ليبيا: «الأوروبي» يبدأ رسميًا تدريب قوات البحرية بناءً على طلب السراج

طرد رئيس البرلمان السابق من عضوية المجلس الأعلى للدولة

صورة ارشيفية لأحد الخريجين في جامعة بنغازي أمام بناية أصابها الخراب (رويترز)
صورة ارشيفية لأحد الخريجين في جامعة بنغازي أمام بناية أصابها الخراب (رويترز)
TT

ليبيا: «الأوروبي» يبدأ رسميًا تدريب قوات البحرية بناءً على طلب السراج

صورة ارشيفية لأحد الخريجين في جامعة بنغازي أمام بناية أصابها الخراب (رويترز)
صورة ارشيفية لأحد الخريجين في جامعة بنغازي أمام بناية أصابها الخراب (رويترز)

في تصعيد جديد للصراع على السلطة في العاصمة الليبية طرابلس، أعلن المجلس الأعلى للدولة الموالي لحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، أنه بدأ أمس في اتخاذ الإجراءات الضرورية «لإحلال بدائل للأعضاء الذين رفضوا الالتحاق به وثبت تواطؤهم في الاعتداء على مقره قبل نحو أسبوعين».
وشملت القائمة التي نشرها المجلس على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، ونائبه عوض عبد الصادق؛ وهو ما يعني طرد الاثنين من عضوية المجلس.
وقال المجلس في بيان له أمس، إن أبو سهمين والصادق شاركا في الاعتداء على مقره بطرابلس، وما تم بعد ذلك من أعمال مخالفة للقانون، لافتا إلى أنه قدم شكوى في هذا الخصوص إلى مكتب النائب العام، موضحا أن هذه الإجراءات جاءت لقطع الطريق على ما وصفه بمحاولات تزييف الحقائق فيما يخص عضوية المجلس الأعلى للدولة، الذي يبلغ عدد أعضائه الآن 115 عضوًا من أعضاء المؤتمر الوطني العام السابق، بينما لا يتجاوز عدد الأعضاء الرافضين للانضمام للمجلس 24 عضوًا، على حد زعمه.
وكانت حكومة الإنقاذ الوطني الموازية، التي يترأسها خليفة الغويل والموالية لبرلمان طرابلس، قد أعلنت قبل نحو أسبوعين أنها استولت على مقر المجلس الأعلى للدولة الموالي للحكومة، التي يترأسها السراج والمدعومة من بعثة الأمم المتحدة.
وتشهد شوارع العاصمة طرابلس منذ هذا التاريخ مناوشات بالأسلحة بين الميلشيات المسلحة المحسومة على هذه الأطراف بشكل شبه يومي، خصوصا في أوقات المساء.
ويتصارع على السلطة في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011 ثلاث حكومات، إضافة إلى برلمانيين، بينما تؤيد الأمم المتحدة حكومة السراج التي لم تحظ حتى الآن بالثقة من مجلس النواب المتواجد في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي.
إلى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي رسميا أن قواته البحرية في البحر المتوسط المشاركة في عملية صوفيا بدأت في تدريب خفر السواحل وقوات البحرية الليبية؛ إذ قال الاتحاد في بيان صحافي وزعه أمس من مقره في بروكسل، إن عمليته البحرية تستهدف المساهمة العسكرية في النهج الأوروبي الشامل، الذي يهدف إلى تعطيل أعمال مهربي ومتاجري البشر وإنقاذ الأرواح في جنوب وسط البحر المتوسط، وأضاف أنه «لزيادة تعزيز قدرات العملية على تعطيل شبكات الاتجار والتهريب، قرر مجلس الشؤون الخارجية في يونيو (حزيران) الماضي إضافة مهمتين داعمتين للتفويض والسماح لها بالمساهمة الفاعلة في بناء قدرات وتدريب خفر السواحل وقوات البحرية الليبية، وكذلك تنفيذ قرار الأمم المتحدة بحظر السلاح في أعالي البحار قبالة السواحل الليبية». ولفت إلى أنه بعد عملية تدقيق شاملة وفاعلة، بدأت هذا الأسبوع الحزمة الأولى من الأنشطة التدريبية، وسيتم تسليمها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مشيرا إلى أن السلطات الليبية الشرعية طلبت الدعم في بناء قدرات وتدريب حفر السواحل وقوات البحرية الليبية، وإنشاء لجنة خبراء مخصصة للعمل مع قوات الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر المتوسط – عملية صوفيا.
واعتبر الاتحاد، أن الهدف من هذا التدريب هو تعزيز القدرات على تعطيل التهريب والاتجار في ليبيا، والقيام بأنشطة البحث والإنقاذ، التي من شأنها إنقاذ الأرواح وتحسين الأمن في المياه الإقليمية الليبية.
وأوضح البيان، أن التدريب سيتم على متن اثنين من أصول قوات الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر المتوسط لـ78 متدربا ومعلميهم، لافتا إلى أنه سيتم تمويل هذه المهمة من خلال المساهمات الطوعية من بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي ستديرها آلية أثينا وبالمساهمة الطوعية للأصول والأفراد التي تقوم بتقديمهم الدول الأعضاء.
يشار إلى أن عملية قوات الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر المتوسط (عملية صوفيا) التي يقودها الأدميرال الإيطالي إنريكو كريديندينو، التي يقع مقرها الرئيسي في العاصمة الإيطالية روما، انطلقت منتصف العام الماضي، لكنها دخلت مرحلتها الفاعلة في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه.
وستوفر هذه المرحلة، بحسب بيان الاتحاد الأوروبي، تحديد والقبض والتخلص من السفن والمستخدمة، أو التي يشتبه في استخدامها من قبل مهربي أو متاجري المهاجرين.
وساهمت العملية حتى الآن في اعتقال ونقل 96 مهربا ومتاجرا مشتبها بهم إلى السلطات الإيطالية، وتحييد 337 مركبا، إضافة إلى إنقاذ أرواح أكثر من 29300 شخص في 200 عملية إنقاذ، ودعمت منظمات أخرى في إنقاذ أكثر من 41200 شخص.
وتشارك 25 دولة من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في العملية التي تضم 2215 فردا، كما تساهم عملية صوفيا في الحظر المفروض من قبل الأمم المتحدة على الأسلحة، ولها تأثير رادع في أعمال الاتجار غير مشروع بالأسلحة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.