السعودية: لا حق لليهود مطلقًا في الحرم القدسي.. والقضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا

العتيبي: لا سلام مع إسرائيل إلا بانسحابها من كافة الأراضي العربية المحتلة

السعودية: لا حق لليهود مطلقًا في الحرم القدسي.. والقضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا
TT

السعودية: لا حق لليهود مطلقًا في الحرم القدسي.. والقضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا

السعودية: لا حق لليهود مطلقًا في الحرم القدسي.. والقضية الفلسطينية على رأس أولوياتنا

أكدت المملكة العربية السعودية، أن القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وأن موقفها كان وما زال داعمًا للحقوق الفلسطينية، وذلك ضمن كلمة السعودية أمام اللجنة الثانية في دورتها 71 حول البند 65 «السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية» في الأمم المتحدة وألقاها أمس عبد الله العتيبي السكرتير الأول في الوفد السعودي الدائم لدى المنظمة الأممية.
وأوضح العتيبي أن تقارير الأمم المتحدة تسجل في مختلف اللجان والمجالات عددًا كبيرًا من الانتهاكات الصريحة التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في سياساته العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني في إقامة جدار الفصل العنصري والاستمرار في بناء المستوطنات والاستعمال المفرط للقوة، إضافة إلى هدم المنازل وجرف الأراضي الزراعية، واعتماد سياسات الإغلاق في الأرض الفلسطينية المحتلة التي قيدت حركة الفلسطينيين للوصول إلى خدمات الصحة والتعليم والعمل والأسواق والموارد الطبيعية، كما فرضت إسرائيل حصارًا اقتصاديا خانقًا على حركة السلع والأشخاص، وعلى الوكالات الإنسانية الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، حيث أدى الحصار إلى ارتفاع معدلات البطالة وتدني الإنتاجية والأجور وتزايد نسبة الفقر وانخفاض مستويات المعيشة وانعدام الأمن الغذائي واستمرار الأزمة المالية وارتفاع الديون رغم الإصلاحات التي تجريها السلطة الفلسطينية.
وأكد أن موقف بلاده منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي لما تبقى من أرض فلسطين التاريخية في العام 1967 بما فيها القدس «كان وما زال داعمًا للحقوق الفلسطينية بما فيها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس»، وقال: «وفي هذا السياق، وإننا إذ نؤكد على أن لا حق لليهود مطلقًا في الحرم القدسي الذي يتعرض منذ فترة طويلة لأعمال حفريات تقوم بها السلطات الإسرائيلية وتعرض أساساته لخطر الانهيار، نعيد التأكيد على أن الحرم القدسي الشريف وما يحتويه من مساجد وباحات وأوقاف وأسوار وأبواب هو ملك فلسطيني عربي إسلامي خالص وأي استخدام لمسميات توراتية لهذه الأماكن هو اصطفاف مباشر إلى جانب الرواية التاريخية المزورة للاحتلال الإسرائيلي، وهنا نود أن نشير إلى قرار منظمة اليونيسكو الأخير الذي يؤكد هذا الحق الأصيل، ونؤكد أيضًا أن المحافظة على الوضع القائم يعني الوضع الذي كان قائمًا منذ العهد العثماني واستمر كذلك خلال فترة الانتداب البريطاني وصولاً إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأن أي محاولة لفرض مفهوم جديد للوضع القائم يسمح من خلاله للمستوطنين اليهود بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى وتدنيسه مرفوضة مطلقًا».
وأكد المندوب السعودي، أن الرياض تضع حل القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وتأمل في إنهاء الصراع والدخول في اتفاقية سلام تتيح الأمن والعلاقات الطبيعية بين جميع دول المنطقة على أساس الانسحاب الإسرائيلي من الأرض الفلسطينية المحتلة والجولان العربي السوري المحتل منذ العام 1967م والأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة الحقوق المسلوبة، وقال: «إن بلادي تعيد التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة منذ عام 1967م بما فيها القدس، وإلزام إسرائيل بوقف جميع انتهاكاتها للقوانين والمواثيق الدولية ووجوب امتثالها لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبالكف عن استغلالها وسرقتها للأراضي والموارد المائية الفلسطينية وتدمير الأراضي الزراعية وتلويث البيئة»، مبينًا أن المملكة تؤكد على ضرورة احترام إسرائيل لما اعتمدته هذه اللجنة في قراراتها السابقة بهذا الشأن، وأن هذه القرارات «تعيد التأكيد على الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني على موارده الطبيعية بما فيها الأرض والمياه، وبحقه في المطالبة بالتعويض نتيجة لاستغلال موارده الطبيعية وإتلافها أو ضياعها أو استنفادها أو تعرضها للخطر بأي شكل من الأشكال بسبب التدابير غير القانونية التي تتخذها إسرائيل».
واستطرد «نود أن نعبر عن تقديرنا العميق للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) لإصدارها تقريرًا حول الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للاحتلال الإسرائيلي على الأحوال المعيشية للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل».
وأضاف: «ونود كذلك أن نشير إلى عدم تطرق التقرير لقطاع هام جدًا وهو قطاع السياحة الفلسطينية في القدس وبيت لحم، حيث إن حجم استفادة الفلسطينيين من السياح الأجانب القادمين للمناطق الفلسطينية يكاد لا يذكر بالمقارنة مع استفادة إسرائيل، وذلك بسبب الإجراءات الإسرائيلية، وعلى ضوء ذلك نرى أنه من الضروري أن يستعرض التقرير القادم للجنة الإسكوا موضوع العقبات التي تواجهها السياحة الفلسطينية وأن يتم ربط التقرير القادم أيضًا بقدرة الفلسطينيين على تحقيق أهداف التنمية المستدامة».
واختتم كلمة بلاده بقوله: «إننا جميعًا مطالبون بالتعاون الجاد تحت مظلة الأمم المتحدة في سبيل إيجاد مناخ صحي لبناء علاقات سليمة ومتوازنة بين الدول، أساسها احترام الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية ومن هذا المنطلق، فإن المملكة تؤكد مجددًا على أهمية مواصلة دعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للفلسطينيين لتمكينهم من الاستفادة مما تحويه الأرض الفلسطينيّة من موارد وتنميتها، الأمر الذي سيخفف مأساة الشعب الفلسطيني».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.