أسكوتلنديارد: رفع أعلام «حزب الله» في عاشوراء انتهاك لقوانين الإرهاب

مصادر: المسيرات المقبلة ستكون مراقبة بكاميرات الفيديو

شعارات وهتافات «حزب الله» ترددت بقوة في مسيرة عاشوراء بلندن (تصوير: جيمس حنا)
شعارات وهتافات «حزب الله» ترددت بقوة في مسيرة عاشوراء بلندن (تصوير: جيمس حنا)
TT

أسكوتلنديارد: رفع أعلام «حزب الله» في عاشوراء انتهاك لقوانين الإرهاب

شعارات وهتافات «حزب الله» ترددت بقوة في مسيرة عاشوراء بلندن (تصوير: جيمس حنا)
شعارات وهتافات «حزب الله» ترددت بقوة في مسيرة عاشوراء بلندن (تصوير: جيمس حنا)

تواصل شرطة لندن «اسكوتلانديارد»، التحقيق في ظهور أعلام ما يسمى «حزب الله» اللبناني ضمن مسيرة عاشوراء التي نظمت وسط العاصمة البريطانية في شارع إدجوار رود الذي يعرف باسم قرية «لندن العربية» منتصف الشهر الحالي، حيث أثارت تلك المظاهر من استغلال مسيرة دينية وتحويلها إلى سياسية بامتياز غضب أبناء وقيادات الجالية العربية والإسلامية. وقال بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» من اسكوتلانديارد أول من أمس: «بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب الصادر عام 2000، يعتبر الشخص قد ارتكب جريمة (في حال قام في مكان عام بإظهار أداة، كعلم مثلا، بهدف إثارة الشكوك حول انتمائه أو دعمه لـ(جماعة محظورة). غير أن كل حالة تعتبر مستقلة بذاتها وتعتمد على الأدلة الداعمة لها»، فيما قالت مصادر مقربة من اسكوتلانديارد إن ضباط التحقيق في الواقعة يسعون إلى الحصول على مزيد من الصور الفوتوغرافية أو مواد فيلمية من مصادر مستقلة لمسيرة عاشوراء التي جرت يوم الأربعاء 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وأوضحت المصادر أن المسيرات المقبلة ستكون مراقبة من قبل اسكوتلانديارد بكاميرات فيديو، كما حدث من قبل في مسيرات سابقة لمنع تحويلها إلى مظاهرات سياسية، أو لمنع العنف أو الاحتكاك أو الاشتباك بين القائمين على تلك المسيرات، حيث يمكن لاحقا ملاحقة الأشخاص المخالفين للتعليمات الأمنية لاحقا. وقالت اسكوتلانديارد في بيانها: «نظرا لحالة القلق التي يسببها نشاط أو سلوك كهذا داخل المجتمع، فإننا ملتزمون بمواجهة تلك الجماعات أو الأشخاص والتعامل معهم ومنعهم من إلحاق الضرر بالمجتمع أو نشر الرعب وبث روح الكراهية فيه أيا كانت اتجاهاتهم العقائدية أو السياسية».
وأكدت شرطة اسكوتلانديارد في بيانها أول من أمس: «رغم أن اعتناق الفكر المتطرف، لا يعد جريمة في حد ذاته، فإنه سوف يجرى التعامل مع كل من يحاول بث روح الفُرقة والخلاف في بلادنا. وكل من يستخدم التخويف والعنف وتكدير السلم العام كأساليب للاحتجاج سوف يواجه بكل وقوة وحزم، وسنبلغكم لاحقا، بأي اعتقالات ستحدث على خلفية رفع أعلام (حزب الله) في مسيرة عاشوراء».
من جهته قال المصري ياسر السري (أبو عمار) مدير «المرصد الإسلامي» وهو جهة حقوقية في لندن تهتم بأخبار المتشددين حول العالم في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس أن جميع المظاهرات أمام السفارات العربية والغربية في لندن يتم تصويرها بكاميرات فيديو من قبل اسكوتلانديارد، من أجل الحصول على صور الناشطين المشاركين في المظاهرات وتوثيقها ضمن أنشطة مكافحة الإرهاب، أو تكوين أرشيف أمني للمستقبل، وقال إنه شخصيا نظم مظاهرات عدة ضد سفارة بلده من قبل، وإنه يعرف شخصيا مسبقا الإجراءات المتبعة والمطلوبة من قبل الشرطة البريطانية في تلك المسيرات والمظاهرات. وأضاف السري: «رفع أعلام (حزب الله) بموجب القوانين البريطانية بلا شك يقع تحت طائلة قوانين مكافحة الإرهاب». وأوضح كان من المفترض أن يقوم أحد المشاركين في مسيرة عاشوراء بإبلاغ الشرطة على الفور للتدخل. وقال: «ما لم تقم الشرطة باعتقالات في القضية خلال الأيام المقبلة، وهو متوقع أيضا، فيمكن القول إنها (غضت الطرف)، لعدم إثارة مزيد من الجدل بين أبناء الجالية المسلمة».
وكان عدد من قيادات وأبناء الجالية المسلمة في بريطانيا، استنكروا تسييس المسيرة، من خلال شعارات وهتافات انطلقت وترددت بعيدًا عن شعائر المناسبة الدينية السنوية في لندن منتصف الشهر الحالي.
وقال رئيس جمعية علماء بريطانيا الشيخ حافظ رباني: «نحن في الأساس لا نسمح بمثل هذه المسيرات، لأنه ليس لها علاقة بديننا الحنيف من قريب أو من بعيد»، وأضاف: «في بريطانيا وأوروبا يجب أن نعطي الوجه الطيب للإسلام، لأن السلطات في بريطانيا سمحت لنا ببناء المساجد وكذلك المدارس الإسلامية، ونساؤنا وأولادنا يرتدون ما يشاءون من ملابس إسلامية، من برقع وحجاب ونقاب دون حظر أو منع، فلماذا الإصرار على مسيرات تحت شعار الدين، وتسييسها وإثارة الفرقة والغضب بين أبناء الجالية المسلمة، والإصرار على رفع شعارات وأعلام (حزب الله)».
إلى ذلك قال الدكتور عمر الحمدون في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» كان من الأفضل كثيرا إبقاء المناسبة في إطارها الشعائري بعيدا عن أعلام وشعارات «حزب الله» التي رفعت في غير مناسبتها، والهدف منها إثارة الفرقة بين السنة والشيعة، وهذا لا يصح في بلد مثل بريطانيا تتناغم فيه الأعراق، ويسود دور التعايش جو الجالية المسلمة، لذا نرى من الأهمية بمكان أن تبقى إثارة النعرات الطائفية والخلافات في المناسبات الدينية بعيدة عن أفراد المجتمع البريطاني الواحد.
من ناحيته، قال الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن لـ«الشرق الأوسط» إن «(حزب الله) يحفي خسارته في الحرب ومقتل عناصره في سوريا، وخيبته مع الحوثيين في اليمن، والانحياز إلى روسيا ضد الأبرياء من سكان سوريا، برفع أعلامه في العاصمة لندن». وأضاف السباعي أن «إيران تتاجر بالمذهب الشيعي، وكذلك بـ(حزب الله)». وأشار إلى أن الإمام الحسين قتل في العراق قبل 1350، ولكن ما ذنب سكان لندن وضواحيها في المناسبة السنوية، ورفع أعلام الحزب، ودغدغة مشاعر من سار في المسيرة، بشعارات كاذبة وإثارة الفتن في مناسبات دينية.



الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
TT

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)
مبنى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة إب (فيسبوك)

يواجه آلاف المرضى بالسرطان في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) خطر الموت نتيجة غياب الرعاية الصحية والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وغياب الدعم، في ظل اتهامات لقادة الجماعة الحوثية بالمتاجرة بالأدوية وتعطيل مراكز علاج ودعم الحالات المصابة بالمرض.

وأرجعت مصادر طبية في المحافظة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي كانت تقدم مجاناً من منظمات دولية وجهات خيرية، إلى مساعي الجماعة الحوثية للاستفادة من التمويل الموجه للمرضى، والحصول على إيرادات مالية من الأدوية والتدخل الدائم في العمل الإغاثي الطبي، وفرض قرارتها على الجهات الممولة، وإدارة شؤون المستشفيات والمراكز الصحية.

ووجّه فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب نداء استغاثة جديداً، هو الثالث خلال الأشهر القليلة الماضية، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع لها، ومدّه بالأدوية والمستلزمات التي يحتاجون إليها لعلاج المرضى.

أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

وأعلن فرع مؤسسة مكافحة السرطان، في بيان له، تسجيل 753 حالة إصابة جديدة بمرض السرطان في إب خلال العام الحالي، موضحاً أن معظم المرضى الذين يتوافدون حالياً على مركز الأمل لعلاج الأورام، وهم من الأسر الفقيرة والأشد فقراً، لا يتحصلون على الرعاية الطبية؛ بسبب شح الإمكانات.

زيادة في المصابين

واشتكى فرع المؤسسة في بيانه من أن التزايد المستمر في أعداد المصابين بالمرض يُحمّل المؤسسة ومركز الأورام تبعات كثيرة في الوقت الذي يعانيان قلة الإيرادات والافتقار للدعم الثابت؛ ما يجعلهما غير قادرين على توفير، ولو الحد الأدنى من الخدمات التشخيصية والصحية للمرضى.

وناشد البيان الجهات ذات العلاقة والمنظمات ورجال الأعمال، بإسنادهم بالدعم من أجل الاستمرار بتقديم الخدمات الصحية التشخيصية والعلاجية للمرضى.

مبنى فرع مؤسسة مكافحة السرطان في إب (فيسبوك)

وذكرت مصادر طبية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن المحافظة الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، شهدت مئات الإصابات الجديدة بالمرض، بالتزامن مع معاناة كبيرة لأكثر من 6 آلاف مصاب من مختلف الأعمار.

موارد محدودة

اشتكى عدد من المرضى من انعدام العلاج وانقطاع الخدمات الطبية، لافتين إلى أنهم يواجهون خطر الموت جراء فشل الجماعة الحوثية في إدارة المرافق الصحية وعبث قادة الجماعة بالموارد والمساعدات والإتجار بها في السوق السوداء.

وبيَّنوا لـ«الشرق الأوسط»، أنهم لا يزالون يعانون مضاعفات كبيرة وظروفاً حرجة في ظل سياسات حوثية خاطئة تستهدف جميع مؤسسات ومراكز مكافحة السرطان في المحافظة وأثرت سلباً على تلقيهم الرعاية الطبية.

يقول عبد الله، وهو شاب من مدينة العدين غرب المحافظة، وقدِم إلى فرع مؤسسة مكافحة السرطان لعلاج والدته التي تعاني سرطاناً في الحلق، إنه تردد على فرع المؤسسة لأكثر من 3 أيام؛ أملاً في الحصول على الرعاية الطبية لوالدته، لكن دون جدوى.

قادة حوثيون يفرضون وجودهم في افتتاح مركز لمعالجة الأورام في إب اليمنية بتمويل من فاعلي خير (إعلام حوثي)

ويعبّر عبد الله لـ«الشرق الأوسط» عن شعوره بالحزن والأسى وهو يرى والدته تصارع المرض، بينما يعجز حتى اللحظة عن تأمين جرعة العلاج الكيماوي لها وبعض الأدوية الأخرى؛ بسبب انعدامها في فرع المؤسسة، وارتفاع تكلفتها في العيادات الخارجية والصيدليات التي تتبع أغلبها قيادات حوثية.

ويشير عاملون في فرع المؤسسة المعنية بمكافحة السرطان في إب خلال أحاديثهم لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن مركز الأمل لعلاج الأورام التابع لمؤسسة مكافحة السرطان، لا يزال يُقدم كل ما يمكن من خدمات مجانية للمرضى، رغم تكرار الاستهداف الحوثي له ومنتسبيه، معتمداً على القليل جداً من التبرعات المقدمة من بعض الجهات وفاعلي الخير.

وطالب العاملون المنظمات الدولية والمعنيين بسرعة إنقاذ مرضى السرطان الذين يواجهون خطر الموت ويتجمعون يومياً بالعشرات أمام المراكز والمؤسسات والمستشفيات في المحافظة، أملاً في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.

القطاع الصحي في اليمن يعيش وضعاً متردياً تحت سيطرة الجماعة الحوثية (إ.ب.أ)

وأقرَّت الجماعة الحوثية سابقاً بارتفاع عدد مرضى السرطان بعموم مناطق سيطرتها إلى نحو 80 ألف مريض.

وأطلق فرع «مؤسسة مكافحة السرطان» في إب، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، نداء استغاثة، بعد بلوغ أعداد المرضى المسجلين لدى فرع المؤسسة بالمحافظة وقتها 6060 حالة.

وقبل ذلك بأشهر أطلق الفرع نداء استغاثة مماثلاً، لدعم «مركز الأمل لعلاج الأورام» التابع له، والذي يواجه الإغلاق الوشيك نتيجة نقص الدعم وغياب التمويل.