العلاقات مع موسكو تهيمن على أول انتخابات رئاسية في مولدافيا منذ عقدين

البنك الدولي: يعيش 41 % من سكانها بـ5 دولارات يوميًا

ناخبة مولدافية تغادر مكتب اقتراع في كيشيناو أمس (إ.ب.أ)
ناخبة مولدافية تغادر مكتب اقتراع في كيشيناو أمس (إ.ب.أ)
TT

العلاقات مع موسكو تهيمن على أول انتخابات رئاسية في مولدافيا منذ عقدين

ناخبة مولدافية تغادر مكتب اقتراع في كيشيناو أمس (إ.ب.أ)
ناخبة مولدافية تغادر مكتب اقتراع في كيشيناو أمس (إ.ب.أ)

هيمنت العلاقات مع روسيا من جهة، وتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، على الحملات الانتخابية للمرشحين الـ9 لرئاسة مولدافيا. وقد أدلى المولدافيون، أمس، بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية بالاقتراع العام (المباشر) منذ عام 1997، وبدت نتائجها متقاربة بين مؤيدي التقارب مع روسيا والمدافعين عن تكامل مع الاتحاد الأوروبي.
وقد فتحت مراكز التصويت في الساعة 7:00 (5:00 بتوقيت غرينتش) في مولدافيا التي يبلغ عدد سكانها 5.3 مليون نسمة، وتعصف بها أزمة سياسية عميقة ناجمة عن اكتشاف عملية تزوير مصرفي كبيرة العام الماضي.
وفي العاصمة كيشيناو، وعلى طول الطرق الكبيرة في البلاد، تذكر الملصقات الانتخابية للمرشحين الـ9 بأن رئيس الدولة سينتخب للمرة الأولى منذ 1997 بالاقتراع العام، بعد قرار اتخذته المحكمة الدستورية في مارس (آذار) الماضي.
وتتنافس في الانتخابات القوى المؤيدة لأوروبا في السلطة، والمعارضة الموالية لروسيا التي يعتبر زعيمها رئيس حزب الاشتراكيين ايغور دودون الأوفر حظا في الفوز بالدورة الأولى. ويعد دودون (41 عاما) الذي كان وزيرا للاقتصاد في حكومة يقودها شيوعيون، بـ«إعادة شراكة استراتيجية مع روسيا»، والسعي إلى «إلغاء الجانب الاقتصادي من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي» الذي وقعته في 2014 السلطات الموالية لأوروبا.
وقد أثار هذا المسعى غضب موسكو التي سارعت إلى فرض حظر على الفواكه واللحوم المولدافية، فعاقبت بذلك شعبا تشكل الزراعة أبرز مقومات حياته. وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، قال ايغور دودون: «أنا لست ضد الاتحاد الأوروبي»، معتبرا أن «من مصلحة مولدافيا» تطبيق الإصلاحات التي تطالب بها بروكسل، ولا سيما ما يتعلق منها بالقضاء.
وأبرز منافسيه هي مايا ساندو (44 عاما). وتعد هذه المرشحة عن معارضة وسط اليمين، ووزيرة التعليم السابقة التي عملت مع البنك الدولي، بـ«مولدافيا أوروبية». وقد قالت ساندو تعليقا على ترشحها: «ننادي بالتكامل الأوروبي لأننا نرى في الاتحاد الأوروبي ديمقراطية حقيقية، وازدهارا لجميع الذين يعملون فيه»، مشيرة إلى أنه على السلطات القيام بخطوات كثيرة لاستعادة ثقة المولدافيين.
وتعد مولدافيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، الواقعة بين رومانيا وأوكرانيا، إحدى أفقر البلدان الأوروبية، إذ يعيش 41 في المائة من سكانها بـ5 دولارات يوميا، كما يقول البنك الدولي.
وفي عام 2015، أدى اكتشاف اختفاء مليار دولار من صناديق 3 مصارف في البلاد، أي ما يوازي 15 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، إلى تسيير تظاهرات ضخمة شارك فيها المؤيدون لأوروبا والموالون لروسيا، المنبثقون من القوى اليمينية واليسارية.
ومنذ ذلك الحين، تعاقبت 3 حكومات لم تتمكن من امتصاص غضب المولدافيين الذين يعتبرون طبقتهم السياسية غارقة في الفساد. وأقرّ رئيس مهمة الاتحاد الأوروبي في مولدافيا، بيركا تابيولا، في مقابلة صحافية، بأن «مصداقية الاتحاد الأوروبي والدعم لسلوك طريق أوروبي» قد تراجعا بين السكان.
وقد فسر ذلك بخيبة الأمل التي ولدتها «حكومات متعاقبة قالت إنها مؤيدة لأوروبا»، لكنها لم تطبق الإصلاحات الموعودة، غير أنه أوضح أن «الحديث عن موالين لروسيا وموالين لأوروبا» يكشف عن «استقطاب مصطنع».
وأكدت اللجنة الانتخابية المركزية المولدافية أن 3200 مراقب مولدافي، و562 مراقبا أجنبيا، ينتشرون في نحو ألفي مكتب تصويت، سيؤمنون حسن سير الانتخابات ومراقبتها عن كثب.
وأقفلت مكاتب التصويت في الساعة 21:00 (19:00 بتوقيت غرينتش)، لكن لن يجري أي استطلاع للرأي لدى خروج الناخبين من مراكز التصويت، لانعدام الوسائل، وليس من المتوقع صدور النتائج الأولوية إلا صباح اليوم.



360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
TT

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)

أعلنت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أنّ عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024، مشيرة إلى أنّ إسرائيل احتلّت، للمرة الأولى في تاريخها، المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين.

وقالت جودي غينسبيرغ رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأميركية المتخصصة في الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، إن هذا التقدير لعدد الصحافيين المسجونين هو الأعلى منذ عام 2022 الذي بلغ فيه عدد الصحافيين المسجونين في العالم 370 صحافياً. وأضافت أنّ هذا الأمر «ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار».

وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تحتجز 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي عدّت هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».

وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنّ «الرقابة الواسعة النطاق» في الصين تجعل من الصعب تقدير الأعداد بدقة في هذا البلد، لافتة إلى ارتفاع في عدد الصحافيين المسجونين في هونغ كونغ، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أمّا إسرائيل التي تعتمد نظام حكم ديمقراطياً يضمّ أحزاباً متعدّدة، فزادت فيها بقوة أعداد الصحافيين المسجونين منذ بدأت الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكّدت المنظمة غير الحكومية ومقرها في نيويورك أنّ «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».

وأضافت اللجنة أنّ هذا الاستهداف «يشمل منع المراسلين الأجانب من دخول (غزة) ومنع شبكة الجزيرة القطرية من العمل في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة».

وتضاعف عدد الصحافيين المعتقلين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام واحد. وأفادت المنظمة بأنّ إسرائيل التي تعتقل حالياً 43 صحافياً جميعهم من الفلسطينيين تجاوزت عدداً من الدول في هذا التصنيف؛ أبرزها ميانمار (35)، وبيلاروسيا (31)، وروسيا (30). وتضمّ قارة آسيا أكبر عدد من الدول التي تتصدّر القائمة.

وأعربت جودي غينسبيرغ عن قلقها، قائلة إن «ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين يسبق دائماً الاعتداء على حريات أخرى: حرية النشر والوصول إلى المعلومات، وحرية التنقل والتجمع، وحرية التظاهر...».