7 سفراء لدول غربية وشرقية لدى السعودية لـ «الشرق الأوسط»: مكة خط أحمر

طالبوا الأمم المتحدة ومجلس الأمن بردع الانقلابيين

بقايا الصاروخ الباليستي الذي أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح باتجاه منطقة مكة المكرمة ودمرته قوات الدفاع الجوي السعودية (تصوير: أحمد حشاد)
بقايا الصاروخ الباليستي الذي أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح باتجاه منطقة مكة المكرمة ودمرته قوات الدفاع الجوي السعودية (تصوير: أحمد حشاد)
TT

7 سفراء لدول غربية وشرقية لدى السعودية لـ «الشرق الأوسط»: مكة خط أحمر

بقايا الصاروخ الباليستي الذي أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح باتجاه منطقة مكة المكرمة ودمرته قوات الدفاع الجوي السعودية (تصوير: أحمد حشاد)
بقايا الصاروخ الباليستي الذي أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح باتجاه منطقة مكة المكرمة ودمرته قوات الدفاع الجوي السعودية (تصوير: أحمد حشاد)

تصاعدت أصوات العالم من الرياض، بضرورة معاقبة الحوثيين ومن ساندهم، وضربهم بيد من حديد، مشددة على ضرورة أن تعمل الأمم المتحدة خطوة تضمن عدم تكرار استهداف قبلة العالم الإسلامي واستفزاز المسلمين في مشارق الأرض وغربها، مشيرة إلى أن مكة المكرمة خطّ أحمر لا يمكن السكوت على الاعتداء عليها.
وأكد عدد من سفراء العالم لدى السعودية في اتصالات مع «الشرق الأوسط» إدانتهم الشديدة، ورفضهم الاعتداء على أقدس بقاع الأرض لدى المسلمين.
وقال ديتر دبليو هولر السفير الألماني: «ندين بشدة مثل هذا العدوان الحوثي الذي يصنف بأنه الأقوى من حيث المدى، ومن الأهمية بمكان أن يعود طرفا النزاع في اليمن إلى طاولة المفاوضات من جديد لتحكيم صوت العقل، من أجل إيجاد حلول سياسية وفقا لقرارات الأمم المتحدة، والتي يقودها المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ».
وقال توني كوتر السفير الآيرلندي لدى السعودية: «من المؤكد أن كل صاحب عقل ومبادئ وقيم، سيدين أي اعتداء للحوثيين من أي نوع، على المكان الأكثر قداسة في العالم الإسلامي خصوصا عندما تكون مكة المكرمة حيث بيت الله الحرام، وحكومتنا تدعم بقوة كل الجهود المبذولة للأمم المتحدة، عبر مندوبها الخاص من أجل إعادة الاستقرار في اليمن».
من جهته، أكد لورانس أندرسون، سفير سنغافورة لدى السعودية، أن بلاده تدين بشدة الاعتداء على الأراضي السعودية، وبشكل خاص إطلاق الحوثيين للصاروخ الباليستي على بعد 65 كلم من مكة المكرمة، مشددا على ضرورة عودة طرفي النزاع إلى مائدة الحوار والتركيز على ترسيخ السلام في اليمن.
وفي هذا الإطار، أكد يونس ديميرار السفير التركي لدى السعودية، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن بلاده تستنكر بكل كلمات الشجب والإدانة إطلاق الحوثيين لصاروخ باليستي تجاه مكة المكرمة، وانتهاكهم لحرمة وقداسة أشرف وأطهر بقاع الله في الأرض، ومقصد المسلمين على مستوى العالم، مشيدا بالقدرات السعودية وقوات التحالف على اعتراض وتدمير هذا الصاروخ، منوها بأن وزارة الخارجية التركية أصدرت بيانا واضحا تدين فيه هذا العدوان والذي وصفه بـ«الغاشم».
من ناحيته، أدان خرونيس بوليخرونيو السفير اليوناني لدى السعودية إطلاق الحوثيين لصاروخ باليستي بالقرب من مكة المكرمة، مؤكدا أن بلاده تدين أي عدوان على الأماكن المقدسة في المملكة، مشددا على ضرورة ألا تمرّ هذه الحادثة دون محاسبة من قبل المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن هذا العدوان لا يمس فقط الرياض، ولا ملايين المسلمين في العالم، بل يمس الإنسانية جمعاء كونه يستهدف مدنيين على الأقل.
وفي هذا الصدد، أوضح كارلوس زاباتا سفير البيرو لدى السعودية أن العدوان الحوثي ضد الأماكن المقدسة مثل مكة المكرمة، لا يعتبر فقط عملا همجيا فقط، وإنما هو عمل إجرامي بمعنى الكلمة، لأنه وقع على مكة أي أنه وجه إلى أقدس مكان في العالم، وهو استفزاز صارخ لمليارات المسلمين في كل أنحاء العالم، مشددا على ضرورة ألا يمرّ هذا الحادث العدواني دون تطبيق المحاسبة اللازمة، من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن، منوها بأن بلاده ستوصل صوتها في أروقة الأمم المتحدة، لأنها تمثل الجهة المعنية بالعمل من أجل سلامة كل الدول.
وقال سيد جلال كريم السفير الأفغاني لدى الرياض في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: إن «العدوان الحوثي الصاروخي على مكة المكرمة، عمل عدواني غير مقبول على الإطلاق، ونعتبره عملا إرهابيا بامتياز لأنه استهداف لقبلة المسلمين كافة، وهو عمل أقل ما يقال عنه إنه عمل ضد الإسلام وضد المسلمين واستخفاف بمشاعر كل المسلمين في العالم، وحكومتنا تدين هذا الحادث الإجرامي بأقسى عبارات الإدانة والشجب والاستنكار، ولا بد من اتخاذ قرار صارم بشأن ذلك من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومعاقبة كل من فكّر وخطط ونفّذ».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.