الإرهابيون ترصدوا عشرات آلاف الصائمين في ساحات «الجوهرة»

250 كاميرا تراقب جميع الساحات والمدرجات لضمان أفضل تغطية أمنية

الجماهير السعودية استثمرت حضورها المبكر بالإفطار حيث كانت صائمة في يوم عاشوراء يوم مباراة المنتخب السعودي والإماراتي
الجماهير السعودية استثمرت حضورها المبكر بالإفطار حيث كانت صائمة في يوم عاشوراء يوم مباراة المنتخب السعودي والإماراتي
TT

الإرهابيون ترصدوا عشرات آلاف الصائمين في ساحات «الجوهرة»

الجماهير السعودية استثمرت حضورها المبكر بالإفطار حيث كانت صائمة في يوم عاشوراء يوم مباراة المنتخب السعودي والإماراتي
الجماهير السعودية استثمرت حضورها المبكر بالإفطار حيث كانت صائمة في يوم عاشوراء يوم مباراة المنتخب السعودي والإماراتي

هناك في أقصى شمال مدينة جدة الممتدة على ساحل البحر الأحمر، تقطن إحدى أجمل أيقونات كرة القدم على مستوى العالم، حيث ملعب مدينة الملك عبد الله والشهير بـ«الجوهرة»، وذلك قرب مطار الملك عبد العزيز الدولي، حيث يربط بينهما طريق المدينة المنورة، وعلى بعد كيلو مترات لا تزيد كثيرًا، إذ حاول تنظيم داعش الإرهابي، أن يفسد فرحة المنظمين حينما قاموا بترتيب الإفطار يوم عاشوراء للآلاف من الجماهير الذين جاءوا مبكرًا للملعب، وسط مشهد إيماني مهيب لحضور مباراة المنتخب السعودي ونظيره الإماراتي، دون أن يلحظوا أن رجال الأمن السعودي في الوقت ذاته أحبطوا عملية إرهابية تستهدف مكانهم الذين يوجدون فيه.
«الجوهرة المشعة» هو الاسم الذي ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالملعب المبهر منذ افتتاحه قبل عامين من الآن بحضور الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وذلك في المباراة النهائية لكأس الملك التي جمعت الأهلي والشباب وكسبها الأخير بثلاثة أهداف دون رد ليحقق الانتصار الأول في سجلات الملعب.
في الأول من مايو (أيار) 2014 استبشر الرياضيون في السعودية بافتتاح ملعب الملك عبد الله بعد أعمال إنشاء لم تتجاوز عاما واحدا، وقد تصنف أنها الأسرع لمشاريع عملاقة كما هي المدينة الرياضية في جدة التي خطف منها الملعب الرئيسي الأنظار بجمال تصميمه وبدقة تفاصيله عالية الجودة.
ملعب جدة الجديد أضاف قيمة كبيرة لمنافسات الكرة السعودية وذلك بعدما بدأ في استضافة الكثير من المباريات البارزة كما هي المباريات النهائية للنسخ الثلاث الماضية لبطولة كأس الملك التي جمعت بين الأهلي والشباب، ثم الغريمين الهلال والنصر، وأخيرًا الأهلي ونظيره النصر في الموسم الماضي.
إضافة لاحتضانه لمباريات الغريمين التقليدين الأهلي والاتحاد في منافسات الدوري، والتي منحت جماهير الفريقين فرصة أكبر بالحضور لسعته الكبيرة، والتي تتجاوز حاجز الستين ألف متفرج، ليمنح هذا الملعب أهالي مدينة جدة فرصة بالحضور الكبير بعد سنوات كان فيها العدد محدودًا، لسعة ملعب الأمير عبد الله الفيصل الذي يخضع لأعمال صيانة حتى الآن.
كما أصبح ملعب الملك عبد الله مكانًا مفضلاً للمنتخب السعودي الأول لإقامة مبارياته هناك، حيث استضاف الكثير من المباريات يبرز منها مواجهة أوروغواي الودية الدولية التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، إضافة إلى خمس مباريات في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال أشهرها مواجهتا أستراليا والإمارات.
ملعب الملك عبد الله استوحى تصميمه من «المشربية» الطراز المعماري القديم في منطقة الحجاز، وهي الأخشاب المستخدمة قديمًا للنوافذ والشبابيك والتي من شأنها توفير الظل المتناثر على الرواق الداخلي للملعب، إضافة إلى هيئة الملعب الخارجية التي تشير إلى الجوهرة القادمة من باطن الأرض إلى سطحها مع لمسات إضائية زادت من جمالها ومنحتها إشعاعا جاذبا للأنظار.
درة ملاعب الشرق الأوسط كما وصفها أحد مهندسي المشروع من شركة النفط الوطنية «أرامكو» زاد من قيمة التنافس الرياضي الكروي في السعودية، وبات هدفًا يبحث الرياضيون عن زيارته من مدينة عروس البحر الأحمر، أو حتى من بقية مناطق السعودية، لرؤية جمال التصميم ومعايشة أساليب الرفاهية التي يتميز بها عن غيره من الملاعب في السعودية في أوقات المباريات.
وإضافة إلى جمال التفاصيل الدقيقة في الملعب، فإن الاستاد الرياضي يحيط به من الخارج 20400 موقف مخصص لسيارات الجماهير ومربوطة بنظام ذكي لبيع التذاكر، حيث توزع كل مقاعد على بوابة خاصة ومواقف قريبة منها تسهم في سرعة الوصول دون التأخر والحاجة لقضاء مزيد من الوقت حتى الوصول للمقعد. ستة طوابق رئيسية للجماهير في ملعب الجوهرة المشعة تحضر إلى جوارها الطوابق المخصصة لثمانية عشر مقصورة خاصة أو ما يطلق عليها كبائن خاصة تتراوح سعتها بين عشرة أشخاص إلى ما يزيد على عشرين شخص لكل مقصورة، إضافة إلى المقصورة الرئيسية «الملكية» والتي تبلغ سعتها 200 شخص.
كما تمت مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة في الملعب، حيث خُصصت لهم مقاعد خاصة بمصاعدها المنفصلة عن الآخرين، إضافة إلى وجود 311 موقفًا من مواقف السيارات تم تخصصيها لهذه الفئة التي ترغب في الحضور للملعب ومشاهدة المباريات بطريقة لائقة ومناسبة. ويعيش الجمهور الرياضي الحاضر في ملعب «الجوهرة المشعة» حالة كبيرة من الرفاهية، حيث تنتشر العشرات من المراكز المتخصصة لبيع الأغذية والمشروبات والتي تحمل علامة تجارية شهيرة من شأنها أن توفر كل المتطلبات لقضاء وقت جميل في مرافق هذا الملعب حتى انقضاء وقت المباراة.
وعلى الصعيد الأمني فقد تمت مراعاة هذا الجانب بصورة كبيرة، حيث خصصت 250 كاميرا أمنية لحماية الجماهير والمنشأة وذلك من البوابات الخارجية وحتى المقاعد، إضافة إلى التجهيزات الكبيرة لشركات ومؤسسات النقل التلفزيوني حيث خصصت لهم تسعة مواقع ثابتة للتصوير إضافة 15 موقعًا متحركًا.
وبعيدًا عن جماليات الملعب التي يشاهدها الجمهور الرياضي، فإن ملعب الجوهرة المشعة يحتوى على مميزات كبيرة لا تتوفر إلا في الملاعب العالمية الشهيرة مثل وجود صالات إحماء للاعبين إضافة إلى غرف الاجتماعات الداخلية للمدرب ولاعبيه، وكذلك غرف اللاعبين التي صممت على أفضل المواصفات الحديثة، حيث تحتوى كل خزانة ملابس على صناديق الأمانة والتي تعرف بـ«السفيتي بوكس» لحماية الأغراض الشخصية للاعبين أثناء وجودهم بالملعب.
وأضاف ملعب الجوهرة المشعة الكثير من الفوائد التسويقية من خلال ارتفاع رقم الحضور الجماهيري لفريقي الاتحاد والأهلي، حيث تقام مبارياتهم هناك إضافة إلى المنتخب السعودي، حيث بلغ عدد الجماهير الحاضرة في الملعب منذ افتتاحه في 2014 وحتى الآن أكثر من مليوني متفرج، وذلك على صعيد مباريات دوري المحترفين السعودي، إضافة إلى مواجهات المنتخب السعودي السبعة التي أقيمت على الملعب، وذلك استنادًا لأرقام موقع إحصائيات رابطة دوري المحترفين السعودي وموقع المنتخب السعودي.
ملعب «الجوهرة المشعة» كان في يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي يشهد يومًا مختلفًا واستثنائيًا بالنسبة للسعوديين، إذ توافدوا مع أشقائهم الإماراتيين لمشاهدة أحد أجمل الديربيات الخليجية التي تجمع عادة منتخبي السعودية والإمارات في الجولة الرابعة من تصفيات كأس العالم 2018.
ولم تكتف هذه الجماهير بالحضور لأجل التشجيع فقط، بل كان أغلبها على موعد قبل أذان المغرب للإفطار في المواقف الخارجية والممرات المؤدية للملعب، إذ كان يصادف ذاك يوم «عاشوراء» الشهير إذ قام المنظمون بترتيب الإفطار للآلاف من الجماهير الذين جاءوا مبكرا للملعب وسط مشهد إيماني مهيب والجماهير السعودية – الإماراتية تفطر مع موعد الأذان لصلاة المغرب، دون أن تفكر لحظة واحدة في أن رجال الأمن السعوديين في الوقت ذاته يحبطون عملية من أبشع الجرائم الإرهابية التي تستهدف صغارًا وشبابًا يافعين جاءوا لمساندة منتخب بلادهم.
ووسط ذلك ذهبت الجماهير إلى المدرجات وآزرت منتخب بلادها الذي حقق انتصارًا مثيرًا على شقيقه الإماراتي في مشواره نحو مونديال 2018.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.