غامبا: الفرقة العسكرية السورية 63 هي المسؤولة عن الهجمات الكيماوية

غامبا: الفرقة العسكرية السورية 63 هي المسؤولة عن الهجمات الكيماوية
TT

غامبا: الفرقة العسكرية السورية 63 هي المسؤولة عن الهجمات الكيماوية

غامبا: الفرقة العسكرية السورية 63 هي المسؤولة عن الهجمات الكيماوية

قال الروسي فيتالي تشوركين رئيس مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، إنّ المجلس أُحيط علمًا من قبل فرجينا غامبا رئيسة لجنة الأممية بشأن تقريرها الرابع والأخير، للتحقيق بشأن هجمات كيماوية وقعت في سوريا في عامي 2014 و2015.
وأضاف تشوركين: «لم يقرّر المجلس بعد في الخطوات المقبلة بشأن التقرير المقدم، ولا في مستقبل اللجنة التي تنتهي ولايتها في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، إلا أنه قال بصفته الوطنية إنّ تمديد عملها أمر مشروط، بالولاية المنوطة بها».
من جانبها، دافعت رئيسة اللجنة، غامبا، بشراسة عن تقريرها الرابع، مشددة على أنها تعاملت وفريقها طيلة عملها «بمهنية وسرية»، وأنّها تعتقد أن النتائج التي توصلت إليها مبينة على معلومات وأدلة دامغة. وأفادت بأنها ستردّ على الأعضاء (وتقصد روسيا)، الذين طرحوا أسئلة تقنية بشأن التقرير «لقد تقدمت بعض الدول باستفسارات تقنية وسنجيب عنها لاحقًا».
وأوضح تشوركين أن روسيا والصين، اقترحتا خلال مشاورات مجلس الأمن، إضافة أبعاد جديدة لعمل اللجنة، وأهمها أن تحقق اللجنة بالمعلومات والتقارير المتعلقة بالجماعات الإرهابية، كالتحضير لصناعة مواد كيماوية أو استخدامها.
ورفض تشوركين الاستنتاجات التي توصلت إليها اللجنة واعتبرها غير كافية وبحاجة إلى دليل قطعي، إلا أنه أشاد أكثر من مرة بالدور الذي لعبته اللجنة في ردع الأطراف من استخدام الكيماوي كسلاح في الحرب السورية.
في المقابل، لم تُبدِ غامبا أسفًا على قرب عملها، إذ قد أوشكت على الانتهاء، وأضافت للصحافيين: «كان لدينا مهمة واضحة وهي تحديد المسؤولين عن الهجمات في 9 مواقع لقد حققنا وحدَّدنا المسؤولين عن الهجمات في 4 مواقع». كما طالبت بمحاكمة ضباط النظام السوري الذين شاركوا بهذه الهجمات، مشددة على أنّ «لا مبرر لاستخدام أسلحة كيماوية ضد الناس في أي مكان وزمان». وأضافت: «عندما أقول ذلك، فإنّني لا أخرج عن نطاق ولايتي المنوطة باللجنة».
وحسب التقرير، فإنّ النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية 3 مرات في تلمنس وقيمناس وسرمين، بينما استخدم تنظيم داعش غاز الخردل في مارع، فيما لم تتمكن اللجنة من تحديد المسؤولية في 5 مواقع.
وأضافت غامبا أن الفرقة 63 المتمركزة في حماه هي المسؤولة عن الهجمات الكيماوية.
ولم يتمكن المجلس مرة تلو الأخرى، من إصدار أي بيان أو قرار بسبب تباين المواقف، مما يسمى «الفيتو الثلاثي»؛ أميركا وبريطانيا وفرنسا من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى. فالأولى تطالب بقرار دولي يفرض عقوبات على المسؤولين عن الهجمات، حسبما جاء في القرار الذي وافق عليه المجلس بأعضائه الـ15، لكن بعض الأعضاء، وعلى رأسهم روسيا، أصروا على أن المعلومات والنتائج غير كافية، ولا يمكن أن يتصرف المجلس بموجبها.
دافع الروسي تشوركين، عن موقف بلاده بالقول إن لدى روسيا خبرة واسعة في المجال الكيماوي، وإنّ فريقًا روسيًا من الخبراء حلّل تقرير اللجنة الأممية، وجرى إطلاع أعضاء المجلس الآخرين عليه. وتابع تشوركين: «علينا أن لا نكون عاطفيين بل مهنيين، فالهدف يجب أن لا يكون فرض عقوبات من أجل العقوبات».
يُشار إلى أن نتائج التحقيق في الحالات التسع التي نظر فيها المحققون بهجمات كيماوية، كما يلي:
الحالات التي نفّذتها قوات النظام السورية: بلدة تلمنس بإدلب (21 أبريل/ نيسان 2014) وقميناس (16 مارس/ آذار 2015) وسرمين (16 مارس 2015). وأن تنظيم داعش نفّذ هجومًا في مارع (محافظة حلب في 21 أغسطس/ آب 2015).
وقد أُغلقت حالات، لعدم وجود أدلة كافية، وهي التمانعة (29 - 30 أبريل) والتمانعة (25 - 26 مايو/ أيار 2014)، وكفر زيتا (محافظة حماه في 11 أبريل 2014). كما أشارت إلى أنّها لا تجزم بمسؤولية قوات النظام السورية عن حالتين، مع وجود بصمات له عليها وهما: بنش (حلب، 24 مارس 2015) وكفر زيتا (محافظة حماه في 18 أبريل 2014).



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.