{اليونيسيف} تدين الغارات الأكثر دموية ضد مدرسة منذ بداية الحرب في سوريا

روسيا تنفي مسؤوليتها عن قصف إدلب.. وبريطانيا تصفه بالعمل الإرهابي

شاب من أقرباء ضحايا غارة طيران الأسد على مدرسة بقرية «حاس» بريف إدلب شمال سوريا أول من أمس (أ.ب)
شاب من أقرباء ضحايا غارة طيران الأسد على مدرسة بقرية «حاس» بريف إدلب شمال سوريا أول من أمس (أ.ب)
TT

{اليونيسيف} تدين الغارات الأكثر دموية ضد مدرسة منذ بداية الحرب في سوريا

شاب من أقرباء ضحايا غارة طيران الأسد على مدرسة بقرية «حاس» بريف إدلب شمال سوريا أول من أمس (أ.ب)
شاب من أقرباء ضحايا غارة طيران الأسد على مدرسة بقرية «حاس» بريف إدلب شمال سوريا أول من أمس (أ.ب)

ارتفع عدد قتلى غارات أول من أمس على مدرسة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، إلى 22 طفلا و6 مدرسين، بحسب ما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وسط تنديد شديد من اليونيسيف وبريطانيا ونفي روسي للتورط.
وندد المدير العام للمنظمة الدولية أنتوني لايك، في بيان، بـ«مأساة» و«جريمة حرب» محتملة، واعتبر أن هذه الضربة قد تكون «الهجوم الأكثر دموية ضد مدرسة منذ بداية الحرب» في سوريا قبل 5 أعوام ونصف العام، مضيفا: «إنها مأساة، إنها فضيحة، وفي حال كان الهجوم متعمدا، فهذه جريمة حرب». ولفت البيان إلى أن المدرسة تعرضت لهجمات «في مناسبات عدة»، من دون مزيد من التفاصيل.
ونقلت (رويترز) عن وزارة الخارجية الروسية، أمس، قولها إن موسكو غير مسؤولة عن ضربة جوية على مدرسة في محافظة إدلب السورية أسفرت عن مقتل 26 مدنيا، معظمهم من التلاميذ. وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، في إفادة صحافية، إن الجيش الروسي لم يشارك في الهجوم. ودعت وزارة الخارجية الروسية، أمس، الهيئات الدولية إلى إجراء تحقيق فوري في مقتل أكثر من 20 طفلا بقصف على مدرسة في قرية حاس بريف إدلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «العشرات أصيبوا» كذلك «بجروح في 6 غارات جوية لم يعرف إذا كانت سورية أو روسية استهدفت مدرسة ومحيطها في قرية حاس في ريف إدلب الجنوبي»، مضيفا: «بين القتلى 11 طفلا كانوا موجودين داخل المدرسة التي تضررت جراء الغارات».
وأوضح ناشط في مركز إدلب الإعلامي المعارض للوكالة إن «الغارات استهدفت القرية عند الساعة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر يوم الأربعاء»، مضيفا: «أحد الصواريخ سقط على مدخل المدرسة في أثناء خروج التلاميذ منها إلى منازلهم، بعدما قررت إدارة المدرسة إغلاقها نتيجة الغارات التي استهدفت القرية». ولم تحدد المنظمة الأممية هوية الطائرات التي شنت الغارات.
من جهته، أدان الممثل البريطاني الخاص لسوريا، غاريث بايلي، استهداف الطيران الحربي التابع للنظام السوري تجمع مدارس في بلدة حاس بريف مدينة إدلب.
وقال بايلي، في تصريح أرسل لـ«الشرق الأوسط»، إن التقارير الأولية تفيد بأن 35 مدنيا قضوا في هذا القصف، بينهم 19 تلميذا، فضلا عن معلمين وبعض الأهالي، وجرح 70 شخصا.
وأضاف المسؤول البريطاني: «حجم الجرائم التي تحصل في سوريا على يد نظام الأسد تفوق الخيال والوصف، عبر استهدافه لمدارس تعليمية، في الوقت الذي كان بإمكانه أن يوفّر طائراته وذخيرته لقصف مراكز إرهابية تابعة لـ«داعش»، لذلك فإن استهداف الأطفال عمل إرهابي، سواء جاء بتفجير على الأرض أو بقصف من الجو».
كانت بريطانيا قد أدانت استهداف روسيا لـ22 مدرسة تمولها في إدلب وحلب خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث تسببت ضربات روسيا العشوائية بتدمير 9 مدارس بشكل كلي من بين 11 مدرسة تم استهدافها بشكل مباشر، و11 أخرى بشكل غير مباشر.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.