، وجدَّد استعداد تركيا للقيام بدور الوساطة بين موسكو وكييف.

إلا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف قال، في مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية القريبة من الحكومة في اليوم ذاته، إن التعاون العسكري التقني بين تركيا وأوكرانيا «أمر مثير للاستغراب»، نظراً لرغبة أنقرة في التوسط لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية.

وأضاف: «مع ذلك، فإن روسيا تقدر جهود تركيا للمساعدة في تسوية الأزمة الأوكرانية. كان الجانب التركي هو الذي قدَّم في ربيع عام 2022 منصة إسطنبول للتشاور مع ممثلي كييف، كما أسهم في إبرام صفقة الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، لكن مفاوضات إسطنبول دفنها (الأنجلوسكسونيون) من خلال منع زيلينسكي من إبرام اتفاقيات كان يمكن أن توقف القتال، وتضمن توازن مصالح الأطراف المعنية».

لقاء بين ترمب وزيلينسكي في نيويورك (رويترز)

وأكد ترمب، خلال حملته الانتخابية، أنه سيكون قادراً على تحقيق تسوية تفاوضية وحل أزمة أوكرانيا في يوم واحد، دون تحديد كيفية تحقيق ذلك، كما انتقد، مراراً، النهج الأميركي تجاه أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، الذي وصفه في تجمعاته الانتخابية بـ«التاجر والبائع المتجول».

وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، الأحد، إن ترمب تحدث هاتفياً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس الماضي، وناقشا الحرب في أوكرانيا، وحث بوتين على عدم تصعيد الحرب؛ وفقاً لما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين مطلعين على المكالمة.

لقاء بين ترمب وبوتين على هامش قمة «مجموعة العشرين» عام 2017 (رويترز)

كما سبق أن تحدث ترمب إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء، وقال إنه سيدعم أوكرانيا.

وقال الكرملين، الجمعة، إن بوتين مستعد لمناقشة ملف أوكرانيا مع ترمب، لكن هذا لا يعني أنه مستعد لتغيير مطالب روسيا.

وحدّد بوتين، في 14 يونيو (حزيران) شروطه لإنهاء الحرب، وهي تخلي أوكرانيا عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وسحب قواتها من جميع أراضي المناطق الأربع، التي تطالب روسيا بالسيادة عليها، ورفضت أوكرانيا ذلك، قائلة إنه سيكون استسلاماً. وطرح زيلينسكي «خطة نصر»، تتضمن طلبات للحصول على دعم عسكري إضافي من الغرب.