كارلوس ألبرتو: أخشى أن تفقد البرازيل إرثها الكروي

«الغارديان» تنشر آخر حوار أجرته مع أسطورة الكرة البرازيلية الراحل قبل بطولة كأس العالم 2010

كارلوس البرتو قائد البرازيل في عام 1970يحتفل بكأس العالم
كارلوس البرتو قائد البرازيل في عام 1970يحتفل بكأس العالم
TT

كارلوس ألبرتو: أخشى أن تفقد البرازيل إرثها الكروي

كارلوس البرتو قائد البرازيل في عام 1970يحتفل بكأس العالم
كارلوس البرتو قائد البرازيل في عام 1970يحتفل بكأس العالم

توفي كارلوس ألبرتو - الذي سجل أحد أجمل الأهداف في المباريات النهائية لكأس العالم ليقود منتخب بلاده للتتويج باللقب في 1970 على حساب إيطاليا - عن 72 عاما بسبب سكتة قلبية. وسجل اللاعب الراحل الهدف الرابع لمنتخب البرازيل في الفوز 4 - 1 على إيطاليا في المكسيك بعدما اجتاز عددا كبيرا من لاعبي المنافس ليفوز منتخب بلاده باللقب للمرة الثالثة. ولعب المدافع في فلومينيسي وسانتوس وفلامنغو ونيويورك كوزموس، وحصل على لقب «القائد» بفضل قدراته القيادية. ولعب ألبرتو، الظهير الأيمن السابق للبرازيل، 53 مباراة مع منتخب بلاده. «الغارديان» أجرت حوارا مع النجم الأسطورة في 12 يونيو (حزيران) عام 2010 أعرب فيه عن مخاوفه حول مشاركة منتخب بلاده في بطولة كأس العالم التي أقيمت نهائياتها في جنوب أفريقيا.
لا تزال البرازيل تعاني من مطاردة أشباح الماضي لها، أو «الكاريزما» حسب وصف كارلوس ألبرتو، التي تميزت بها كرة القدم البرازيلية خلال عامي 1970 و1982، والتي يتحسر عليها جيل بيليه في ظل العصر الحالي الذي باتت أساليب لعب كرة القدم خلاله أشبه بالتنظيمات العسكرية داخل الملعب. من ناحيته، يشتهر ألبرتو بكونه صاحب أفضل هدف في تاريخ بطولة كأس العالم، الذي سجله خلال لقاء البرازيل وإيطاليا، وانتهى بفوز منتخب بلاده بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في نهائي البطولة عام 1970. ويتهم ألبرتو المنتخب البرازيلي الحالي في ظل قيادة المدرب دونغا بالإساءة إلى «تقليد» وطني، معربًا عن أمله في أن يتمكن من متابعة البطولة من أرض الوطن، بدلاً من جنوب أفريقيا.
وخلال مقابلة أجريت معه، شن ألبرتو، أحد معشوقي جماهير كرة القدم القدامى، هجومًا حادًا ضد اللاعبين الحاليين، لإخفاقهم في الارتقاء للمعايير رفيعة المستوى التي أقرها الجيل الذهبي من لاعبي البرازيل المتمثل في منتخب عام 1970 الذي ضم نجومًا متلألئة أمثال بيليه وغارزينيو وريفيلينو وتوستاو. وعلى امتداد 40 عامًا، تحرك المنتخب البرازيلي في ظلال هذا الجيل الذهبي، مع اتباعه أسلوبًا في اللعب يحمل صبغة أوروبية أكبر، مع السعي في الوقت ذاته نحو الحفاظ، وإن كان بصورة أقل، على الهدف الأسمى لكرة القدم البرازيلية. الملاحظ أن كارلوس ألبرتو شخص أقل عنادًا في حقيقته عما قد يبدو عليه. وخلال حديثه، أقر بأنه على ما يبدو، ثمة لعنة تطارد أي لاعب شارك في ببطولة كأس العالم عام 1970. وقال: «اعتدت تدريب الفرق. ويعتبر (فرنس) بكنباور صديقي المقرب. وكنت في منزله في النمسا ذات مرة عندما قال لي: كارلوس، هل تدري ما مشكلتنا؟ إننا نود من اللاعبين الذين نتولى تدريبهم أن يفعلوا مثلما فعلنا تمامًا. بعد هذه الجملة، بدأت أستوعب الأمر».
ومع ذلك، استمر ألبرتو في هجومه العنيف ضد دونغا وكرة القدم البرازيلية الحديثة، بما تتسم به من خط دفاع مغلق والاعتماد على الهجمات المرتدة. وقال خلال حديث أجراه بهدف الترويج للحملة التثقيفية التي تحمل اسم «هداف1» المعنية بأفريقيا: «أتكلم هنا عن أسلوب الحركة واستخدام الكرة. إننا نملك مدافعين جيدين، لكن ماذا عن لاعبي خط الوسط؟ إذا سألت صبية برازيليين من هم لاعبو خط الوسط لدينا، سيكتفون بهز أكتافهم».
من ناحية أخرى، ستستهل البرازيل رحلتها نحو اقتناص كأس العالم للمرة السادسة، وذلك أمام كوريا الجنوبية، الثلاثاء، مع الاعتماد على لاعبي خط وسط مدافعين (غلبرتو سيلفا وفيليبي ميلو)، مع احتمالات أن يكون كاكا الممثل الوحيد للمدرسة القديمة المتميزة بالتأني. وعن ذلك، قال ألبرتو: «ينبغي إخبارهم (الأطفال البرازيليين) بأن فيليبي ميلو واحد من لاعبي قلب خط الوسط لدينا. في الأمام، لدينا لاعب واحد: كاكا، لكن لا أحد يدري شيئا عن حالته البدنية». وأردف أنه «اختار المدرب الأسلوب الذي سيلعب به، وجاءت النتائج جيدة للغاية، لكن دعونا ننتظر ونرى ما الذي سيحدث. وإذا ما نظرتم فيما وراء النتائج، ستجدون أن جميع الأهداف التي سجلناها تقريبًا جاءت من كرات ثابتة. إما ركلات حرة وإما ركلات ركنية. لهذا أقول إن هذا الأسلوب لا ينتمي لكرة القدم البرازيلية».
على خلاف الحال مع إنجلترا التي لن تلقي اللوم على غياب ثيو والكوت حال إخفاقها في التأهل لبطولة كأس العالم، فإن كبار الشخصيات البرازيلية المعنية بكرة القدم أمامها قائمة طويلة من اللاعبين للإشارة إليها ممن لم يقع عليهم الاختيار للمشاركة مع المنتخب حال اتخاذ الأمور منحى سيئًا. جدير بالذكر أن البرازيل فازت ببطولات كأس العالم التي أقيمت في أوروبا وأميركا الجنوبية وأميركا الشمالية وآسيا، وبذلك تبقى أفريقيا وأستراليا باعتبارهما الاستثناء الوحيد. ورغم عدم تعالي أصوات اعتراض تذكر حيال عدم ضم رونالدينهو وأدريانو إلى المنتخب، فإن دونغا خاطر بالسير عكس تيار الرأي العام بعدم اختياره نيمار وغانسو واللذين يجسدان ثقة البرازيل في شبابها.
من جانبه، قال كارلوس ألبرتو: «لقد رغبت البلاد بأكملها في ضم هذين اللاعبين - نيمار وغانسو. لماذا؟ لأنهما لاعبان رائعان ويلعبان بصورة جيدة للغاية. إن غانسو يعد بمثابة اللاعب رقم (1). ومع هذا، لم يضمهما دونغا إلى المنتخب. يبلغ غانسو 20 عامًا فحسب. وقال عنه دونغا إنه صغير للغاية. لذا، أعتقد أن دونغا أهدر فرصة لإحياء التقليد البرازيلي، لأن البلاد كلها كانت تدعوه لضم هذين اللاعبين. إنهم لاعبون جيدون. ولك أن تسأل أي شخص معني بكرة القدم في البرازيل وسيخبرك ذلك. إذا مضت مسيرة المنتخب الحالي على نحو جيد - حسنًا. أما إذا تعرضت لعثرات - ستثار حتمًا التساؤلات حول اللاعبين الذين لم تجر الاستعانة بهم. بطبيعة الحال كبرازيليين ينبغي لنا الفوز بالبطولة. ودائمًا ما تساورنا الرغبة في رؤية الوجه الحقيقي للبرازيل، وأن نلعب بالأسلوب المميز لنا. واللافت الآن أن المنتخب الإسباني أصبح أكثر إقدامًا على خوض المغامرات عنا».
ورغم نبرة اليأس التي تحدث بها كارلوس ألبرتو، فقد خرجت من شفتيه مفعمة بالمشاعر الدافئة الصادقة، على نحو يليق برجل حكيم متقدم في العمر يخالجه القلق بشأن وطنه. جدير بالذكر أن ألبرتو شارك في 53 مباراة مع المنتخب الوطني ما بين عامي 1964 و1977. واشتهر بكونه لاعب «ظهير – جناح» نشط نجح في إنجاز كرة متميزة بدأت من داخل نصف الملعب الخاص بالبرازيل خلال نهائي عام 1970، وبلغت ذروتها بتمرير غارزينيو الكرة بدهاء إلى بيليه الذي انتظر اللحظة المناسبة ليمررها في اتجاه قائد فريقه لتأتي بالهدف الرابع للمنتخب البرازيلي.
وبالنظر إلى معايشته هذه اللحظة المميزة في تاريخ كرة القدم البرازيلية، قد يبدو طبيعيًا أن ينظر ألبرتو إلى المنتخب الحالي بازدراء.
ومن جهته، قال: «لدي مخاوفي بخصوص بطولة كأس العالم تلك. من الناحية الفنية، ربما تصبح أسوأ بطولة لكأس العالم. أرى أن هناك لاعبين جيدين: كريستيانو رونالدو وروني وميسي وكاكا - أربعة لاعبين على وجه التحديد. فيما مضى، عاينت كثيرا من اللاعبين الجيدين يشاركون في بطولة كأس العالم، لكن ماذا عن اليوم؟ في الواقع، علي الذهاب. سأكون هناك، وإن كنت أتمنى البقاء في منزلي ومشاهدة اللقاءات عبر شاشات التلفزيون. إنني لست متشائمًا، لكنني واقعي».
من وجهة نظر الشخصيات الحالمة، كان أداء البرازيل خلال بطولة كأس العالم لعام 1970 أشبه بسيمفونية من النشاط والتألق. وعلق ألبرتو على ذلك بقوله: «للمرة الأولى في البرازيل، لعبنا كفريق. وعندما كنا نستحوذ على الكرة، لم نشعر بالخوف قط إزاء التقدم بها نحو الأمام - لكن دائمًا كنا نتقدم معًا. لقد عمل الفريق معًا دائمًا، في التحرك نحو الأمام، والرجوع إلى الخلف، بما في ذلك توستاو وغارزينيو، بهدف تجنب فتح مساحة أمام الخصم. لقد غيرنا أسلوب التفكير السائد».
واستطرد موضحًا أنه «قبل ذلك، كان غارزينيو وبيليه يتخذان مركزين متقدمين ويبقيان هناك. وإذا ما فقدا الكرة، كانا يتحدثان إلى حارس مرمى الخصم، وبعد ذلك ربما كانا يعودان. إلا أنه في ظل وجود ماريو بدأنا في اللعب كفريق. خلال بطولة عام 1970، اتخذنا استعداداتنا على نحو جيد للغاية، ليس بدنيًا فحسب، وإنما فنيًا أيضًا. على سبيل المثال، خلال مواجهتنا أمام إنجلترا في دور المجموعات، كنا مدركين لحتمية أن نفوز كي نتأكد من قدرتنا على بلوغ دور النهائي (الأمر الذي تحقق بالفعل وفازت البرازيل بهدف دون مقابل)».
وأضاف: «كل مساء، كان كل واحد من اللاعبين يتسلم تقريرًا عن حالته البدنية. وكنا نطلع على مستويات أدائنا. في بطولة عام 1966 التي استضافتها إنجلترا، فاجأتنا كرة القدم الأوروبية لاعتمادها الشديد على القوة البدنية. أما في عام 1970، فكنا مدركين حقيقة أنه كي نقف في مواجهة المنتخبات الأوروبية الكبرى، يجب أن نتفوق عليها في اللياقة البدنية. أما فنيًا، كنا مدركين تمامًا لتفوقنا، لكن كان علينا العمل على التمتع بلياقة بدنية كاملة. لقد تدربنا كل يوم على مدار ثلاثة أشهر. ولم يتذمر أي منا من ذلك». ومع ذلك، تعالت أصوات أبناء هذا الجيل مرارًا بالشكوى لاحقًا، لكن فقط بدافع عشقهم لوطنهم.



تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
TT

تبرئة مصارع مصري من «التحرش»... وانتقادات لمسؤول بسبب تصريحاته عن الواقعة

المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)
المصارع المصري «كيشو» حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو(اللجنة الأولمبية المصرية)

رغم حصول لاعب المصارعة المصري محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة بباريس، لعدم ثبوت تهمة تحرشه بفتاة فرنسية؛ إلا أن تصريحات لمسؤول مصري حول الواقعة أثارت اهتمام المصريين خلال الساعات الماضية، وجددت الانتقادات بشأن الأزمات المتتالية لبعثة مصر في الأولمبياد.

واتهم لاعب المصارعة بالتحرش وتم احتجازه في باريس وهو في حالة سكر بعد مغادرته مقر البعثة، في حين قرّر رئيس اللجنة الأولمبية المصرية إحالة اللاعب إلى لجنة «القيم»، للتحقيق فيما نُسب إليه من «تصرفات غير مسؤولة»، حسب بيان، الجمعة.

وأعلنت اللجنة الأولمبية المصرية، السبت، براءة اللاعب، وقالت في بيان: "حصل المصارع الأولمبي محمد إبراهيم كيشو على الإفراج من الشرطة الفرنسية لعدم ثبوت تهمة التحرش بفتاة فرنسية كما ادعت عليه، وتم حفظ التحقيقات بشكل نهائي ضد كيشو لعدم وجود أي أدلة تدين اللاعب، حيث تم تفريغ الكاميرات في مكان الواقعة ولم تجد جهات التحقيق الفرنسية أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة".

وكان رئيس الاتحاد المصري للمصارعة، محمد محمود، قد أدلى بتصريحات متلفزة حول الواقعة، تحدث فيها عن صعوبة الإفراج عن اللاعب لعدم وجود "الواسطة"، حيث أجاب عن سؤال حول تواصل الاتحاد مع اللاعب مباشرة لمعرفة ما حدث قائلا: "السفير ووزير الرياضة هما من يحاولان لأن الأمور مغلقة هنا للغاية (مش زي عندنا مثلا ممكن تروح بواسطة) لا يوجد مثل هذا الكلام هناك (فرنسا)".

وهي التصريحات التي التقطها مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المصرية وتفاعلوا معها بالانتقاد والسخرية، مما جعل هاشتاغ «#رئيس_اتحاد_المصارعة» يتصدر "الترند" في مصر،السبت.

وتناقل عدد كبير من الحسابات تصريحات رئيس الاتحاد مع التركيز على إبراز إشارته للقوانين الصارمة في فرنسا وعدم وجود "وساطة".

واختلفت الحسابات حول وصفها لتصريحات رئيس الاتحاد، حيث اتفق البعض على أنها "كارثية"، فيما رآها البعض "كوميديا سوداء".

إلى ذلك، قال الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن اللجنة الأولمبية المصرية أوضحت في بيانها أن جهات التحقيق الفرنسية لم تجد أي فعل مشين من اللاعب المصري تجاه الفتاة، إلا أن تصريحات رئيس الاتحاد المصري للمصارعة في حد ذاتها أراها تعبر عن الحالة التي تغلف الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن مضمون التصريحات لا يليق ببلد مثل مصر ولا بأجهزتها ومؤسساتها على الإطلاق".

كما سخر عدد من الحسابات من تلك التصريحات بتوظيف الكوميكس ومشاهد من الدراما والأفلام السينمائية، خصوصا فيلم "هي فوضى" ومشهد أمين الشرطة الذي ينهي المصالح مقابل المال.

وطالب عدد من رواد «السوشيال ميديا» برحيل رئيس اتحاد المصارعة من منصبه، خاصة أنه وعد بتحقيق عدد من الميداليات خلال الأولمبياد وهو ما لم يحدث.

ويعود «البرمي» للحديث، قائلا: «كان الأجدر برئيس الاتحاد المصري للمصارعة أن يتحدث عن سبب الاخفاقات التي لازمت لاعبيه خلال الأولمبياد، فالمصارعة الرومانية التي تتميز فيها مصر لم يقدم فيها أي لاعب أي ملمح إيجابي»، مشيرا إلى أن "كافة رؤساء الاتحادات التي شاركت في الأولمبياد مسؤولون عن هذا التردي وهذه النتائج المتواضعة التي حققتها البعثة المصرية".

يذكر أن اللجنة الأولمبية المصرية أشارت في بيانها إلى «توجه اللاعب كيشو من قسم الشرطة إلى مطار شارل ديجول تمهيدا لعودته إلى القاهرة، السبت، موضحة أن «النية تتجه لدى لجنة الهيئات والأندية والقيم لتحويل مسار التحقيقات من الاتهام الباطل بالتحرش من فتاة فرنسية كما ادعت من قبل، إلى تهمة الخروج من القرية الأولمبية وعدم العودة بعد نهاية المباراة النهائية في ميزانه والتي خرج لمشاهدتها ولم يعد، ولم يلتزم بموعد عودته للقرية الأوليمبية في باريس".

وكيشو، الحائز من قبل على الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو، خسر في الدورة الحالية خلال الدور الـ16 أمام الأذربيجاني حسرات جافاروف.