تونس: انطلاق أشغال المؤتمر الأول لوزراء التربية في العالم الإسلامي

تفعيل الأدوار التربوية لترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك أبرز محاوره

تونس: انطلاق أشغال المؤتمر الأول لوزراء التربية في العالم الإسلامي
TT

تونس: انطلاق أشغال المؤتمر الأول لوزراء التربية في العالم الإسلامي

تونس: انطلاق أشغال المؤتمر الأول لوزراء التربية في العالم الإسلامي

انطلقت، أمس، بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية أشغال المؤتمر الأول لوزراء التربية في العالم الإسلامي، بمشاركة نحو 50 وزير تربية، وأقيم تحت شعار «من أجل تعزيز العمل التربوي الإسلامي المشترك وتفعيله».
وتشرف على تنظيم هذا المؤتمر، الذي يعتبر الأول من نوعه، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وينتظر أن تنبثق عن أشغاله وثيقة تحمل اسم «إعلان تونس»، إضافة إلى وثيقة ثانية بعنوان: «نداء تونس من أجل تعزيز العمل التربوي المشترك وتفعيله»، وسيتم خلال هذا المؤتمر الإعلان عن إنشاء مجلس استشاري لتنفيذ استراتيجية تطوير التربية في العالم الإسلامي، كما سيتم انتخاب أعضاء هذا المجلس.
ومن بين القضايا المطروحة في جدول أعمال المؤتمر، مناقشة «المقاربة الاستراتيجية لتطوير وتعزيز دورها في تحقيق التنمية والعيش المشترك»، وتقديم عرض جهود ونتائج إصلاح المنظومة التربوية في تونس، واعتمادها نموذجًا يمكن الاستئناس به في دول العالم الإسلامي. كما يقدم المؤتمر عرضًا حول «استراتيجية تطوير التعليم في العالم الإسلامي»، علاوة على «دراسة سبل تفعيل الأدوار التربوية للشباب لترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك».
وأكد الرئيس الباجي قائد السبسي، الذي أشرف على افتتاح هذا المؤتمر، خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، أن الإسلام دين المعرفة والتعاون والجهاد والاجتهاد، وأن ربطه بالأعمال الإرهابية أضر كثيرا بصورة المسلمين.
وأشار الرئيس السبسي إلى ضرورة تجديد الفكر الإسلامي وتربية العقول على التسامح، وقال إن العالم شهد أحداثا إرهابية مروعة أضرت بالحضارة الإسلامية والعقيدة والتاريخ، مبرزا أن «الإسلام بريء من الإرهاب». ودعا في المقابل إلى الاستئناس بالاجتهادات النيرة للتراث الديني دون غيرها لمحاربة ظاهرة الإرهاب، مشددا على أن العالم الإسلامي يحتاج إلى استراتيجية محكمة لتطوير السياسات الاقتصادية والمعلوماتية لتجاوز مشكلات الإرهاب والتنظيمات المتشددة.
من جانبه، قال ناجي جلول، الوزير التونسي للتربية، إن بلاده ستقدم خبراتها في التكوين التربوي لفائدة دول إسلامية. وأشار، في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر، إلى إنشاء مؤسسات تكوين جديدة في تونس ستساهم، على حد تعبيره، في عملية تكوين المكونين والأساتذة والمعلمين بالدول الإسلامية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.